أشياء ندمت عليها مع طفلي الأول بعد أن أنجبت للمرة الثانية
كانت تجربتي مع طفلي الأول صعبة، وما جعلها مستحيلة ومؤلمة بالنسبة لي هو جهلي بالكثير من الأمور
add تابِعني remove_red_eye 465,901
أعلم أنني أكتب الكثير من الموضوعات التي تتسم بأنها موضوعات شخصية، لكنني أحب أن أشاركها لسببين، الأول هو أن هذه المنصة “منصة زد” أعتبرها منزلي، وبالتالي يحق لك كتابة كل ما أريد فيها، فهي بيتي الثاني وأحفظها كما أحفظ بيتي، أما الأمر الثاني أنني أعلم أنني لست وحدي، وأراهن أن ملايين غيري يمرون بما أمر به من تجارب، وبالتالي ربما تنفعهم تجربتي، أو تلهمهم، أو تلفت أنظارهم لأمر كان خفيًّا عنهم.
تزوجت من ثمان سنوات وأنجبت طفلي الأول بعد عشرة شهور فقط من زواجي، كان الأمر بمثابة الصدمة بالنسبة لي، فأنا طوال عمري بين الدراسة والعمل، لم يكن المنزل والأمومة أبدًا من ضمن أحلامي أو طموحاتي، ولكنني وجدت نفسي في وسط كل هذا وحدي ولا أعلم ماذا يجب أن أفعل، ولكن في تجربتي الثانية تعلمت الكثير من الأشياء، هذه الأشياء جعلتني أشعر بالندم والحزن لأنني لم أتعلمها وأمارسها مع طفلي الأكبر.
الاستعداد والتعلم
حين علمت أنني حامل بطفلي الأول، كان الأمر بالنسبة لي عاديًّا تمامًا، كنت أمارس كل عاداتي السيئة، على المستوى الصحي، وعلى مستوى تناول الطعام، لم أكن أحرص أبدًا على تناول الأطعمة الصحية أو المغذية أو الضرورية لمرحلة الحمل، عوضًا عن ذلك كنت أكثر من تناول الأطعمة السريعة، أو المغلفة، أو المبهرة والحراقة، وهو ما جعلني أعاني تقريبًا من القيء وألم المعدة طوال الحمل، ولكن ولأنني كنت أجهل الصحيح من الخاطئ في تلك الفترة لم أدرك حتى أن ما أفعله خطأ.
الاستعداد لاستقبال الطفل
لم أكن أهتم بإعداد المنزل لاستقبال طفلي، لم أدرك أصلًا مدى المسؤولية التي ستقع على عاتقي خلال شهور، فأهملت الكثير من الأمور، ولكن أبرز شيء ندمت على إهماله، هو شراء المهد الخاص بطفلي، والذي لم أختره، وتركت الأمر لأفراد الأسرة، وعلى الرغم من أنه سرير جميل وألوانه جميلة فإنه لم يكن عمليًّا أبدًا بالنسبة لي ولطفلي، وشغل حيزًا كبيرًا للغاية مما جعله عبئًا على الغرفة وليس وسيلة لراحتي وراحة طفلي.
الرضاعة
كنت أعلم فوائد الرضاعة الطبيعية، ولكنني لم أفكر يومًا أن أتعلم كيف يمكن أن أرضع هذا الصغير الذي أنتظره، فكنت أقوم بالأمر بشكل فطري تمامًا، بشكل غير مدروس وهو ما جعلني أصاب بالكثير من المشكلات والآلام، أبسطها كان ألم ظهري وأكتافي بسبب الوضع الخاطئ الذي اعتدت أن أجلس به أثناء الرضاعة.
الوجبات الصحية
بعد أن يصل الطفل إلى سن ستة أشهر غالبًا ما ينصحك طبيب الأطفال بإدخال الأطعمة، وبالطبع مرة أخرى جهلي يتحكم فيما أفعله، كنت أطعم طفلي كل شيء، حتى الأطعمة المسكرة، أو ذات الملح، أو المبهرة وكلها بالطبع يحذر منها الأطباء – هذا ما أعرفه الآن- وبعد أن كبر طفلي كنت أعد له وجبات تعتمد بشكل أساسي على النشويات، كنت أفكر أن الأولوية هي جعله يشبع ولم يخطر ببالي أبدًا أن إضافة المواد الغذائية الأخرى كالخضروات والفاكهة أمر مهم.
دور الأب
كنت صغيرة، وكان زوجي أيضًا صغيرًا، لم نكن نعرف أو نعي أن مسؤولية هذا الطفل مسؤولية مشتركة كما نعرف الآن، فكان دوره يقتصر على شراء احتياجات الطفل والمنزل، وحمل الطفل لمدة لا تزيد عن الدقائق، يأتي من عمله، يتناول الغداء، ثم يأخذ قيلولته، ليستيقظ بعدها يمارس أي نشاط ترفيهي أو يشاهد التلفاز، لا دور حقيقي له في حياة هذا الصغير، أما أنا فكنت أعتقد أن هذا الأمر هو الطبيعي، وبالتالي كنت أتحمل وحدي مسؤولية طفلي، والذي كان وما زال يكره النوم، فكنت أبقى مستيقظة ليومين وأحيانًا لثلاثة أيام دون نوم إلا دقائق معدودة، وهذا ما أصابني بالكثير من الإرهاق والتوتر وحتى الدخول في حالة اكتئاب استمرت حتى بلغ طفلي عامه الأول.
كانت تجربتي مع طفلي الأول صعبة، وما جعلها مستحيلة ومؤلمة بالنسبة لي هو جهلي بالكثير من الأمور، ولذلك حين اتخذت قرارًا بإنجاب طفل ثانٍ – بعد ستة أعوام- قررت أن أعمل على نفسي، أن أثقفها وأجعلها أقدر وأفهم، أن أحسن تجربة هذا الطفل، وأعوض الأخطاء التي سبق وارتكبتها، وما زلت أحاول، ولكن لن أخدعكم في كل مرة أشعر بالندم والتقصير تجاه طفلي الأول، الذي لم ينل مني إلا القليل.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 465,901
أبرز الأخطاء التي وقعت بها في تجربتي الأولى في الأمومة
link https://ziid.net/?p=95496