الحب من أول نظرة.. كذبة أم حقيقة؟
"الحب الحقيقي هو اقتسام بعض نفسك مع شخص آخر أقرب إليك من نفسك" أحلام مستغانمي
"الحب الحقيقي هو اقتسام بعض نفسك مع شخص آخر أقرب إليك من نفسك" أحلام مستغانمي
add تابِعني remove_red_eye 357
حبيته من أول نظرة.. حبيتها من أول نظرة.. أحببنا بعض من أول نظرة.. كان حبًّا من أول نظرة.. وإلخ، كل هذه العبارات التي نسمعها ونقرأها في كل مكان، وتُحشى بها الأغاني، والروايات، والأساطير، وتنهمر من أفواه الأشخاص الذين عاشوا علاقات حُب مختلفة، ويريدون وصف هذا الشعور، والحالة العجيبة التي يستشعرون وقعها الكبير عليهم.
للحب أنواع وأشكال مختلفة، مثل: حب الذات، والعمل، والحياة، وحب الأم لأطفالها، وإلخ. أنا أكتب لك الآن عزيزي القارئ، لكي أزيح الستار عن جزء من حقيقة الحب من ناحية العلاقات العاطفية، وماهيّته، التي تخفى عن شريحة كبيرة من المجتمع (ولعلهم الشباب والشابات غالبًا) في مفهوم الحب، وبدايته، وتفسيره بواقعية، تحاكي حياتنا ومجتمعاتنا.
أثناء بداية شرارة الحب بين طرفين، والتي توصف (بالحب من أول نظرة) هي كذبة، وكذبة فادحة جدًّا؛ إذ إن الحب مشاعر سامية، وأسمى من أن تكون وليدة لحظة أو نظرة، أو أن تشعر بها بسرعه البرق، وبلا مقدمات، الحب مشاعر تحتاج اجتهادًا وعناء من طرفين، لكي ينالا حقًّا هذا الشعور وبجداره. فغير صحيح أبدًا ما يدّعيه البعض؛ بأن الحب قد ينبع من أول نظرة.
الحقيقة أن هذه الحالة الوردية التي يشعر بها شخصان عند أول لقاء، هذا الشعور الذي يجبر دقات القلب على مسابقة الزمن، ويملأ الحياة بفراشات وردية وقلوب حمراء؛ هي ليست إلا مشاعر ناتجة عن رسم خيالات غير واقعية مع شخص ما عند لقائه للمرة الأولى، وهي خليط من مشاعر الإعجاب بملامح هذه الشخصية وصفاتها، وأسلوب حياتها، والجاذبية نحوها، وهذه المشاعر الأولية والمؤقتة؛ للأسف هي التي يتم تصنيفها كمشاعر حب، بينما في الحقيقة الحب يأتي لاحقًا بعد تجاوز كثير من مشاعر البدايات المؤقتة.
“الحب الحقيقي هو اقتسام بعض نفسك مع شخص آخر أقرب إليك من نفسك” أحلام مستغانمي
الحب الحقيقي، حسب الدراسات النفسية التي أجريت، والتجارب العاطفية الناجحة التي عاشها عدد من الشركاء، واستطاعوا معًا تأسيس مؤسسة زوجية رائعة مفعمة بالحب، هي التي تكون قائمة على أساس الالتزام، والاحترام، وكثير من القيم النبيلة التي تعزز العلاقة. الحب شعور يولد بعد تجاوز كثير من الانعطافات، والمنحدرات، والتصادمات، وعيش فصول مختلفة من المشاعر، والأحداث، والمواقف، التي تتراوح جميعها، في مدى تأثيرها على كلا الطرفين، وتعتمد بشكل أساسي على مقدار المرونة التي يتمتعان بها، ويكتسبانها بمرور الوقت، لمواجهه كل ما قد يواجهانه مشاكل واختلافات.
هذا هو السؤال الأهم، اسأل نفسك عزيز القارئ قبل أن تدخل في علاقة عاطفية؛ هل أنت مستعد لتلقي ومواجهة شتى أنواع التصادمات، والمواقف، الصراعات، والاختلاف في وجهات النظر مع شريكك؟ والتي من جهتها قد تحدث خللًا في مشاعرك تجاهه. هل حقًّا أنت مستعد للتنازل عن أشياء كثيرة لأجل أن تستمر رحلتك برفقة شريك حياتك الذي اخترته؟
التنازل، والالتزام، والاستعداد، والتفاهم، والتفاوض، هي قيم تعتبر من أساسيات أية علاقة لكي تستمر حقًّا، ولا بد من أن يكون كلا الشريكين مؤمنَيْن بذلك، قد يكون هذا كلامًا مستهلكًا بالنسبة للبعض، لكن رغم ذلك، لا نرى كثيرًا في الواقع أمثلة حقيقة طبقت هذه الأساسيات المهمة، في الوصول للذة الحب الحقيقي ومعناه، دون الوقوع في فخ الخرافات والخيالات التي تُروّج لسهولة تداول هذا المشاعر وجني ثمارها.
وأخيرًا…
الحُب ليس في كميه القصائد، والأغاني، والغزل، والكلام المعسول، هذه كماليات مشاعرية مهمه بالطبع؛ لكنها غير كافية، وتُحدِث تأثيرًا مؤقتًا؛ حيث إن علاقة الحب التي يكون فيها الزواج والتقبل المتبادل والامتلاء المشاعري هدفًا يُسعى إليه، وبصحبة الشخص الذي اخترته بوعي، وامتزجت روحك بروحه؛ هذه هي حقيقة الحب السامي والتي يُسعى بكل شغف لتحقيقها.
add تابِعني remove_red_eye 357
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
عن الحبُ من اول نظرة ، ومدى مصداقيته ، ونبذه مُبسطه عن الحب الحقيقي وملامحه .
link https://ziid.net/?p=88162