الوأد الممنهج ضد الإناث.. الوأد في العصر الحديث
الوأد فعل غير إنساني، يتجرد فيه الأب أو الأم الذي يقوم بالأمر من كل المشاعر والأحاسيس فحتى الحيوان لا يمكنه قتل صغاره
add تابِعني remove_red_eye 2,161
قال الله -سبحانه وتعالي-: (ولَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا). خلق الله الذكر والأنثى كل واحد مكملًا للآخر لتحقيق التوازن في الحياة وجميعًا نعلم أن الوأد هو أبشع أنواع الظلم والطغيان المجتمعي والذي يمارس بشكل خاص ضد الإناث وهذه الممارسات تتم بناء على العادات والتقاليد والثقافة في مجتمعات تتسم بالنظام الذكوري، ولا يمارس الوأد في العصر الجاهلي فقط بل إن هناك مجتمعات لا تزال بها هذه الظاهرة إلى الآن مثل جمهوريه الصين وباكستان والهند وبعض دول شرق آسيا. فهم يمارسون التمييز العنصري الممنهج ضد الإناث ويعطون الذكر مكانة كبيرة أعلى من الأنثى.
الصين
لدي الصين تاريخ كبير في وأد البنات يمتد الي (٢٠٠٠) سنة وكانت تتم في العصور القديمة للسيطرة على السكان أو إنها طريقه غير مصرح بها في تنظيم الأسرة.
الخلفية التاريخية
كتب البوذيون إن قتل الفتيات الصغيرات سيجلب الكارما السيئة أي الفعل السيئ على عكس من أولئك الذين ينقذون حياة الفتاة من خلال عرض المال أو الطعام الذي من شأنه أن يجلب الكارما الجيدة ومع ذلك كان الاعتقاد البوذي في التناسخ يعني أن وفاة الطفل لم تكن نهائية وأن الطفل سوف يولد من جديد وهذا الاعتقاد خفف الشعور بالذنب تجاه قتل الإناث.
وجاءت الكونفوشيوسيه وعارضت فكرة وأد البنات حيث تم التقليل منها، وعندما وصل المبشرون المسيحيون إلى الصين في أواخر القرن السادس عشر وجدوا ان حديثي الولادة يلقون في الأنهار وعلى أكوام القمامة، وفي القرن السابع عشر وثق ماتيو ريتش أن هذه الممارسة وقعت في العديد من مقاطعات الصين وأن السبب الرئيسي هو الفقر. وفي خلال القرن التاسع عشر كانت ممارسة وأد البنات واسعة الانتشار، ومن الأساليب الأكثر شيوعًا هي إغراق الفتيات وكانت هناك أساليب أخرى، مثل: التجويع والاختناق وأن يترك الطفل للمخاطر وأحيانًا يوضع الأطفال بسلات يتم تعليقها على الأشجار، والراهبات البوذيات كانوا يعملون على صنع فتحات في الأسوار لمن يريد التخلص من طفله.
وأفاد المبشر ديفيد إبيل عام ١٨٤٤ أن بين ثلث أو ربع جميع الأطفال الإناث قتلوا عند الولادة أو بعدها بفتره وجيزة، وانتشرت هذه الممارسة على نطاق واسع في المقاطعات الجنوبية الشرقية وفي منطقة نهر اليانغستي السفلي، هذا بعد أن قام المبشر اليسوعي غابرييل بالاتر بتجميع وثائق من (١٣) مقاطعة على وجود أدلة على قتل الأطفال في مقاطعة شانشي وسيتشوان .
وفي القرن العشرين كتب رو شي قصة قصيرة يصور فيها الفقر المدقع في المجتمعات الريفية والتي كانت سببًا مباشرًا في قتل الإناث، وجاء في الكتاب الأبيض التي نشرته الحكومة الصينية عام١٩٨٠ أن ممارسة وأد البنات كان فسادًا إقطاعيًّا وأن الموقف الرسمي للدولة من هذه الممارسة عبارة عن تأثير انتقالي من الأوقات الإقطاعية وليس نتيجة سياسة الطفل الواحد.
وقالت الكاتبة mara Hvistendahl في كتابها unnatural selection إنه يوجد أكثر من ١٦٠ مليون فتاة تم إبادتهم وكانت جذور هذه الإبادة في الستينات عندما نظر العالم للصين على أنها أكبر شعوب العالم من حيث العدد السكاني، وهذا سوف يؤثر على الموارد الطبيعية ولذلك قررت الصين اتباع سياسة الطفل الواحد وكان نص دستوري عام ١٩٨٠ ولمن يخالف ذلك يتعرض للعقوبات، ويقال: إن من هذه العقوبات الغرامات الثقيلة أو التعقيم القسري.
كما أعلنت الحكومة الصينية أنها منعت وجود ٤٠٠ مليون إنسان، بينما الحقائق تخبرنا أنها أكثر من ٥٥٠ مليون إنسان، وهذا العدد أكبر من الحرب العالمية الثانية الذي بلغ قتلاها ٦٠ مليون شخص أو الأنفلونزا الإسبانية التي راح ضحيتها ١٠٠ مليون.
والحكومة الصينية نفسها أعلنت أن إلى عام ٢٠١٣ تم تركيب ٤٠٠ مليون جهاز لتحديد النسل ومن حوالي ٤٠ سنة من بداية سياسة الطفل الواحد قد تم بها ٣٣٠ مليون عملية إجهاض وأكثر من ١٩٥ مليون عملية تعقيم وعلى ذلك تقول الكاتبة: إن الأسرة التي يعلم بحملهم بطفلة عن طريق جهاز السونار يتم إجهاضها لأن السياسة تسمح بوجود طفل واحد، فيفضل أن يكون ذكرًا، وهذا من أهم الأسباب التي تجعل العالم الحالي يفتقد ١٦٠ مليون فتاه في السونار أدي إلى إخفاء أطفال أكثر مما أخفته القنبلة النووية ٨٠ مرة، وبالتالي هناك ١٦٠ مليون ذكر لا يستطيعون الزواج.
ولكن هذه السياسة تم إلغاؤها عام ٢٠١٥ وفي ٢٠١٦ تم السماح بطفلين وفي سياسة حديثه من شهر مايو ٢٠٢١ تم السماح بثلاث أطفال.
الهند
في الهند والصين وحدهما ما يقدر بنحو مليوني طفلة تختفي كل عام يتم إجهاضهم بشكل انتقالي أو قتلهم وهم حديثو الولادة. وفقًا للتقاليد الهندوسية فإن النساء أقل تجسيدًا من الرجال من نفس الطبقة ولا يمكن للمرأة أن ترث الممتلكات أو تحمل اسم العائلة، ويعتني الأبناء بوالديهم المسنين مقابل وراثة مزرعة الأسرة، ومن التقاليد أيضًا أن المهر تقدمه العروس للعريس ويأخذ العريس هذا المهر لأهله، ونتيجة لهذه المعتقدات كان لدي الآباء تفضيل للذكور على الإناث فالأب يرى الأنثى أنها مجرد لص يكلفهم الكثير من المال لتتزوج ويذهب مهرها إلى أسرة جديدة عندما تتزوج إضافة إلى اشتراطات أهل العريس المكلفة.
فتم تفضيل الذكور وكانوا يحصلون على مزيد من الاهتمام والمودة وإذا شعرت العائلات أن لديهم الكثير من البنات وولدت فتاة أخرى فقد يتم خنقها بقطعة قماش مبللة أو يتركونها بالخارج لتموت. ورغم أن اختبارات تحديد الجنس المتمثلة في جهاز السونار غير قانونية في الهند لكن الكثير من الأطباء يقبلون الرشاوي لإجراء عمليه الإجهاض.
وكان لهذا الإجهاض الانتقائي سبب في وجود اختلال بين للذكور والإناث واليوم من بين كل ١٠٥ ذكر ٩٧ فتاة، وعلى الرغم من أن الأرقام لا تبدو مقلقه في بلد بالكثافة السكانية مثل الهند لكن هناك فارق ٤٩ مليون ذكر أكثر من عدد الإناث في عام ٢٠١٩. وقد ساهم هذا الاختلاف في وجود جرائم بشعة ضد المرأة فواجه النساء في الهند تهديدات كثيره بالاغتصاب والاغتصاب الجماعي والقتل بالإضافة للعنف المنزلي من الوالدين والإزعاج وتقتل بعض النساء لفشلهن في إنجاب الأبناء.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 2,161
مقال مثير ومخيف عن الوأد في العصر الحديث
link https://ziid.net/?p=87528