5 خطوات فقط لتشجيع طفلك على المذاكرة  

هل تعلمون أن نسبة ذكاء الأطفال تقل للضعف تقريبًا بعد دخوله المدرسة؟ لا تتعجبوا لأن تلك المعلومة سمعتها من شخص متخصص، ولكن عن نفسي أعتقد أن ذكاءه لا يتضاءل للنصف فحسب بل أشعر أن أطفالًا كُثرًا أصبحوا مبرمَجين بشكل سخيف على أوامر معينة واختفت من شخصيتهم مهارات الإبداع والابتكار وحتى حبهم لاستكشاف العالم الخارجي يكاد يتلاشى تدريجيًّا، والسبب مع الأسف هو تصرف الأمهات تجاه أطفالهم بمجرد دخولهم الحضانة، وقتها يبدأن في إجبار الطفل على الحفظ وعلى ترك اللعب، واستذكار الدروس لفترات طويلة.

وبالتالي يشعر الطفل بالملل والإحباط، خاصة لو أعطته الأم أشياء كثيرة تفوق استيعابه، أتذكر أن أخي الصغير كان يخشى متابعة دروسه مع أبي لأنه كان عصبيًّا وكان يعنفه وهو صغير، ولكن هل تعرفون ما أسوأ شيء على الإطلاق؟

أن يُسخف الآباء والأمهات من إنجازات طفلهم وعبقريته في مجالات أخرى ويقارنوا نجاحه بالدرجات التي يحصل عليها في المدرسة فحسب، وإذا أردنا أن نعرف من أين أتت الفجوة بين ما نريد وما يريد الطفل فيجب علينا أن ندرك أن الخطأ ليس خطأ الطفل، ولكن تصرفات الأب والأم تجاه الطفل بعد إدراكه للعالم الخارجي هي أكبر عامل يؤثر على الطفل.. دعوني أعيد لذاكرتكم ما كنت أفعله أنا في طفولتي، وهو تحدثي مع نفسي في المترو وتخيلي لشخصيات ومواقف وهمية كنوع من أنواع التسلية.

ولكن وقتها والدتي اشتكتني لأبي بعدما أشفقت عليها النساء بالمترو ظنًّا منهم أني مجنونة، حينها أمي لم تتخيل قط أن هوايتي تلك ستتحول لمهنة ابنتها في المستقبل، وبسبب تعلقي بالجريدة التي كان يحضرها أبي للمنزل كل يوم بعد عودته من العمل أصبحت الآن مدمنة معلومات وأخبار وكتب؛ لذا أكرر مرة أخرى حاولوا أن تشجعوا الطفل على القراءة وعلى استكشاف الأشياء لأن كل هذا سيساعدهم على حب المذاكرة، والآن دعونا نتحدث عن الخطوات التي ستساعدك على تشجيع الطفل على المذاكرة.

1- استخدمي تكتيكات نفسية

الطفل بشر مثلنا يجب أن يشعر بالراحة والتفاؤل من مكان المذاكرة؛ لذا حاولي أن تحصلي على شخصياته الكرتونية المفضلة وتضعيها في صورة وبجوارهم أقلام وكتب أو تذهبي معه للمكتبة وتشتري له أقلامًا ملونة وملصقات مختلفة لوضعها على صفحات كتبهم ودفاترهم.. أسيل بنت أختي الصغيرة تعشق كل الأقلام الملونة والماركر وكل شيء ملون بمكتبي؛ لذا اخلقي دائمًا أجواء سحرية في مكان مذاكرة الطفل.

2- شجعيه على وضع جدول بنفسه

الأطفال لا يحبون الأوامر أبدًا؛ لهذا السبب حاذري من وضع جدول مذاكرته بنفسك، ولكن عوضًا عن ذلك اجلسي معه وأخبريه أن يكتب جدول مذاكرة الأسبوع بنفسه، وحينها سينفذه لأن شعور الاستقلالية سيشجعه على الالتزام بكلمته معك.

3- أكثري من الثناء عليه

أتذكر في طفولتي موقف لا أنساه أبدًا، وكانت بطلته أمي وقتها سألتها أن تعلمني كتابة حرف “ض”، ولكنها كانت مشغولة بوضع الملابس في الشرفة وأخبرتني أن أذهب لتعلمه بمفردي، وبالفعل كتبتها وحينها نظرت إلي بابتسامة فخر وكأني حررت العالم من الزومبي، ولهذا السبب بالتحديد أخبركم أن تثنوا دائمًا على أطفالكم ولو حتى بابتسامة بسيطة، ولكن يجب أن تعرفوا متى تتوقفون عن الثناء لأن بعض الأطفال يصابون بالغرور بسهولة وبعد استماعهم للمدح يتراجع مستواهم بشكل ملحوظ؛ لذا احذروا من الشيء الزائد عن الحد كي لا ينقلب للضد.

4- ادخلي معه في سباق

من أهم الإستراتيجيات التي أستخدمها مع بنات أختي إستراتيجية “من سينتهي أولًا؟” وفيها أضع دفاتري وأتابع محاضراتي أونلاين في نفس وقت مذاكرتهم، طبعًا أترك لهم وقتًا كافيًا كي لا يتعجلون في إنهاء واجباتهم، وبسبب شعور المنافسة بيني وبينهم يشعرون أن فوزهم بالمسابقة أهم من عدد الساعات التي يقضونها بجواري، وقتها لا يشعرون بالملل أبدًا لأنهم يعلمون أنهم سيتفوقون عليّ كالعادة وسيحصلون على الجائزة.

5- امنحيه شحنة تحفيزية

هنا لا أعني المساومة أبدًا، يعني لا تذهبين مع الطفل لمدينة الألعاب وتتحولي لمراقب في لجنة الامتحان، وتقولي: باقي من الزمن ساعتين وسنعود لحل واجب الرياضة والعربي، ولكن حاولي بقدر الإمكان أن تُشعريه أن الدراسة ليست حرب سيخوضها ولكن حوليها لأجواء مبهجة، على سبيل المثال أخبريه أن يشرح لك الدرس الأول وكأنه هو المعلم وأنتِ التلميذ، أو قومي بمسرحية صغيرة معه لشرح مواده بطريقة سهلة ومبسطة.

في الختام

لا تنسي أن تهتمي بصحته النفسية وبساعات نومه وبطعامه، وعوديه على الاستيقاظ مبكرًا حتى في أوقات الإجازة، واضحكي معه دائمًا أثناء مذاكرة دروسه لكي لا يشعر بالضجر والملل، وطبعًا لا تنسي أن تغيري من روتين الدراسة يعني جددي من ديكور مكتبه أو خذيه في جولة خارج المنزل واركبي معه مركبًا على النيل مثلًا وذاكري معه بمفردكما، وتذكري ألا تضغطي عليه أبدًا إذا أخبرك أنه سئم من المذاكرة، وقتها دعيه يتنفس ولا تفسري شعوره بالملل على أنه تكاسل أو رغبة في اللعب على حساب المذاكرة، ولا تنسي أنك الوحيدة القادرة على التحكم في الحالة المزاجية لطفلك أثناء استذكاره لدروسه.

إليك أيضًا

• 7 طرائق لتشجيع طلابك (قبل – أثناء  – بعد) الانتهاء من الدورة
• أنشطة مميزة لتحافظي على فطرة طفلك السليمة
• إستراتيجيات لتحفيز طفلك على التعلم