دور النكتة السالب في تكسير القيم ..الزواج نَموذجًا
ماذا عن النكتة التي يتم تأليفها للسخرية من وضع قائم لا غبار عليه سوى أنه لم يعجب صانعها ويريد أن يشاركه آخرون في هذا الاستهزاء
ماذا عن النكتة التي يتم تأليفها للسخرية من وضع قائم لا غبار عليه سوى أنه لم يعجب صانعها ويريد أن يشاركه آخرون في هذا الاستهزاء
add تابِعني remove_red_eye 1,228
النكتة هي مفارقة بين شيئين ينتج عنها فهم معين يستدعي الضحك أو الابتسام بما يضفي بهجةً على الموقف، وقد تكون في وضعٍ مُحرِج تحدث المفارقة بما يجعل الموقف لطيفًا، وفي أحيان أخرى تحدث لتُزِيل التجهم، أو الحُزن، أو الكآبة، وجميع هذه المواقف محمودٌ فيها النكتة وتناسب موقعها من الحدوث.
يقال إن أعداءنا المستعمرين منذ القدم حينما واجهتهم صلابة المقاومة وقوتها بسبب قوة شخصيات أهل البلد المراد احتلاله كان الحل أمامهم في هز صورة هذه الشخصيات بالسخرية من طريقة تفكيرها في احتفاظها بقيمتها، وزيها القومي، وأنواع وطريقة أكلهم وشربهم وكل ثقافتهم وموروثهم الإنساني وأسباب قوتهم وثباتهم عبر استخراجها واحدة واحدة ثم صُنع النكات حولها، وهكذا بكثرة الطَّرق عليها تكونت صورة ذهنية مُستضعَفة عنهم صَعُب مَحوُها عن الأذهان، يرافقها عدم استشعار القوة عن هذه أو تلك من الجنسيات والفئات وشرائح المجتمع، والحالات الاجتماعية فيه مثل الزواج نَموذجًا. حيث تتم السخرية من كل ما يتعلق بالزواج وأطراف.
ماذا عن النكتة التي يتم تأليفها للسخرية من وضع قائم لا غبار عليه سوي أنه لم يعجب صانعها؟ ويريد أن يشاركه آخرون في هذا الاستهزاء؟ وربما آخر صادفه موقف داخل أسرته أو في سائر حياته أراد أن يُرفه به عن الآخرين بجعله في قالب مضحك دون اعتبار لقِيمة ما يَستهزئُ به مثل السخرية من الزوجات أو الزواج عمومًا وهي الأشمل، والأعم، والأكثر إضحاكا، والأكثر انتشارًا وشعبية، والأكثر أثرًا وندوبًا في النفس، ثم في الأسرة، ثم في المجتمع تمامًا كأثر خيط شفاف من الماء ينزل برفقٍ على صخرة ملساء ليشقها بعد حين.
وقد تختلف الشعوب في أشياء كثيرة مثل الثقافة الحياتية والعادات والتقاليد ولكنها تتفق في صُنع وفَهم النكتة، والتي أيضًا قد تتنوع، ولكن الجميع يشترك في صناعة نِكاتٍ مبنية على شيء شائع و موجود بين هذه الشعوب مثل الزوجة وتصرفاتها أو الزوج وأسلوبه ، وعلى الزواج عمومًا كقيمة إنسانية مشتركة في الحياة.
بالطبع الزوجة هي أنثى وفرد واحد، لكنها تمثل الزواج كقيمة وكمؤسسة اجتماعية، وهي مدرسة تخرّج أجيالًا، ثم أُممًا، ثم حضارات. لنُثَبّت هذا الوصف أولًا، ثم نقول أنه بحكم المُعايشة في بيت واحد تتنوع المواقف لتُشكل لوحةً، هناك من لم يجتهد في تلوينها بغير المشاكل والاختلافات والتي قد لا يكون لها داعي أولًا، وقد يكون هو نفسه سببها ثانيًا، كما قد يكون عاجزًا وعاطلًا عن موهبة حلها ثالثا.
فلا تكون النتيجة سوى انتهاج سلوك السخرية للتخلص من ضغط العجز عن التكيف معها أو حلهّا
ما تأثير السخرية على الزوجة خصوصا؟ الأثر كبير جدًّا لدرجة لا يمكننا قياسه لأنه معنوي، وقد يكون عاجل أو آجل الأثر لأنهم ربما لا يشعرون ولن يشعروا بأن هذه السخرية هي السبب الحقيقي في هدم حياتهم الزوجية. فكم من جلسة شبابية كان وقود السهرة فيها السخرية من زوجة( ع) من الزملاء بسبب أنها دقيقة في الحرص على تفاصيل حياتهما معًا، أو حريصة على شكل علاقتها بزوجها بعيدًا عن أعين المتطفلين والمستهترين بكل القيم ، أو مهتمة بإبعاده عن أمثالهم جملة وتفصيلًا؟
وكم من زواج تم فك رباطه معنويًّا بسبب أن رفقاء الجلسة لم يجدوا موضوعًا مُهمًا يتدارسونه بينهم سوى أن يسخروا من زوجة (س) زميلهم ليس لسبب منطقي سوي أنهم يَرونهُ يحترمها بصورة زائدة من وجهة نظرهم، وكم من طلاق تم بسبب شكوى فُلان من زوجته في تفصيل صغير لم يعجبه منها، فكان رد احد جلسائه وهو يضع قدمًا على أخرى ساخرًا.. آمرًا.. (طلقها) ففعل! دون أن تطرف له عَين ودون أن تهتز له شعرة ودون أن يمر بخاطره الميثاق الغليظ الذي يربطها به ويأمره بحفظ أسراره طالما هو في حضرة مثل هؤلاء من رفاق الأنُس والسهر.
هي أسئلة مفتاحية لمعرفة السبب لدى كلٍ منّا والإجابات عن هذه الأسئلة حقائق مؤكدة و موجودة في مجتمعنا لا يمكننا إنكارها. ومن يُجيب عليها يعرف أنه مسؤول في المقام الأول والأخير عن حفظ القيم في محيطه بعيدًا عن الاستهزاء بها.
أذكر هنا بعض التفصيل مثل تكسير قيم الالتزام بالآخر ، هز ثقة الطرف الأضعف بنفسه وتكريس الألم، والاستهانة بمشاعر الطرف الآخر، انتهاك قيم المودة والتسامح والرحمة والسكينة وكل القيم التي قام عليها الزواج كمؤسسة قادرة على صيانة قيم الفرد والمجتمع وحفظها إذا التزم أطرافها بالاحترام المتبادل، وتهوين قيمة الارتباط بشخص صنع مع زوجه الآخر الكثير من الإنجازات الحياتية، وأيضًا أهدر كثيرًا من الوقت مع هذا الزوج أو الزوجة الذي لم يقدر هذه القيم وكان نصيبه من الوفاء بها هو السخرية، آثار نفسية مؤلمة ترتقي إلى آثار مادية في المستقبل غالبًا.
ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في سرعة الانتشار والتنوع والصيغ المختلفة لمحتواها وطريقة نشرها، فالبعض في شكل نكتة مكتوبة أو مرسومة أو مقطع مشاهد وهي الأعمق أثرًا.
أنا أبحث معكم عن الحل، إذ لا سبيل لوقفها إلا بالوعي الكامل لخطر تأثيرها وأسلوب هدمها للقيم الإنسانية
وتوضيح خطورتها ومدى سهولة تفكيكها للقيم الإنسانية بمرور الوقت، وتأكيد فداحة التساهل في الاستهزاء بقيم المجتمعات على الوجود الإنساني على المدى الأبعد من دقائق ضحكتنا على نكتة.
add تابِعني remove_red_eye 1,228
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
نقاش هام حول السخرية من الزواج وآثار النكت النفسية
link https://ziid.net/?p=83372