الإرشاد الزواجي.. ماهيّته ومتى نحتاجه وفوائد الاستعانة به
الإرشاد الزوجي من أهم الطرق التي تساعد على إعادة أحياء العلاقة الزوجية،والتخلص من المشكلات التي تواجه الأزواج وتحسين الحياة
add تابِعني remove_red_eye 112,619
تمنحنا علاقاتنا الشخصية والعائلية، على مَرِّ حياتنا، مزيجًا من لحظات البهجة والتحديات. وكلما فهِمنا أنفسنا وعواطفنا وسلوكياتنا أكثر، كان بإمكاننا التواصل تواصلا أفضل، وإدارة التوتر، والعمل بفاعلية مع الأشخاص المهمّين في حياتنا، بما في ذلك علاقاتنا بزوجاتنا/ أزواجنا.
إنّ العلاقة الزوجية واحدة من أهم العلاقات التي يمكن أن يحظى بها المرءُ في حياته. وكل علاقة زواج تمرُّ بتقلّباتٍ، أو فتراتٍ من الصّعود والهبوط. خلال لحظات الصّعود، يشعر الزوجان بالارتباط، في الحب والعاطفة تجاه بعضهما البعض. بينما في فترات الهبوط، قد يكون الزوجان باردين، بعيدين عن بعضهما، ويتجادلان بشكل متكرر، وربما يفكران حتى في الانفصال. ويمكن أن تكون هذه المراحل قصيرة الأجل، تستمر بضعة أسابيع في كل مرة، أو يمكن أن تكون مراحل طويلة الأمد وتستمر لسنوات.
الحاجة إلى الإرشاد الزواجي :
مع مرور علاقة الزواج بمراحل مختلفة وتجربة الزوجين لتحديات الحياة معًا، فإن هناك العديد من أنواع الصراعات التي يمكن أن تحدث. بعضها عبارة عن جدالات واختلافات بسيطة وبعضها قد يكون أعمق ويمكنه أن يتسبّب في ابتعاد الزوجين عن بعضهما البعض. قبل التماس الإرشاد الزواجي، يجب على أحد الزوجين تحديد أنّ الزواج في ورطة ويجب أن يقررا معًا أنهما يريدان محاولة إصلاح علاقتهما المهشّمة.
هناك فوائد عديدة للإرشاد الزواجي والأسري في تحسين التواصل بين أفراد الأسرة ومعالجة الضرر العاطفي المتغلغل. إنّ قرار طلب الإرشاد الزواجي هو خطوة أولى مهمة للزوجين. عندما يستطيع الزوجان الاعتراف بأن زواجهما في مأزق، يمكنهما أيضًا إدراك أنّ الأمر قد يحتاج إلى مساعدة خارجية من طرف ثالث.
أنواع الإرشاد الزواجي
1. العلاج الزواجي :
إنّ الإرشاد الزواجي ليس فقط لعلاقات الزواج التعيسة أو المتعثرة، بل يمكن استخدام العلاج الزواجي بشكل استباقي لتقوية الروابط والحصول على فهم أفضل لبعضنا البعض. فضلًا عن ذلك، يمكن أن يساعد الإرشاد، قبل الزواج الأزواج في تحقيق فهم أعمق لبعضهم البعض وتسوية الخلافات قبل يوم الزفاف. ويتعامل الأزواج الذين يسعون للعلاج من أجل تحسين العلاقة المضطربة مع قضايا مثل:
- مشاكل التواصل
- المشاكل المالية
- الصعوبات الجنسية
- تحديات الأبوة والأمومة
- تعاطي المخدرات
- السيطرة على الغضب
- الخيانة
- الطلاق
2. العلاج العائلي :
يمكن أن يكون العلاج العائلي مفيدًا أيضًا كطريقة وقائية لتعليم الأعضاء كيفية التعامل مع الشدائد قبل أن تبدأ. على سبيل المثال، قد تستفيد العائلات المختلِطة حديثًا، التي لديها أطفال من زيجات سابقة، من العلاج العائلي لمساعدة جميع أفراد العائلة على تعلّم كيفية العيش معًا باحترام.
ولأنّ العائلة جزءٌ مهمٌّ من شبكة الدعم الاجتماعي للمرء، يمكن أن يكون العلاج العائلي حاسمًا للعائلات التي توجد فيها أمراض أو غيرها من المشاكل المماثلة. بشكل عام، كلما تصرّفت العائلة على نحوٍ أفضل، انخفض مستوى التوتر للشخص الذي يعاني من مشاكل صحية. وقد يستفيد البالغون الذين نشأوا كأطفال في عائلاتٍ قليلة الكفاءة من العلاج الفردي الذي يستخدم مفاهيم العلاج العائلي، خاصة عندما يبدأون في تكوين عائلاتهم الصغيرة.
يُعد الإرشاد المتعلق بالحالات التربوية – كذلك – عنصرًا مهمًا في العلاج العائلي. إنّ الأبوّة والأمومة تتطلب عملًا شاقًا، ويمكن أن تبرز في هذا الشأن طائفةٌ واسعةٌ من العواطف والتغيّرات في الأسرة أو الزواج، العديد منها إيجابية ومُرضية، في حين أن الأخرى يمكن أن تكون في غاية الصعوبة للتعامل معها. يمكن لمعالجي الزواج والعائلة مساعدة الوالدين على التحدث بشأن القضايا المهمة وتعلّم المهارات اللازمة لتطوير علاقة داعمة.
أهداف تقديم الإرشاد الزواجي :
بالنسبة للعديد من الأزواج، يتمثل الهدف الأساس من اللجوء إلى الإرشاد الزواجي في إنقاذ الزواج والبقاء معاً. بالنسبة لآخرين، هناك قضايا محددة تؤدي بهم إلى طلب العلاج. لا يُعد تقديم الإرشاد الزواجي حلًا سريعًا، ولكنه أمرٌ يتطلب تفانيًا وجهدًا لتحقيق الأهداف المرجوّة التي دفعت بهما إلى العلاج. يمكن لمُرشدي الزواج مساعدة الأزواج في الأمور التالية:
– التغلب على الخيانة :
عندما يكون أحد الزوجين غير مخلص، فقد يبدو هذا تحديًا لا يمكن التغلب عليه، بحيث لا يتمكن الزوجان من التعافي منه. لكن إذا كان كلا الطرفين على استعداد للمحاولة، يمكن للإرشاد الزواجي مساعدة الأزواج في إعادة بناء الثقة وفهم المسائل التي أدت إلى الخيانة.
– تحسين التواصل :
من الشائع أن يواجه الزوجان تحديات في التواصل مع بعضهما البعض، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتعبير عن المشاعر. يفترضُ كلُّ شخص، غالبًا، أن الآخر يعرف ما يفكر أو يشعر به، وسيشعر بالضعف أو الإحباط عندما لا يستجيب شريكه بالطريقة التي يريدها.
وفي أحيان أخرى، قد يشعر أحد الشريكين أو كلاهما بالتجاهل أو أنّ شريكه لا ينجذب إليه، وقد يضع هذه الافتراضات على أكتاف شريكه ليحلّها دون إبلاغه بالأمر. عندما يظل الشخص صامتًا بشأن عواطفه، يمكن أن يتحول هذا إلى مشكلة تواصل خطيرة.
– التعامل مع الإدمان :
يكافح العديد من الأزواج عندما يكون لدى أحد الشركاء أو كليهما مشكلة إدمان. يأتي الإدمان بأشكال عديدة، بما في ذلك المخدرات والكحول والقمار والمحتوى الإباحي، أو حتى التسوّق أو إنفاق المال. هذه تحديات خطيرة للغاية يمكن أن يكون من الصعب التغلب عليها، خاصة إذا كان الشخص الذي يعاني من الإدمان لا يستطيع أن يعترف بأن لديه مشكلة أو أنه يحتاج إلى مساعدة. يمكن أن يساعد تقديم الإرشاد الزواجي في التغلّب على هذه التحديات في إطار الزواج، ويمكنه أن يُظهِر للمدمن أن الفشل في طلب المساعدة قد يكون ضارًا بالزواج.
– التعامل مع الحالات التربوية الصعبة :
يمكن أن يشكل الأطفال ضغطًا كبيرًا على الزواج، لا سيما عندما تكون هناك ظروف استثنائية، مثل المشكلات السلوكية أو الصعوبات في المدرسة أو المرض أو مشاكل الصحة العقلية. وكثيراً ما يلجأ الزوجان في الأسر التي تواجه الحالات التربوية الصعبة إلى بذل كل جهودهما من أجل رعاية الطفل مع إهمال علاقتهما الزوجية.
– إعادة إحياء الرومانسية :
يبحث كثير من الأزواج عن الإرشاد الزواجي لمجرد أنهم يريدون أن يصبحوا أكثر قربًا من بعضهما. كثير من الأزواج يتوقون للأيام الخوالي حيث العاطفة متّقدة والحبّ في أوجه، لا سيما بعد سنوات من الزواج والمراحل العديدة التي مرّ بها. يمكن أن يساعد الإرشاد الزواجي الأزواج في التعامل مع المسؤوليات اليومية على نحوٍ يمكّنهم من استعادة الرومانسية وبهجة فترة شهر العسل مرة أخرى في حياتهم.
add تابِعني remove_red_eye 112,619
مقال مميز يتناول الإرشاد الزوجي وكيف يمكن أن يعالج الحياة الزوجية
link https://ziid.net/?p=17358