هل يمكن أن يلعب العناد لصالحك؟
العناد سلوك طبيعي وموجود لدى كل الناس، ولكنه موجود بدرجات، وغالبًا ما يلعب العناد لصالحك حتى لو لم تكن تدرك ذلك
add تابِعني remove_red_eye 460,350
منذ كنت صغيرة كان أهلي يصفونني بالعناد، يعتبرون الأمر شديد السلبية، فأنا لا أنصاع إلى الأوامر ببساطة، ولا أتقبل النقد في الأمور التي لم أخطئ بها، لا أسكت عن حقي ولا أتنازل عن أفكاري، يتعاملون مع الأمر وكأنه آفة لا بد من التخلص منها، ولكن لحسن الحظ كنت أعند من أن أدعهم يكسرون عنادي، احتفظت بالعناد وحافظت عليه، وهو أيضًا حافظ علي ودفعني ويدفعني يوميًّا لأكمل طريقي وأصل إلى ما أريد.
العناد الطبيعي
تربينا في مجتمعات ترى أن العناد أمر سيئًا لا بد أن يتخلص منه المرء، ويحاول الأب والأم نزع عناد الأبناء بشتى الطرق حتى السلبية منها، في حين أن العناد ما هو إلا دليل على استقلالية وقوة الشخصية، ويظهر العناد منذ الطفولة، والطفل الذي لا يظهر أي مشاعر عناد غالبًا ما يكبر ليكون شخصًا خاضعًا أو مستسلمًا، وقد يتحول في المستقبل إلى شخص انطوائي وجبان.
مشكلتنا الأساسية تكمن في عدم استعداد أو تأهل البيئة المحيطة بالشخص العنيد للتعامل معه، وتقبله مثلما هو، وهو يجعل الجميع يتهمه بسوء الأدب تارة، أو عدم الانضباط أخرى، أو ربما يصبح هو الطفل السيئ المتهم طوال الوقت بالحاجة للتأديب والتهذيب لأنه لا ينصاع بسهولة إلى كل الأوامر التي تتلى على مسامعه.
ماذا يحدث حين ترفض الأسرة تقبل الشخص العنيد؟
حين تكون أنت الطفل العنيد بين أخوتك تأكد أنك ستكون دائمًا الملام، دائمًا ما ستجد شكوى جديدة منك، حتى وإن كنت مقتنعًا تمامًا أنك غير مذنب أو مخطئ، مجرد رفضك للأمر أو تأخرك في القيام به يجعلك سيئًا، وربما يعرضك للعقوبات، تلك العقوبات تحولك من شخص يمتلك عنادًا طبيعيًّا إلى شخص يقاوم سلبيًّا ما يتعرض له، فتتأخر عن تلبية ما يريدون منك، وتصبح حزينًا تتذكر كل شيء، ومع الوقت تتحول المماطلة إلى لا مبالاة، لا مبالاة بالآخرين أو ما يقولونه عنك، لا مبالاة بأفكارهم وحتى بالعقاب الذي قد تتلقاه.
شيئًا فشيئًا تتحول المقاومة السلبية إلى تحدٍّ ظاهر، ترفض القيام بأمر ما بالتحديد دون سبب، حتى وإن لم يكن لهذا الشيء أهمية حقيقة، وبعدها يتحول التحدي الظاهر إلى عصيان حاقد، وحينها تفعل العكس تمامًا مما طلب منك.
العناد سلوك طبيعي وموجود لدى كل الناس، ولكنه موجود بدرجات، وغالبًا ما يلعب العناد لصالحك حتى لو لم تكن تدرك ذلك.
فالعناد يدفعك للتميز
نعم فأنت أقوى من أن تترك الحياة والآخرين يتلاعبون بك، أو يخبرونك عن الحياة التي لا بد أن تعيشها، أنت تمتلك الفكر والعناد القادر على دفعك للسعي في الطريق الذي تريده، الطريق الذي تحدده أنت بنفسك لنفسك، ولن تحيد عنه أو تتخلى عنه حتى تصل له لتثبت لنفسك وللآخرين أنك على حق منذ البداية.
العناد يدفعك لقبول الآخرين
حين تكون أنت الطفل العنيد، المراهق العنيد، الشاب العنيد، وطوال طريقك تشعر برغبة الآخرين في تغييرك لتتوافق مع أفكارهم والطريق الذي يريدون رسمه لك، ستتعلم تقدير غيرك، حتى وإن لم يكونوا مثلك تمامًا، ستجد طريقة لقبولهم وقبول أفكارهم واختلافهم عنك، فمن ذاق المرار لن يذيقه لغيره.
العناد يدفعك للاستمرار
يقولون إنك عنيد وينسون أن يخبروك أن عنادك هو سر إرادتك، إرادتك التي تدفعك للاستمرار، للوقف مجددًا على قدميك بعد أن تسقط، للنهوض وتحقيق النجاح بعد ألف محاولة فشل، إن كنت عنيد ستقاوم وتواجه وتحارب حتى تصل إلى ما تريده دون يأس.
العناد يدفعك إلى النظرة الواقعية
إن كنت عنيدًا فهذا يعني أن لديك شخصية مستقلة وقوية، وبالتالي لديك رؤية واضحة وحيادية ودقيقة عن كل ما حولك، أنت لست واهم ولا تعيش في حالم الأحلام، بل تعي تمامًا الواقع الذي تعيش فيه وتسعى لتغييره عبر العمل والمحاولة وليس عبر الأحلام والأمنيات.
أخيرًا … كن فخورًا بنفسك، وبعنادك وبقوة شخصيتك التي كونتها ورسمتها أنت لنفسك بنفسك، افخر بنجاتك من كل محاولات تغييرك وتشكيلك والتأثير فيك لكي تكون نسخة من باقي القطيع، كن فخورًا بقدرتك على المقاومة والاستمرار رغم الصعوبات ورغم كل الأيادي التي تحاول النيل منك ومن عنادك، شجع نفسك وأخبرها أنها أفضل من أي وقت مضى، وأنك لن تسمح لأيٍّ كان أن يقترب من عنادك أو يؤثر فيك.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 460,350
هل يمكن أن يكون العناد سلوكًا إيجابي؟ هذا المقال يجيبك
link https://ziid.net/?p=95858