الإدمان لا يعرف سنًّا أو مكانة .. قد يقع أيٌّ منا فريسة له
الإدمان من أسوء الآفات التي يمكن أن تصيب الأشخاص، المجتمعات، وحتى الدول، لا يمكن لدولة أن تتقدم وعقول أبنائها مغيبة
add تابِعني remove_red_eye 460,350
الإدمان لا يعرف سنًّا أو مكانة، صدقني إن جئت من يومين فقط لتخبرني هذه الجملة، كنت سأناقشك لأخبرك أنه أمر غير حقيقي، وأن الفئة التي تقع في الإدمان غالبًا ما تكون فئة المراهقين والشباب، والذين يقعون في هذا الفخ بسبب المرحلة، أو إغراءات أصدقاء السوء، أو بسبب المشكلات الاجتماعية أو انعدام الثقة بالنفس، أو ربما بسبب التفكك الأسري، أو زيادة الأموال بشكل مبالغ فيه، ولكنني اصطدمت بالحقيقة، الحقيقة أن الإدمان لا يعرف سنًّا، أو مكانة، أو حالة، أو أي شيء، سوى أنه فخ وقد يقع فيه أفضلنا وأكثرنا قوة.
دعني أخبرك هذه القصة التي شاهدتها في أحد المسلسلات القصيرة، رضا البطل هو صانع غرف خشبية – نجار- توفي والده وهو في بداية شبابه، وتركه هو عائلًا للأسرة، يتحمل مسؤولية شقيقه وشقيقته ويعاون والدته على الحياة، كان على قدر كبير من المسؤولية، تمكن من تعليم أشقائه وإرسالهم إلى الجامعات، وبرع في مهنته حتى ذاع صيته، تزوج وأنجب طفلين، وكان بانتظار طفله الثالث، حين عرف بصنعته وفنه الفريد تهافت عليه العملاء، وهو ما جعله يضاعف ساعات عمله، كي ينتهي من كل ما لديه من مهام، ولكنه كأي شخص طبيعي كان يشعر بالتعب والإرهاق الشديد، ومن هنا دخل إليه الشيطان الذي أقنعه بهذا المسكن للألم الذي سيجعله ينسى ما يشعر به من تعب وإرهاق ويعمل مثل الماكينات.
وبالفعل كان تأثير المسكن سحريًّا، وتمكن من الانتهاء من كل ما لديه من أعمال، وحقق الكثير من النجاحات وذاع صيته أكثر كل يوم، ولكن مقابل هذا زاد احتياجه لهذا المسكن، فصار يتعاطاه بشكل منتظم، وبالطبع لم تعد الجرعات الصغيرة كافية، فصار يضاعفها، ثم بطل مفعولها فجرب العديد من أنواع المخدر الأخرى، هو الآن ينكر في داخله أنه مدمن، ولا يريد في حياته سوى المخدر، فخسر عمله، وخسر أسرته، بعد أن تسبب في كثير من المشكلات لهم، فقد خسر أخيه وظيفة أحلامه بسبب سلوكه السيئ، ولم تعد شقيقته قادرة على مواجهة خطيبها وزوجها المستقبلي فتركته.
حتى زوجته فقدت جنينها حين حاولت أن تمنعه عن سرقة ذهبها ليحصل على المخدر، فقام بدفعها لتسقط أرضًا وتخسر طفلها. الحقيقة أن رضا هو نموذج موجود بالفعل وأنا متأكدة أن هناك ملايين مثله حول العالم والذين يقعون يوميًّا في هذا الفخ.
لماذا يقع الكبار الناجحون في فخ الإدمان؟
في المطلق هناك الكثير من الأسباب التي يمكننا أن نتحدث عنها، ولكننا الآن بصدد الحديث عن إدمان الكبار، من ذوي المكانة ولماذا يقعون في هذا الفخ، ربما تشرح لك الأسباب التالية الأمر بوضوح:
1. التغلب على التعب والإرهاق
نعم فأحيانًا يشعر الشخص بأن عليه الاستمرار رغم ما يشعر به من ألم وتعب، وبالتالي يلجأ للعقاقير التي تساعده على ذلك، والتي تتحول من أمر عارض إلى أمر طبيعي، وبعدها إلى أمر حتمي للاستمرار والعمل، حينها يصل الشخص إلى الهاوية حيث إنه أصبح فريسة بالفعل للإدمان.
2. تخدير المشاعر
يلجأ البعض إلى الإدمان والمخدرات من أجل تخدير ما يشعرون به من قلق، توتر، خجل، أو شعور بعدم الارتياح، فبدلًا من قطع تذكرة لاستشاري نفسي، يقطعون تذكرة مخدرات تدمرهم وتدمر كل من يحيط بهم.
3. تسكين الألم
هناك الكثير من الحالات التي يبدأ الأمر معها بشكل علاجي وصفه الطبيب بالفعل لتسكين بعض الآلام، وخاصة آلام العظام، ومن ثم يتحول إلى تعود، وبعدها إلى إدمان لا يمكنهم تحمل الألم بدونه.
4. رفض حقيقة التقدم في العمر
أحيانًا يرفض البعض حقيقة أنهم تقدموا في العمر، أن الوقت مر ولم يعودوا شبابًا مثلما كانوا، حينها يبدأ عقلهم في إقناعهم ببعض التصرفات والسلوكيات الغريبة والخاطئة، كأن يحاولوا العودة من جديد لحياة الشباب، فيغيروا من أنفسهم، مظهرهم، طريقة اللبس، وحتى طريقة قضاء الوقت، وربما يفكرون في تجربة الأمور التي حرموا منها في السابق، وهو قد يوقعهم في الفخ اللعين للإدمان.
الإدمان من أسوأ الآفات التي يمكن أن تصيب الأشخاص، المجتمعات، وحتى الدول، لا يمكن لدولة أن تتقدم وعقول أبنائها مغيبة، وللأسف جميعنا عرضة لهذا الفخ، لذا فكر مرتين قبل أن تفعل أي شيء قد يدمرك ويدمر كل من حولك.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 460,350
هل الإدمان حصري على المراهقين والشباب؟ هذا المقال يجيبك
link https://ziid.net/?p=95599