كيف أصبح ربة منزل سعيدة وناجحة؟
إن كان اختيارك الحر أن تكوني ربة منزل فهذا لا يعني أبدًا أن تتماهي في الأعمال المنزلية وتنسين نفسك وذاتك وتصبحين باهتة دون ذاتك
add تابِعني remove_red_eye 61,969
كان العنوان المبدأي لهذا المقال كيف تصبحين أفضل ربة منزل، ولكنني حينما فكرت فيه مرةً أخرى عرفت أن مهمة ربة المنزل لا يجب أن تكون الأفضل، بل يجب أن تسعى إلى الراحة والرضا والسعادة والتكامل مع أفراد عائلتها، لا أن تشعر أنها تفنى نفسها بلا طائل وبلا تقدير، فيأتي اليوم الذي تتوقف فيه عن العطاء، اليوم الذي تقول فيه لقد ضيعت عمري بلا فائدة، فالإفراط في تحمل المسئولية مثل التفريط فيها سيان، خطران يحملان لك نفس المشاعر السلبية، لذلك ولكي تحققي التوازن المطلوب، إليك بعد الأفكار التي قد تساعدك بشأن تلك العملية:
أنتِ لست المسئولة عن كل شيء
إن كنتِ تظنين أنَّك المسئولة الوحيدة عن أعمال المنزل فأنتِ مخطئة، بل إن تلك الطريقة من أقصر الطرق التي تحول أبناءك وزوجك لأشخاص اعتماديين، فيتحول العطاء بينكم لعطاءٍ من طرفٍ واحد، هو عطاؤكِ أنت!
الواجب أن تًقسّم المهام بينكم، أنتِ وزوجك، وأنتِ وأبناؤك في سنٍّ معينة، فمنذ الطفولة يجب أن تعودي أبناءك على ترتيب لعبهم بعد اللعب، أو وَضْعها في مكانها المخصص، لأن ذلك السلوك سينعكس بالإيجاب عليهم حينما يكبرون، مما لن يجعلك مضطرة لأن تتحملي ترتيب غرفهم ومتعلقاتهم.
كما أن التعود منذ الطفولة يربّي فيهم خُلق تحمل المسئولية، كما أنه من المهم أن تعودي زوجك أن يشاركك في تربية الأبناء حينما يكون في المنزل، أرخي زمام التربية ودعيه يقوم بدوره من أجل أن تتم التربية بشقيها، كما يمكنك طلب المساعدة منه في بعض المهام في يوم العطلة مثلًا أو حينما يرتاح من العمل.
دلِّلي نفسك لأنها تستحق
تتعدد مظاهر الدلال لدينا نحن الإناث، فمن التسوق إلى العناية بالجسم، إلى الخروج والترفيه، ولكن الدلال هذه المرة بمعنى أخذ عطلة من الأعمال المنزلية وما يتعلق بها، يبدأ بها الأسبوع أو ينتهى المهم العطلة، فالطالب يحصل على عطلة، والموظف يحصل على عطلة، وكل وظيفة تقتضي عطلة بينما أعمال المنزل لا نهائية، وربما في الأعياد تبذل ربة البيت مجهودًا مضاعفًا، لذلك يجب عليك أن تحظي بعطلة، لا تدخلين فيها للمطبخ لغسل أطباق، ولا لتحضير طعام، عطلة بلا مسئولية العَدْو خلف الأولاد أو “الزعيق” عليهم من أجل أداء واجباتهم، ربما عطلة تنسين فيها أنكِ متزوجة ولديك أولاد.
هذا لا يُعدّ تقصيرًا في حقوقهم أو إهمالًا لهم عزيزتي، بل هي طريقة لشحن طاقتك مجددًا من أجل أن يخرج أفضل ما فيك، فمن الظلم أن يرفّه الزوج عن نفسه مع الأصدقاء، ويرفّه الأبناء عن أنفسهم، ثم بعد ذلك أنتِ بلا أيّ رفاهية تنتظرين في المنزل، أو حتى تتحول رفاهيتك إلى مسئولية الأبناء، الأفضل أن تخرجي مع صديقتك أو زوجك بدون الأبناء، أو أن تقضي اليوم برفقة لا أحد في غرفتك، يجب أن تخبريهم أن هذا هو “يوم ماما الخاص”.
عفوًا كُفّي عن الذوبان
منذ اليوم الأول في عمر طفلك الأول في رحمك حتى قبل أن يولد، تبدأ المرأة في الذوبان والتلاشي، تأكل لصحة الولد، تمارس الرياضة من أجل ولادة سهلة، تأخذ إجازة لعامين من أجله، أو تترك عملها، أو حتى تدور في ساقية العمل من أجل بناء حياة كريمة مع والده، ثم بعد عدة أعوام حينما يبدأ الأولاد في شق الطريق بعيدًا عنا، يبدأ الأب والأم في لومهم، في طلب أن يبقوا بجانبهم، لأنهم أفنوا العمر لهم.
وهنا الخطأ، عزيزتي ربة المنزل كفي عن الذوبان في حياة أبنائك! من المهم أن تكون لك حياة خاصة بك، هذا ليس إجحافًا بأبنائك بل عدل، لديكم حياتكم ولَدَيّ أيضًا حياة، ولا أقصد بالحياة الأخرى هي الغزل من أجل صنع كنزات لهم، لكن أن تكتشفي شغفًا خاصًا بك، أو هواية، حتى ولو كانت نباتات النعناع والريحان في شرفة منزلك، يجب أن لا تتمحوري حولهم، حتى إذا جاء وقت خروجهم من قفصك بِتِّ كالنسر المتوحش، لا تريدين ابتعادهم عنك.
صباح الخير أيها الوقت أنت الحياة
لأن الوقت هو الحياة، ولأن النجاح في الحياة يتطلب القدرة على ترتيب المهام والوقت، فإليك نصائح لترتيب الوقت والاستفادة منه:
1- التحضير يوفر الكثير
جهزي طعام الأسبوع، اكتبي قائمة الوجبات، راجعي المكونات المتاحة، والمكونات التي تحتاج للشراء، اغسلي الخضروات وجففيها قبل أن تضعيها في الثلاجة، جهزي الأشياء التي لن يتغير طعمها أو تتحول للأسوأ أو تفقد قيمتها الغذائية، ما يمكنك تجهيزه جهزيه، سيوفر هذا لك الكثير من الوقت الضائع في أفكار لغداء الغد، ولا ترهقي نفسك وأفراد أسرتك بصناعة طعام لا يحبونه بدعوى أنه مفيد، الخيرات أكثر من أن يتم حصرها.
2- العمل من المنزل
إن كنت تملكين مؤهلات ووقتًا وتحبّين العمل، فلا تترددي! العمل من المنزل يفتح مصراعيه لك، المهم أن تخصصي وقتًا له، كما أنه سيملأ وقت فراغك الكبير الذي قد يضيع سدى في مسلسلات مملّة، أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي التي لا تسبب لك سوى الإحباط.
3- هل فكرتِ في مشروعك الخاص؟
أنتِ لا تحتاجين للكثير من أجل بدء مشروعك الخاص، الإنترنت فتح العالم يمكنك تسويق ما أنت ماهرة في صنعه عن طريق الإنترنت، أو حتى البيع للمتاجر إذا كنت تجيدين الحرف اليدوية، مشروعك لم يعد يحتاج الكثير من المال والوقت، بل يمكنك البدء دون أدوات وبميزانية بسيطة جدًّا.
4- القراءة
غذاء العقل والروح وكل شيء، إنها المتعة والفائدة وثقل المهارات اللغوية، وإضافة حصيلة لغوية ممتازة، كما أنها تساعدك على التعرف على حيوات أخرى واكتشافات مذهلة، القراءة تجعلنا أكثر تعاطفًا كما أنها تعرفنا على مآسي غيرنا مما يهون علينا مصاعب الحياة، كما أنها تشعرنا بأن الهم الإنساني واحد.
5- الأفلام الوثائقية
الأفلام الوثائقية حل رائع إذا كنت لست من هواة العمل أو الهويات، أو القراءة، إنها تفتح أفاق المعرفة، وتجعلك قادرة على إجابة أبنائك عن الكثير من الأسئلة، إنها قادرة على جعل وقت فراغك وقت أفضل، كما أنها توفر لك كل يوم اكتشافًا جديدًا.
6- التمارين الرياضية
وقت التمارين الرياضية من أهم الأوقات التي تتوفر في يومك، الأعمال المنزلية تحرق السعرات فعلًا لكن ليس بالصورة التي تحرق بها الرياضة، لذلك فإن الرياضة مهمة، خصصي ساعة يوميًّا، أو حتى نصف ساعة، وراقبي مردودها الصحي والنفسي عليك، وحينها ستدهشك النتيجة.
7- تعلم لغة جديدة
إن تعلم اللغات من أكثر الدراسات متعة، تخيلي حينما كنتِ تستمعين الأغنيات الأجنبية في مطبخ المنزل لأن إيقاعها فقط جميل، ولكن ماذا لو أنك استمعت إليها وأنتِ تعرفين ما يقال أليس ذلك أفضل، كما أنه في الكثير من الأحيان نبحث عن معلومةً بلغتنا الأم فلا نجد نتائج تسعفنا، وهنا تأتي أهمية اللغة الأخرى.
8- الدراسة من المنزل
الدراسة الحرة من أمتع أساليب التعلم على الإطلاق فلا أحد يفرض عليكِ ما تريدين تعلمه، ولا أحد يضع لك جدولًا ، أنتِ من تضعين لنفسك الجدول وتختاري المجال، لذلك فإن الدراسة من المنزل عن طريق الإنترنت من أفضل طرق صرف الوقت لدى ربة المنزل.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 61,969
أعمال المنزل كثيرة وثقيلة، فكيف تقومين بها دون أن تفقدي نفسك.. مقال ملهم يساعدك على التحسن
link https://ziid.net/?p=62406