هكذا يُخطئ البعض في فهم معنى (التجرّد – Minimalism)!
ن التجرّد لا يقتصر على مجرد امتلاك أشياء أقل، أو امتلاك تمثال بوهيمي موضوع بعناية على طاولة قهوة مصنوعة من ورق الأرز
add تابِعني remove_red_eye 91,100
يمكنني القول أن مفهوم التجرّد (Minimalism) قد سيطر عليّ منذ الأزل! لذا، شعرت بكهرباء تسريّ داخلي حين وجدت المدّون طريف مندو يصفه بالقول: فقط الأثرياء من يمكنهم تحمّل هذا القدر من البساطة.
والآن، ها هو مُدّون آخر “Paul Jarvis” يهدم مفهوميّ السابق عن التقليلية/التجرّد Minimalism بتدوينته الجديدة. أترككم مع ترجمتيّ لتدوينته.
ما هو مفهوم التجرد؟
إن التجرّد لا يقتصر على مجرد امتلاك أشياء أقل (أو عدم وجود شيء أصلًا!)، أو امتلاك تمثال بوهيمي موضوع بعناية على طاولة قهوة مصنوعة من ورق الأرز. (اللهم إلا إذا كنت تعتبر “التقليلية” قيمة جمالية تحب مشاركتها في الانستغرام و بينترست!).
إذا لم تحصل على كفايتك (وهي مسألة شخصية تمامًا)، فسيكون التجرد -في أحسن الأحوال- مجرد تفاهة،
ولنكون أكثر وعياً بما هو منطقي لحياتنا وشركاتنا، نحتاج إلى أن نكون مدركين لما تعنيه كلمة (كفاية).
فمفهوم (الكفاية) يختلف من إنسانٍ لآخر. بالنسبة لي، أحتاج إلى أقل بكثير من عائلة بها ستة أطفال، لأن عائلتي مكونة من شخصين (وعدد كبير من الهامستر). أحتاج إلى أموال أقل من شخص يعيش في المدن ذات المعيشة الغالية، لأن العقارات والحياة تكلف أقل في الريف “حيث أعيش”. أحتاج إلى عائد أقل في شركتي من الشركات الأخرى لأن هوامش ربحي مرتفعة ونفقاتي منخفضة وفقًا لنوع العمل الذي أمارسه.
لو كانت الأمور مختلفة، لاحتجت إلى المزيد. ليس لأنني سأكون مستهلكًا رأسماليًا سيئًا (عازم على شراء كل ما يظهر أمامي). ببساطة سأطلب أكثر في حياتي الشخصية حتى أسهّلها وأجعلها أقل إرهاقًا. سيكون (اقتناء المزيد) منطقيًا في هذه الحالة، وسيتعين علي (فعل المزيد) للوصول إلى (كفايتي).
هذا ليس حكما على الآخرين، ولا ينبغي أن يكون كذلك، فهو إدراك للواقع أكثر من كونه تأملًا ذاتيًا. (كفايتي) هو شأن يعنيني وحدي. وعليّ مقارنة نفسي بنفسي فقط: أين أنا الآن مقارنةً بالمكان الذي أسعى للوصول إليه. هل أنا سعيد أم أفترض أنني سأكون أكثر سعادة في المستقبل؟.. إلخ.
(الكفاية) هو نقيض السعي غير المقيد لأن الأخير يشجع على الاستهلاك الطائش، في حين يتطلب (حدّ الكفاية) طرح الاسئلة والوعي بالحياة بشكلٍ مستمر. يتحقق (حد الكفاية) عندما نصل إلى الحد الأعلى لما هو مطلوب. تعني الإيرادات الكثيرة أن أعمالنا مربحة ويمكن أن تدعم العديد من الموظفين/المستقلين الذين يعملون لصالحنا، حتى لو كان مجرد شخص واحد (المترجم: مثلي!). الدخل الكافي يعني أن نتمكن من عيش حياتنا مع القليل من الاستقاللية المالية، وادخار بعض المال للضرورة. (حد الكفاية) يعني أن نحصل على الطعام لعائلاتنا، وعلى سقف يحمي رؤوسها. حد الكفاية من الأشياء يعني: أن لدينا ما نحتاجه لنعيش حياتنا دون زيادة.
ينقسم حدّ الكفاية إلى مرحلتين:
ما قبل حدّ الكفاية: يعني أننا لم نصل بعد إلى الحصول على ما هو مطلوب حقًا. عندما تبدأ شركتك، يكون من الصعب للغاية الوصول إلى (الكفاية) على الفور، لذلك يتعين علينا العمل للوصول إليها. الدخل ما قبل الكافي يعني أنه ليس لدينا حتى الآن ما نحتاج إليه. وعادةً ما يتطلب أن نعمل بجهد أكبر للوصول إليه أيضًا.
يمكن للأمور أن تسوء عندما لا نفكر أبدًا بوضع علامة على وصولنا لحدّ الكفاية. عندما يحدث هذا، فإننا لا نحصل على ما فيه الكفاية أو نحسن ضبط الأمور، فنواصل العمل للأبد. ربما نكون قد حققنا ما يكفي من العائدات، ما يكفي من العملاء، ما يكفي من الأشياء، ومع ذلك نفترض أن علينا بذل ذات الجهد من جديد. لهذا السبب تستمر معظم الشركات الكبرى في النمو في الماضي، وهذا هو السبب بأن بعض الناس يمتلكون ما يحتاجون إليه ورغم ذلك.. لا يتوقفون عن شراء المزيد حتى يمتلئ منزلهم المؤلف من 524 غرفة إلى أقصى حد بالعديد من الأشياء التي يحتجاون لشراء 524 خزانة للاحتفاظ بها!
لذا، ومن البداية، الوصول إلى (حد كفايتنا) هو الهدف رقم واحد. نحن نفعل كل ما يتطلبه الأمر للوصول إلى هناك، لأننا بحاجةٍ إلى المزيد. وتذكر: الأمر ليس متروك لنا للحكم على ما يكفي شخص آخر. الأمر متروك لنا لأن نكون على دراية بما نحتاج إليه نحن أنفسنا، فإما أن نعمل لأجله أو نكون قد حققناه بالفعل.
add تابِعني remove_red_eye 91,100
link https://ziid.net/?p=44531