الهرب من عقدة السندريلا
هل كانت سندريلا محظوظة بكل ما حدث لها، بالطبع نعم لكنها لم تكن سوى فتاة سلبية، ثم أطلق اسمها على عرض نفسي.
add تابِعني remove_red_eye 62,056
- ما الذي يتناوله كتاب عقدة السندريلا؟
- هل أنا مصابة بعقدة السندريلا؟
- سلبيات عقدة السندريلا
- امرأة لا تتحمل المسئولية
- امرأة ضعيفة الشخصية
- مترددة وغير قادرة على الحسم
- لا تمتلك تفكير منطقي وتفتقر للإبداع
- ضحية جيدة للعلاقات المؤذية
- لماذا يربى الناس بناتهم بهذا الشكل إذًا؟
- لا سندريلا بعد اليوم
- لا تنتظري الفارس كوني الفارسة
- لا جَبْر بعد اليوم
- حذار من العلاقات المؤذية
- إليك أيضًا
في فيلم الرسوم المتحركة سندريلا، تبدأ القصة بوفاة والدة سندريلا وزواج أبيها من امرأة شريرة، تجعل من سندريلا خادمة لها ولابنتيها، ثم يموت الأب أيضًا وتبقى سندريلا تحت رحمة زوجة أبيها، لا تثور سندريلا، لا تترك المنزل، وجزاءً لوداعتها، تأتي الساحرة وتساعدها لتصبح أميرة تليق بحفل الأمير الذي تنتقل إليه، فتصنع لها من اليقطينة عربة، وتحول الفئران لجياد وحينما تنتقل سندريلا للحفلة ويقع الأمير في غرامها، لكن وفقًا لشرط الساحرة تهرب قبل الثانية عشرة.
وتبدأ رحلة أخرى من الخوف، فهي تعرف أن الأمير يبحث عن صاحبة الحذاء، لكنها تخاف، لا تقول أنا، لا تتحدث، تصمت خوفًا من زوجة أبيها، فتنتظر المصادفة ليعرفها الأمير وبعد أن يعرفها، ينتشلها هو من البؤس.
في تلك القصة والتي نجحت ديزني في جعلها تتعلق بقلب الفتيات -وأنا منهن- تبدو البطلة فتاة طيبة، تتحمل الإهانة من زوجة أبيها بلا مبرر، أو ربما مبررها أنها لن تجد مأوى آخر، ولكنها حتى لم ترفض -ولو لمرة- لأنها دائمًا خائفة من العقاب، خائفة من فقد امتيازات وهمية.
منذ عام وأثناء نقاشي مع إحدى الصديقات قالت: (العربيات يعانين من عقدة السندريلا) كنت أظنها تقول ذلك نسبةً لأسطورة السندريلا التي تنتظر منقذها ليحررها من عبودية زوجة الأب، لكنني عرفت أن الأمر لا يقتصر على الأسطورة فحسب بل هو عقدة بالفعل كتبت عنها عالمة النفس “collette dowling” في كتابها (Cinderella complex) أو عقدة السندريلا.
ما الذي يتناوله كتاب عقدة السندريلا؟
يتناول الكتاب والذي تمت كتابته عام (1981م) فكرة الفارس الأسطوري التي تسكن أغلب الفتيات، ذلك الفارس والمنقذ الذي سيخلصها من متاعبها ومخاوفها، وكل ما يحدث لها، إنه يشبه أمير الحكاية الأسطورية كثيرًا.
ترجع الكاتبة ذلك إلى التربية الخاطئة للفتيات، فمنذ الطفولة تُبَث الرسائل للفتيات من قبل ذويهن بأنهن غير قادرات على فعل شيء، وأنهن ضعيفات يحتجن دائمًا لمعاون ومساعد، ثم بعد ذلك وحينما تكبر الفتاة تجد التلفزيون والإعلانات تحاصرها بالإعلانات عن منتجات العناية بالمظهر، وكأنها لا تملك سوى ذلك، بل إن جميع ما تفعله المرأة يصبح مكرسًا، من أجل فارسها الهمام، الفارس الذي يستحق أن يجد أميرة تشبه السندريلا بمقاس حذاء (32)، ويتحول الضغط المجتمعي لأقصاه بالطبع حينما يحين سن ظهور الأمير الجميل.
فالمصابة بعقدة السندريلا تخاف الاستقلالية، انها تخاف من أن تتحمل مسئولية نفسها، وأن تبقى وحيدة.
هل أنا مصابة بعقدة السندريلا؟
إذا كنت الفتاة التي تنتظر الأمير من أجل أن يخلصها من الحياة التعسة أو من أحاديث الناس، أو جُل اهتمامك ينصب حيث تجدي الفارس المغوار فأنتِ مصابةٌ بها، فإذا كان ارتدائك الملابس الجميلة، أو اهتمامك بمظهرك من أجل جذب الرجال لك للزواج بك، فأنتِ مصابة بها بل إن بعض الفتيات يهتممن بالدرجات العلمية فقط من أجل تحسين فرصهن في الزواج.
سلبيات عقدة السندريلا
امرأة لا تتحمل المسئولية
تلك الفتاة التي تكون من ذلك النوع هي امرأة لا تفهم كيف يمكنها تحمل المسؤولية، كما أنها لن تتمكن من تحمل مسئولية نفسها، وإذا تزوجت وحدث لزوجها مكروه ستجد نفسها غير قادرة على التعامل مع أي شيء لأنها لا تتمكن من فعل أي شيء.
امرأة ضعيفة الشخصية
لأنها تتمحور حول الفارس فهي كالسندريلا بالضبط ضعيفة الشخصية، ومنسحقة ولا يمكنها أن تتعامل مع الظلم بحزم، بل ستجدها امرأة ضعيفة الشخصية ومهزومة ولا يمكنها الدفاع عن نفسها في أي جزء من حياتها، مما سيؤدي إلى ضياع حقها، بل وحق كل من ينتمي إليه بعد ذلك.
مترددة وغير قادرة على الحسم
من الصفات التي تلازم ضعف الشخصية، التردد وعدم القدرة على الحسم، فلأنها ضعيفة الشخصية، ستجدها غير قادرة على اتخاذ قرار، لأنها لا تعرف الخطأ من الصواب، لقد عطلت عقلها وإدراكها.
لا تمتلك تفكير منطقي وتفتقر للإبداع
لأن الإبداع ضرب من التمرد على النمطية التي تسبح بها من تعاني من عقدة السندريلا، فهي غير قادرة على الإبداع، لأنها تجده شيئًا غير مفضل من قبل الآخر، وهي لا تريد أكثر مما يراه الآخر ويجعله يعجب بها، لأن الإبداع تمرد هي لا تتحمل كلفته ولن تتمكن من الإيفاء بمتطلباته تبتعد عنه، وتبقى هناك في النمطية التي تعرفها وتعتاد عليه، كما أنها قد عطلت عقلها فلا تمتلك تفكير منطقي أو ناقد، لقد تربت مثل الدجاجة تهتم بمظهرها فقط ولا تهتم بعقلها.
ضحية جيدة للعلاقات المؤذية
لأنها ترى الفارس هو مخلصها لذلك فهي قد تتحمل وجوده وهو يسيء إليها فقط ليكون موجودًا، ليبقى فقط، لئلا يتركها وحيدة مضطرة للبحث عن فارس جديد.
لماذا يربى الناس بناتهم بهذا الشكل إذًا؟
شرقًا وغربًا تعامل النساء بنفس الطريقة، فهناك حضارات أنصفت المرأة وحضارات حطت من شأنها، وهناك عادات ما زلت تنتمي للزمن الماضي، لا تتطور ولا تتغير، فتتربى الفتاة بنفس الطريقة التي تربت بها أمها وجدتها، إلى ما لا نهاية، فالنساء يعاملن في كل عهد كأنهن نساء ليس لديهن أي دور آخر غير الزواج والإنجاب، وعلى الرغم من أنه دور مهم، بل هو دور البشرية جمعاء أن تستمر وتتكاثر حتى انتهاء الحياة، لكن الزمن لم يعد مثلما كان، لقد ضرب التطور كل شيء، وتطورت مطالب النساء، وحاجتهن وأمنياتهن وتفضيلاتهن.
لذلك يجب أن تتغير مناهج التربية، أن تصبح المرأة قادرة على تحمل مسئولية نفسها، ولكن بعض المجتمعات التي نعرفها تحب أن تبقي على المرأة كما كانت، بل يفضلون نموذج السندريلا لأن مرادف القوة عندهم هو التمرد، لذلك أجد الكثير من النساء من حولي يعانين من تلك العقدة، بل إنهن يرفضن أي محاولة للتعديل والتغيير، إنهن يصفن المرأة التي تبحث عن حقها وحقوقهن بأنها مسترجلة عانس، لا تجد من يتزوجها، معقدة حاقدة، الكثير من الصفات تُسبل عليها لأنها فقط أرادت أن تغير من ذلك الواقع الحزين.
لا سندريلا بعد اليوم
إذا كنتِ تقرئين ذلك المقال وتشعرين أنك مصابة بتلك العقدة فإليك خطة الهرب منها، ولكن قبل أي شيء يجب أن تعرفي أن الحياة كسيدة تعرف حقها أصعب من كونك سندريلا، ولكنها تستحق كل ما تبذلينه فيها.
لا تنتظري الفارس كوني الفارسة
لا تنتظري الفارس الذي سيخلصك، بل خلصي نفسك، ما الذي تحتاجين الفارس من أجله، من أجل الزواج، يمكنك الزواج في أي وقت لا مشكلة وعلى الرغم من أنه لا أحد ينكر أهميته، إلا أنه ليس ترياق الحياة، لذلك كفي عن التمحور حول فكرة الأمير الذي سينقذك، وأنقذي نفسك، تعلمي أن تتحملي المسؤولية، أن تعملي، أن تدرسي من أجلك.
لا جَبْر بعد اليوم
تعلمي أن تفكري في كل قرار يخصك، أن تدرسي العيوب والمساوئ، أن تتحملي مسئولية كلمتك، لأنه حتى إذا استسلمت من أجل نيل رضاهم وتعرضت للفشل، سيقولون لقد اخترت.
حذار من العلاقات المؤذية
إذا كنت في علاقة من أجل الأمير المنقذ فقط، فمن فضلك أعيدي النظر، حتى لا تصبحين معرضة للإيذاء. أما إذا كنتم لا تريدون أن تكبر ابنتكم بعقدة سندريلا فإليكم هذا ( كيف تربي ابنتك لتواجه مصاعب الحياة؟)
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 62,056
link https://ziid.net/?p=66212