سلسلة خطوات لبناء شخصية الطفل القوية
تربية الأطفال ليس عمل ارتجالي ولكنه عمل يحتاج إلى تخطيط، فكل تصرف صغير تقوم به ينعكس على شخصية طفلك وحياته في المستقبل
add تابِعني remove_red_eye 149
يحرص الآباء والأمهات على تربية أطفالهما بما يؤسس لبناء شخصياتهم في المستقبل، ويضمن تنشئتهم وفق ما يرغب الوالدان. ولكن ثمة أخطار حريّ بالوالدين الانتباه لها كي تؤتي التربية السليمة أُكُلها، هذه الأخطار تتمثل في التالي:
خطر الحنان الزائد
نعلم أن كل أم وأب لديهما الحنان المفرط منذ اللحظة الأولى لولادة الطفل، وهي فطرة من الخالق، ولكن ينبغي بذل هذا الحنان بمقدار، ويجب على الوالدين التحكم فيه لمصلحة أبنائهم فلا يجنحان إلى الزيادة فيه أو النقص منه؛ بل الاعتدال فيه بما يحقق الغرض منه بلا إسراف أو شُح. ويجب الأخذ في الاعتبار بأن الطفل يشعر منذ الطور الأول لتنشئته بالإفراط في الحنان من عدمه، وعلى أساس ذلك تُبنى شخصيته من اللحظات الأولى وهي ما يعتمد عليه في مجتمعه عندما يكبر ويبدأ في النمو والنضج.
خطر الخوف الزائد
الخوف المفرط على الأطفال يؤدي إلى انطوائية الطفل عن المجتمع والحياة مما يؤثر عليه بالسلب، فقد يعتقد الوالدين أن الخوف سيحمي أبناءهم وهذا خطأ كبير لأنه يُطوّر في الأطفال حالات نفسية ربما تتطور لتكون حالات مَرضية بعدم مقدرتهم على التجاوب مع المجتمع في الكِبر، وهو ما قد يترتب عليه الشك الدائم والخوف من الناس لدي الطفل مما يقلل فرصه في الحياة من عمل أو زواج وتكوين أسرة وتطوير الإحساس بالمسئولية.
وكل هذا بسبب خشيته التي نمت منذ صغره نتيجة ما نشأ عليه. وقد يحدث الموضوع بالعكس؛ فانطواء الوالدين أو أحدهما على الأطفال بزعم الخوف عليهم بالغلق دون الانسجام مع المجتمع المحيط قد يؤدي إلى الثقة الزائدة بالناس وعدم التميز بينهم، إضافةً إلى الإحساس الدائم بأن العالم الخارجي عن البيت هو جنة وبه ملائكة وليس أشخاص منهم السيئ والطيب، وقد يؤدي إلى شخصية سلبية ضعيفة تضرّ بنفسها بفعل من نفسها، وتلك الشخصيات تضر بحياتها بتطفل الآخرين عليهم بالتحكم بهم والإضرار بأمورهم الاجتماعية والمالية بالاستغلال وبالتالي تصل الأمور بالشخص السلبي لحالات مرضية نفسية لعدم استطاعته الخروج من ثقته الزائدة بالناس بعدم التميز والتي توارثها من خوف الوالدين عليه.
خطر الشدة والتعنيف
من الآباء من يعشق التعنيف بدون سبب لمجرد إحساسه أنه أصبح أَبًا أو أصبحت أُمًّا وخصوصا مَنْ هم بسن صغير، وذلك لعدم قدرتهم على استيعاب الحقيقة بأنهم أصبحوا مسئولين عن أطفال وهذا من أخطر الأمور. فالتعنيف لأخطاء تحدث من الأطفال أمر طبيعي، لكن أن يتحول إلى شدة بالضرب باليد والعصا.. فهذا مدعاة للقلق!
فلنقبل الحقيقة، كل شخص لديه مشاعر الغيرة والمنافسة والتملك والمباهاة والغرور وحب النفس، فعند وجود طفل آخر يشارك طفلك في كل شيء وخصوصًا عند بداية الإدراك لدى الطفل تبدأ مشاعر تنافسية بين جميع الأطراف وعند أول خطأ الطفل هو من يدفع الثمن بالتعنيف والضرب كمجنيٍّ عليه وليس كتعليم له، وبالفعل تبدأ تلك التصرفات تنعكس على شخصية الطفل كلما كبر فيبدأ بالتعنت وإصدار الأوامر على الوالدين وبإصرار وبدون رحمة لتنفيذ طلباته، وذلك انتقامًا منهم. وقد يتعجب الآباء ما سبب معاملة أبنائهم لهم -وخصوصا في سن المراهقة- لكن الحقيقة أن ذلك المراهق/المراهقة كبروا سريعًا ليجد الآباء أولادهم الصغار الذين لا يجيدون الكلام وقد أصبحوا بحجم أكبر منهم مما يخيف الآباء والأمهات وهذا إحساس طبيعي يحدث بمشاعرنا، ولذلك عليكم من الصغر عدم تعنيف الأطفال بأسباب خاصة بكم ولا ذنب للطفل بها ففي يوم سيصبح شابًّا يافعًا ويتذكر كل ذلك.
خطر التفضيل بين الأطفال
قد يكون التفضيل مختلفًا باختلاف الأجناس أو الأعمار أو بالعقل أو بالشكل، وعموما التمييز خطر جدًّا قد يؤدي إلى إضرار الإخوة ببعضهم، والغيرة الدائمة والمشاجرات المستديمة بينهم، وقد يتعمد الوالدان أو أحدهم إلى خلق مثل هذه النزاعات لمصلحتهم هم ليتقرب لواحد منهم دون الآخر أو يتم التفرقة لمصلحة الأب أو الأم لتكون له السيادة على أبنائه ومعرفة تفكير كل واحد دون تجميع الإخوة مع بعض والألفة بينهم .
وهذا التفكير من الوالدين مدمر لأنه يزرع في الأطفال الكراهية الأبدية ولا يمكن إصلاحها بينهم، ودائما لا يفكر الوالدان في استمرار حياة أبنائهم بدونهم عند مفارقتهم للدنيا وأن يجب تعليمهم الحب بينهم وأن يوجد أزمات يجب فيها مشاركة الجميع وحتى في بقائهم سيكونون لهم عونًا على كبرهم دون غيرة وسيشاركون بالتعاون والمساعدة على معاناة الحياة وكل ذلك منذ لحظات الطفولة
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 149
مقال هام لكل أب وأم حول التربية وبناء شخصية الأطفال
link https://ziid.net/?p=16488