كيف أتعامل مع أبنائي في مرحلة ما قبل المراهقة.. (ما بين الطفولة والمراهقة)
يظل أولادنا أطفالًا في أعيننا، لكن ما يجب علينا فعله هو إدراك الحقيقة وهي أن الصغير يكبر ويحتاج في كل مرحلة عمرية طريقة تعامل خاصة
add تابِعني remove_red_eye 179
تمر الأيام ويبدأ الطفل الصغير في النمو شيئًا فشيئًا بينما نحن ما زلنا ننظر إليه وكأنه ما زال صغيرًا ولم يصل إلى مرحلة جديدة من العمر، كأننا لم نلاحظ التغيرات الجسدية والنفسية والمزاجية بل العقلية ولو كانت طفيفة نوعًا ما. فسيظل أولادنا أطفالًا في أعيننا. لكن ما يجب علينا فعله هو إدراك الحقيقة وهي أن الصغير يكبر ويحتاج في كل مرحلة عمرية طريقة تعامل مختلفة ومناسبة لهذه الفترة.
تبدأ مرحلة ما قبل المراهقة من تسع سنوات حتى أربعة عشر يومًا، فهي مرحلة من مراحل العمر التي لا ينتبه إليها بعض الآباء والأمهات رغم أهمية هذه الفترة في حياة وتكوين أجزاء من شخصية الانسان خلالها. لذا يجب علينا كأولياء أمور معرفة كيفية التعامل مع الطفل أثناء مروره بمرحلة ما قبل المراهقة وعدم تجاهل بعض التغيرات والتصرفات المستجدة عليه.
وقد يواجه الطفل في مرحلة (ما قبل المراهقة) تغيرات مزاجية وتقلبات في المشاعر يصعب التنبؤ بها، فنجده أصبح شديد الحساسية تجاه بعض المواقف التي كان يتعرض إليها في السابق ولم تسبب له حينها أي ضغوطات أو انفعالات. ومن هناك يحدث التصادم بين الطفل والأسرة وذلك بسبب عدم قدرة الطفل على التحكم في مشاعرة وانفعالاته فهو لم ينمو بالشكل الكافي الذي يسمح له بالتحكم في تصرفاته.
تزداد رغبة الأطفال أثناء مرحلة ما قبل المراهقة في الاستقلال بذاتهم وسعيهم المستمر في الشعور بالخصوصية لذا يجب علينا إدراك ذلك وإعطاء أطفالنا مساحة من الحرية المسموح بها والاستقلال دون قلق عليهم لكن هذا كله يكون تحت رعايتنا دون أن نشعرهم بتدخلنا أو سيطرتنا عليهم في كل شيء.
كيف نتعامل مع الطفل قبل مرحلة المراهقة؟
(ما بين الطفولة والمراهقة) هي المرحلة التي لا يعيها البعض على الرغم من أهميتها، فهي الجسر أو حلقة الوصل بين الطفولة والمراهقة. وباستخدام أسلوب التربية الإيجابية سوف نتمكن من تجنب العديد من المشاكل الصدمات مع الطفل.
الاستماع الجيد
يجب علينا الاستماع إليهم جيدًا وإعطاء مساحة للتعبير عمَّا بداخلهم وما يدور بفكرهم ومعرفة كل ما يتعرضون خلال يومهم دون مقاطعتهم أثناء الحديث وعدم التسرع في إلقاء الحكم على تصرفاتهم بشكل قاسٍ وجارح لتوثيق العلاقة بيننا وبينهم.
الطلب الإيجابي
لا نلقي عليهم الأوامر بشكل مباشر بل يفضل أن يكون الطلب بشكل إيجابي فهو يشعر في هذه المرحلة بأنه لم يعد طفلًا صغيرًا يجب عليه الانصياع لأوامرنا دون مناقشة. فعلى سبيل المثال (من فضلك ذاكر، هل يمكنك مساعدتي في تنظيف المكان) وهذا أفضل بكثير من إعطاء الأوامر المباشرة (ذاكر، نظف المكان).
التعامل مع السلوك السلبي بطريقة إيجابية
الطريقة الإيجابية هنا تعني توضيح عواقب الأفعال التي يقوم بها الطفل بدلًا من استخدام العقاب. أي حينما يقوم بفعل سلبي أو خطأ ما يجب علينا تحديد الخطأ أولًا ثم إيضاح عاقبة هذا الفعل للطفل، فهنا يتعلم من أخطائه ويشعر بالمسؤولية فيما بعد. فهذه الطريقة أفضل بكثير من استخدام أسلوب العقاب أو التجريح الذي يزيد من العناد لديهم. ويحدث فجوة بيننا وبينهم وهو ما لا نريد حدوثه.
مرحلة المراهقة
هي المرحلة الانتقالية بين الطفولة والرشد، وتختلف من شخص لآخر ومن ذكر لأنثى. وهذه المرحلة العمرية تبدأ تقريبًا من عمر ١٢ عامًا وتمتد إلى ٢٥ عامًا. كما أن الذكر يبلغ وينضج بعد الأنثى. ونتيجة اختلاف الثقافات والمجتمعات ربما تختلف طريقة تحديد مرحلة المراهقة، على سبيل المثال: هناك بعض المجتمعات تعتبر أن الأقل من ١٨ عامًا يعد طفلًا وهناك من يؤمن بأن المراهقين هم دون سن الرشد وهو سن الأربعين كما ذكر في القرآن.
تعتبر فترة المراهقة من أصعب المراحل العمرية التي يمر بها كل إنسان، فهي مليئة بالتقلبات والتغيرات الجسدية والنفسية والمزاجية. ومما لا شك فيه أن مرحلة المراهقة تؤثر وبشكل كبير على مستقبل الإنسان ومجتمعه.
إدراكنا ووعينا كآباء وأمهات لهذه التغيرات الطبيعية التي يمر بها أولادنا خلال مرحلة ما قبل المراهقة والتعامل بهدوء وتريث والعمل على احتوائهم يعد من أهم الخطوات الناجحة لتخطي هذه الفترة بسلام.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 179
ما بين الطفولة والمراهقة خيط رفيع يجب علينا الإنتباه إليه.
link https://ziid.net/?p=92428