حب التمّلك.. كيف يحب الإنسان بشدة مبالغ فيها؟
هناك من استطاع التعايش مع أشخاص يعانون من حب التملك، عن طريق تقديم العديد من التنازلات والصبر على الشريك
هناك من استطاع التعايش مع أشخاص يعانون من حب التملك، عن طريق تقديم العديد من التنازلات والصبر على الشريك
add تابِعني remove_red_eye 9,898
تنتاب الإنسان بين الحين والآخر مشاعر متنوعة، منها ما هو واضح وعابر، ولا يؤثر على الشخص والمحيطين به، ومنها ما لها أثر بالغ على الشخص وتتعداه إلى الآخر، حتى تتحول تلك المشاعر إلى مرض نفسي يلزم علاجه. ومن بين تلك المشاعر حبُّ التمّلك، فما هو؟ وكيف نميز بينه وبين الحب الغريزي، والغيرة المقبولة؟
هو شعور يصيب الأشخاص الذين يحبون بشدة مبالغ فيها، لدرجة أن يصل بهم الأمر إلى الشعور بالغيرة المفرطة من أي شخص يحاول الاقتراب أو الاحتكاك بمحبوبهم، بل قد يصابون بالغيرة من الأم والأخ والأب.
وهذا يؤدي إلى شعور آخر يسمى في علم النفس “بالقلق الانفصالي”.
هو الشعور بأن حياتك ستتوقف بعد الانفصال عن شخص معين. وهذا الشعور يحول الشخص إلى شخصية سلبية وكئيبة؛ لشعوره بإمكانية فقده، مما يدفعه إلى تضييق الخناق عليه أكثر من اللازم، فيؤدي إلى نفور شديد من الطرف الآخر، ومحاولة الانفصال. فمن يستطيع العيش وسط سجن، تكون فيه تصرفاته محسوبة، ومعرضًا للنقد، والتوجيه المستمر بناء على رغبة الآخرين. هذا التضييق سبّب الكثير من حالات الطلاق والكره الشديد، وانهيار عائلات بأكملها.
إن حب التملك هو تجسيد حقيقي للأنانية، فعندما نلغي شخصية وتصرفات الطرف الآخر، للحد الذي نصل فيه إلى سلب حريته، هو تعبير لا إرادي منّا عن البحث عن سعادتنا، التي نظن أنها تكمن في عزل المحبوب، واحتكاره لنا فقط.
يجب التصرف بعقلانية مع الآخرين، وندرك أننا نحن جزء من حياتهم وليس كلها، وقد يساعد الرضا العالي عن النفس والثقة في قضاء الله وقدره، وبأنه هو من يرزقنا الأشخاص ومن يسلبنا إياهم، تلك القناعة ستسهم بشكل كبير إلى ملء قلوبنا بالطمأنينة. ويجب علينا أن ندرك أن حب التملك سيُميت مشاعر الناس تجاهنا عاجلًا أو آجلًا. يقول “ميخائيل باكونين”: إن غريزة السيطرة على الآخرين في جوهرها البسيط هي غريزة وحشية وهمجية تمامًا.
وأوضح “إحسان عبد القدوس” الفرق بين الحب الحقيقي وغريزة التملك المرَضية فقال: “هناك شيء اسمه الحب وشيء اسمه غريزة التملك، وبين الحب وغريزة التملك خيط رفيع.. رفيع جدًّا.. إذا ما تبينته تكشَّف لك الفارق الكبير. فالحب الطبيعي يعطيك نوع من السعادة والراحة والطمأنينة، بينما حب التملك يورث القلق، والهم، والتوتر، مما ينعكس على حياتنا وصحتنا الجسدية والنفسية على حد سواء”.
عادة يتم البدء بمحاورة الشخص المصاب بحب التملك، والتوضيح له بأن الاهتمام المفرط، والمتابعة والتدقيق على كل تصرفاتنا، يحد من حريتنا الشخصية، ويسبب لنا الضيق، ويجب التوضيح له الفرق بين الحب الطبيعي وبين الحب المرضي، ومساعدته على تخطي الأمر، هناك من يستجيب متفهمًا الوضع، ويحاول الإقلاع عن تلك التصرفات، وهناك من يرفض التعاون، ويستمر في المضايقات، في هذه الحالة يجب تدخل الطب النفسي، ومحاولة عرضه على طبيب.
ويجب الذكر أن هناك من استطاع التعايش مع أشخاص يعانون من حب التملك، عن طريق تقديم العديد من التنازلات والصبر على شريكهم.
مرحباً!
اكتملت 10 مقالات، ويبدو أن الفرصة قد حانت لنكون أصدقاء! عليك التسجيل وعلينا توفير تجربة قراءة فريدة.
add تابِعني remove_red_eye 9,898
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
مرحباً!
اكتملت 10 مقالات، ويبدو أن الفرصة قد حانت لنكون أصدقاء! عليك التسجيل وعلينا توفير تجربة قراءة فريدة.
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
مقال مثير حول حب التملك وتبعاته
link https://ziid.net/?p=90541