علامات هامة تخبرك بأن صحة طفلك على خير ما يرام

لدينا معتقد في عالمنا العربي -قد يكون شديد السذاجة- أن الطفل صاحب الوزن الأعلى هو الأصح، وبالتالي إن حدث وكان وزن طفلك قليلًا لن تنتهي النصائح ولن تنتهي نظرات الشفقة على طفلك، بل وقد يتهمك البعض بالتقصير في تغذية طفلك، دعيني أخبرك بأنني أمر بهذا الأمر في الوقت الحالي، فطفلتي الصغيرة أقل من الوزن الطبيعي بحوالي 1500 جرام، وهو ما يجعل الجميع يدلي بدلوه، على الرغم من طمأنة الطبيبة لي، فإن الأمر ما زال في أغلب الجلسات العائلية مسار الحديث!

كاد الأمر أن يؤثر بي خاصة بعد أن نصحني أحد الأطباء أن أجرب الحليب الصناعي إلى جانب الرضاعة الطبيعية، ولكن الأمر فشل بشكل زريع، ولن أنكر لقد سعدت أن طفلتي رفضت الحليب الصناعي، فالرضاعة الطبيعية آمنة تمامًا لها، وستساعدها وتمدها بكل ما تحتاج من مواد غذائية، حتى وإن كانت أقل من الوزن الطبيعي. وهذا ما دفعني للبحث والتنقيب لكي أعرف العلامات التي تؤكد أنها بصحة جيدة، وبالتالي قررت أن أشاركها معكم اليوم. لذا فكري جيدًا وراقبي طفلك لكي تتأكدي من صحته..

أولًا: إن كان يهدأ فور سماع صوتك أو الشعور بلمستك

بعد الولادة يبدأ طفلك في الإدراك أن محيطه تغير، وأنه لم يعد في الرحم الذي تعود عليه لتسعة أشهر، وكان حينها قريبًا منك طوال الوقت، ويسمع صوتك باستمرار، لذا فور أن يولد يبدأ بالبحث عنك، عن صوتك، عن الشعور بحرارة جسدك، وبالتالي حين يشعر بك طفلك، ويشعر بقربك منه فإن هذا يدل على الترابط العاطفي بينكما وهو أحد أبرز المؤشرات أن طفلك سليم وبصحة جيدة.

ثانيًا: إن كان يتفاعل مع محيطه الخارجي

كل مرحلة يمر بها طفلك يتغير، يزداد خبرة وقدرة ومهارة وبالتالي يتفاعل مع البيئة المحيطة به، أولًا بتتبع الأصوات والأشخاص بنظره، بعدها تمييزك أنت ووالده، ومن ثم التفاعل عن طريق الابتسام أو الضحك، كل هذه علامات تؤكد أن طفلك واعٍ للمحيط الموجود به، وأن لديه القدرة على التواصل، لا بد أن تشعري بالسعادة لأن كل هذا يؤكد على صحته الجيدة.

التواصل بالعين من أهم الأمور التي تؤكد على صحة طفلك، خاصة أثناء الرضاعة؛ لذا إن لاحظتِ أن طفلك صاحب الستة أشهر لا يتواصل معك بصريًّا، لا بد أن تعرضيه على الفور على متخصص للفحص.

ثالثًا: إن كان ينام بشكل منتظم

من الطبيعي أن يكون الطفل عقب الولادة في حالة من التوتر والقلق، وبالتالي قد يجد صعوبة في النوم بشكل عادي، ولكن على الأغلب يجب أن يتمتع الأطفال بنوم منتظم لمدة لا تقل عن أربع ساعات، ومع الوقت يطور الأطفال مهاراتهم في هذا الشأن، ومع بداية الشهر الرابع يبدأ الطفل في سلوك نوم أكثر انتظامًا، أحيانًا كل ما يتطلبه الأمر هو الالتزام بروتين يومي ملتزم وحازم وسيعتاد طفلك الأمر بسرعة إن شاء الله.

رابعًا: إن كان يلاحظ الألوان والأنماط والحركة

فحرص طفلك على متابعة الألعاب المتحركة، أو الملونة يعني أن بصره يزداد حدة، وأن دماغه في حالة تطور. مع بداية الشهر الثاني يمكن لطفلك أن يتتبع الألوان الزاهية أو الأنماط أو الألعاب، هو لا يمتلك الرؤية المثالية، ولا يدرك اللون بشكل جيد ولكن الألوان تجذب انتباهه.

خامسًا: إن كان ينتبه للأصوات الجديدة

فحين تشعرين أن لطفلك فضولًا للتعرف على ما يسمعه، وخاصة إن كان مصدرًا جديدًا للصوت، فهذا يعني أن أذنه سليمة وحاسة السمع لديه في حالة تطور، بالفعل يسمع الأطفال من الولادة مباشرة، ولكن بالطبع يحتاجون إلى الوقت للتمييز بين هذه الأصوات، ومع الوقت ستجدي أن طفلك يبحث ويحاول بنفسه لإيجاد أصوات جديدة.

سادسًا: إن كانت الحفاضات تمتلئ باستمرار

صدقي أو لا تصدقي، اتساخ حفاض طفلك دليل على صحته، ودليل على تطور وزنه أيضًا، لأن الحفاض المبتل يعني أنه يحصل على ما يكفيه من الحليب، وبالتالي لديه الفرصة للنمو بشكل صحي، عملية التبول والإخراج تعتبر من أدق المقاييس على أن طفلك يحصل على ما يحتاج من غذاء، حتى لو تغيرت طبيعة شهيته، أو اختلفت الكميات التي يحصل عليها.

أخيرًا، عليك أن تهتمي جيدًا بإرضاع طفلك والاهتمام بتنويع الوجبات له إن كان أكبر من 6 أشهر، وعليك أن تعي أن الوزن ليس هو المهم، بل التطور، لذا لا تقلقي ولا تحزني ولا تلقي لكلام الآخرين بالًا.

إليك أيضًا

• كيف أتواصل مع طفلي الرضيع
• مساعدة الرضيع على النوم طوال الليل
• اكتئاب ما بعد الولادة وأثره على الرضيع