هل ما زال الرجال يفضلون بقاء الزوجة في المنزل؟
على الرغم أن معظم الرجال حاليًا يقولون إنهم مناصرون لعمل المرأة، إلا أن الدراسات أثبتت أنهم ما يزالون يفضلون بقاء الزوجة في المنزل
add تابِعني remove_red_eye 11,872
في هذا العصر يقول الرجل إنه مناصر للمرأة، وإن لها حقًّا مساويًا له في العمل، فهل هذا حقيقي بالفعل؟ أم أن الرجال ما زالوا في داخلهم يفضلون أن تبقى المرأة لرعاية الأسرة في المنزل، وإذا كان الرجل يفضل بقاء زوجته في المنزل فما الدافع الحقيقي وراء ذلك؟
هل يفضل الرجال بقاء الزوجة في المنزل؟
على الرغم من أن هذا العصر انفتحت فيه المرأة بصورة كبيرة على سوق العمل، لا سيما في آخر خمسين عامًا، وأصبحت النساء تعملن بدوام كامل أو دوام جزئي على الأقل، وفيما يبدو ظاهريًّا أن الرجال يشجعون المرأة على العمل، ويناصرونها على القيام بدورها الوظيفي، إلا أنهم في داخلهم يفضلون بقاءها في المنزل لرعاية الأسرة، وهذا لدى كل الرجال سواء الأجانب أو العرب، على الرغم من أن العرب يكونون أكثر تصريحًا بهذا الأمر.
وقد قامت العديد من الدراسات في أستراليا مؤخرًا، والتي بحثت في ما إذا كان الرجال يحبون المرأة العاملة كما يدعون، أم أنهم يفضلون بقاء زوجاتهم في المنزل، واكتشفت الدراسات أن الرجال ما زالوا في قرارة أنفسهم يفضلون بقاء المرأة في المنزل لعدة أسباب مختلفة، فما الأسباب الحقيقية التي تدفع الرجل إلى تفضيل بقاء الزوجة في المنزل؟
كراهية الأعمال المنزلية
منذ خمسين عامًا مضت لم يكن الزوج يقوم بأي من أعمال المنزل أو يشارك فيها، لأن المرأة لم تكن تعمل بنسبة كبيرة مثل هذا الوقت، أما الآن فأصبحت الكثير من السيدات يعملن بدوام كلي أو جزئي، وبالتالي وقع جزء من الأعمال المنزلية على عاتق الرجل، وقد أثبتت الأبحاث أن الرجل يكره المشاركة في الأعمال المنزلية، ويفضل العمل بدوام كلي في الخارج على أن يشارك في العمل المنزلي، لذا فإن الرجال على الرغم من أن الكثير منهم يدعون بأنهم مناصرون لعمل المرأة، إلا أنهم في داخلهم يريدون بقاء زوجاتهم في المنزل لكي يتجنبوا المشاركة في الأعمال المنزلية.
الغيرة
الكثير من الرجال –لا سيما العرب– لا يفضلون المرأة العاملة حتى وإن ادّعوا غير ذلك، والسبب في هذا أنهم يشعرون بالغيرة، المرأة العاملة تتعامل مع أنواع مختلفة من البشر –الرجال على وجه التحديد– وهذا يشعر الرجل بالانزعاج، إنه في قرارة نفسه لا يريد لامرأته أن تتعامل مع الرجال الآخرين، يمكن أن يدعي الرجل أنه لا يغار وأنه يحب كونك تعملين وتختلطين بالناس وتكتسبين المهارات، لكن في قلبه يظل يأمل ألا تفضلي العمل على البقاء في المنزل، لكي يتجنب الشعور بالغيرة من تعاملك مع الآخرين.
الهرب من عبء المشاركة في التربية
الكثير من الرجال يحبون بقاء المرأة في المنزل لكي تقوم هي بعبء رعاية الأبناء وتربيتهم، فالكثير من الرجال لا يحبون إزعاج أنفسهم بمشاكل الأبناء، لاسيما المشاكل التافهة التي تحدث بكثرة على مدار اليوم، يريد الرجل أن يقع أكبر عبء من التربية على عاتق المرأة، بينما يتدخل هو في الأوقات الجادة والحاسمة –التي لا تحدث كثيرًا– لأنه يريد التفرغ لعمله وأصدقائه ومشاريعه التي يخطط لها، وألعاب الفيديو التي يلعبها، إنه لا يريد أن يشغل عقله بمثل هذه الأمور المتعلقة بالتربية، وإذا كانت المرأة تعمل فسوف يقع على عاتقه جزء كبير من هذا الدور، أما إذا كانت المرأة متفرغة وتمكث في المنزل فسوف تتولى هي هذه الأمور.
السيطرة
بعض الرجال يحبون أن يظلوا هم المسيطرين والمتحكمين في زمام الأمور، وتعد الجوانب المالية واحدة من أهم العناصر التي تعطي الرجال السيطرة على الأمور، وعمل المرأة يعطيها الحرية المالية، لأنها تحصل على راتب شهري مثلها مثل الرجل، وبالتالي يشعر الرجل أنها أصبحت ندًّا له تشاركه في اتخاذ القرارات، لذا يفضل هذا النوع من الرجال بقاء زوجاتهم في المنزل لأنهم يحبون أن يظلوا المسيطرين على العلاقة، المتحكمين في المنزل.
تجنب تأثير مشاكل عمل الزوجة على المنزل
كل الرجال لا يحبون الأجواء المتوترة في المنزل، الرجل لا مشكلة لديه في أن يتوتر بسبب عمله هو، لكنه لا يحب الأجواء المتوترة بسبب عمل الزوجة، اعتراض شخص لها في العمل، ضغوط العمل عليها، تأخرها في الخارج، كلها أمور لا يحب معظم الرجال التعامل معها، وهذا ما يجعل الكثير من الرجال لا يفضلون عمل زوجاتهم، إنهم يريدون التخلص من عبء التفكير الإضافي وهم في الخارج، مثل: هل الزوجة بخير؟ هل ضايقها شخص ما؟ هل هي مضغوطة في العمل؟ هل ستتأخر اليوم؟ هل الأولاد بخير في حال عدم وجودها؟ وغيرها من الأسئلة التي لا يحب الرجال التفكير فيها، لذا يفكر الرجل على النحو التالي: بدلًا من التعامل مع كل هذه الأمور المزعجة أليس من الأفضل أن تبقى المرأة في المنزل ترعى الأبناء؟
تربية الأبناء أفضل
يعتقد جزء من الرجال أن بقاء المرأة في المنزل يمكنه أن يجعل تربية الأبناء أفضل، فالمرأة لن تكون مشغولة بأي شيء آخر سوى منزلها وأبنائها، وبالتالي ستقوم بتعليمهم كل شيء وتغرس فيهم كل الأخلاقيات والقيم، أما إذا كانت المرأة مشغولة بعمل سواء بدوام كلي أو جزئي فالرجل يظن أنها لن تستطيع بهذه الطريقة رعاية الأبناء، أو أنها على الأقل ستقصر في أداء مهامها في التربية بالطريقة التي يريدها، وهذا النوع من الرجال هو نفسه النوع الذي لا يحب المشاركة في تربية الأبناء، وبالتالي يرى أن عبء التربية يقع على عاتق المرأة وحدها، لذا يفكر أن بقاء المرأة في المنزل أفضل له ولأبنائه، دون النظر لأي اعتبارات أخرى قد تفضلها الزوجة.
الخوف من نجاح المرأة
بعض الرجال يخافون من نجاح المرأة مهنيًا، يخافون من أن تتفوق المرأة عليهم وتنجح في مجال عملها أكثر من نجاحهم، وتصبح أكثر قوة واستقلالية، وربما يصبح راتبها أكبر، وربما تقضي الوقت في الخارج أكثر، هذا النوع من الرجال موجود بالفعل ويصاب بالفزع من تحقيق المرأة لنجاح تلو الآخر، يريد دائمًا أن يظل متقدمًا بخطوة، وبالتالي يفضل في قرارة نفسه ألا تعمل زوجته، لكي يظل هو المتفوق عليها، الناجح أكثر منها، حتى لو أظهر لها عكس ذلك، وحتى لو أبدى سعادته الغامرة بنجاحها في العمل.
هذا بالطبع كان نتاج بعض الدراسات التي تمت مؤخرًا حول هذا الأمر، ولا تعني بأي حال من الأحوال أن الرجال جميعهم كذلك، هناك الكثير من الرجال يحبون أن تحقق زوجاتهم شخصيتها المستقلة، وتنجح عمليًّا، وهناك البعض أيضًا يشاركون في التربية أو في العمل المنزلي دون كلل، وبالتالي فإن هذا لا يعني مناصرة طرف على طرف، وإنما هو عرض حيادي لنتائج الدراسات الحديثة التي تمت مؤخرًا.
اقرأ أيضًا:
- نساء منحنهن الأدب أصواتًا (قراءة في رواية 10 دقائق و 38 ثانية)
- كيف انتصرت (ماري بوتنام جيكوبي) للنساء المحرومات من دخول الجامعة!
- تعرفوا على ملهمات لم يمنعهن الحجاب من التفوق (من كتاب نساء رائدات في الشرق)
- النسوية بين النزعة الإنسانية والعباءة الدينية .. كيف تعيش النساء في المجتمع العربي؟
- لماذا توصف كتابات النساء بالذاتية؟
add تابِعني remove_red_eye 11,872
ماذا تقول الدراسات المجتمعية عن هذا الموضوع
link https://ziid.net/?p=72505