5 إستراتيجيات لتشجيع طفلك على التكيف مع بيئته وأصدقائه
تأكدي أن أيّ شيء إيجابي تزرعينه في الطفل سيرتد إليكِ مجددًا بسلوكيات إيجابية؛ لذا ثقي في طفلك وفي تربيتك له
add تابِعني remove_red_eye 29,562
كما أخبرتكم من قبل أن الطفل ينظر لحديث والديه ويصنفه ضمن قائمتين فحسب “الصواب والخطأ”، ويراقب تصرفاتهم ويقلدها سواء كانت جيدة أو سيئة لأن بالنسبة له كل سلوكيات والديه هي دستور يجب الالتزام به، ولأنه لا يعرف اللون الرمادي، وأن هناك درجات متفاوتة بين الصواب والخطأ؛ فيجب على الآباء والأمهات مراقبة الطفل وتعليمه كل شيء كي يستوعب عقله الصغير أن الصواب له أوجه متعددة كذلك الخطأ، ولكن اليوم حديثنا مختلف عن ما تحدثنا عنه من قبل، وهو كيفية حماية الطفل من البيئة الخارجية؛ لأن اليوم سنتحدث عن الأطفال الذين يخافون من مواجهة الآخرين، الأطفال الذين اعتادوا على والديهم وأقاربهم فحسب ويخافون من المدرسة ومن الأطفال أقرانهم، وحتى من الخروج من المنزل.
في بداية المقالة لم يخطر على بالي أني كنت من أولئك الأطفال في صغري، ولكن الآن تذكرت أني كنت مرتبطة كثيرًا بأسرتي، وكنت أخشى أول يوم مدرسة، وحتى الأصدقاء لم أهتم بوجودهم في حياتي، وبالفعل لم أكوّن صداقات إلا بعد دخولي المرحلة الثانوية، وكنت أعتبر كل زملائي بالمدرسة مجرد زملاء دراسة فقط، ولكن في المستقبل إذا رُزقت بأطفال سأساعدهم على تكوين صداقات، وسأشجعهم على الحفاظ على علاقتهم بأصدقائهم من الطفولة؛ لأن الأصدقاء هم أخوة من دماء مختلفة.
والآن دعونا ننهي مقدمتي الطويلة كالعادة ونتحدث عن أهم 5 إستراتيجيات لمساعدة طفلك على التأقلم مع البيئة الخارجية وعلى تكوين صداقات ناجحة.
1- طوّري شخصيتهم الاجتماعية
أول خطوة يجب أن تُفعِّليها لتجعلي طفلك يتقبل البيئة الخارجية، ويتعامل مع الآخرين بدون خجل، وأن يكون قادرًا على تكوين صداقات مع أقرانه هي أن تطوري شخصيته ليكون شخصًا اجتماعيًّا يحب التفاعل مع الآخرين، والآن كيف تفعلين ذلك؟ في البداية أيّ طفل حتى ولو كان مرحًا ويتحدث كثيرًا وذكي إلا أنه سيمسك بيد أمه ويقف وراءها إذا وجد شخصًا غريبًا يقترب منهم، وذلك لأسباب عدة إما أنه لا يشعر بالمودة تجاه هذا الشخص أو ربما بسبب غيرته على والدته أو لأيّ سبب آخر، وهنا يجب أن تعطي الأم شحنة إيجابية للطفل وتجلس بجانبه وتعرفه على هذا الشخص، وتخبره أن يلقي التحية عليه، ومع الوقت سيتعلم الطفل أن يلقي التحية بشكل تلقائي على أيِّ شخص جديد يتعرف عليه.
ولاحظوا شيئًا مهمًّا جدًّا وهو أن الطفل ينظر لوالديه ويستمد منهم طاقته ويقلدهم في كل شيء؛ فإذا كانت الأم مرحة واجتماعية وتبتسم في وجه الآخرين وتساعد أيّ شخص وتداعب الأطفال الصغار فالطفل حتى ولو شعر بالغيرة من هذا الطفل لأنه حاز على اهتمام والدته للحظات إلا أنه سيبدأ في تقليدها مع الوقت، والأم الذكية يجب أن تستغل هذا الموقف وتجعله يقترب من هذا الطفل وتخبره كم أنه لطيف وصغير ويحتاج لرعايتنا، وهكذا سيبدأ الطفل في تخزين تلك السلوكيات في عقله ويحللها، ولاحقًا سيعرف جيدًا أساسيات التعامل مع الكبار والأطفال في البيئة الخارجية.
وقبل أن ننتقل للنقطة التالية يجب أن تحذري من أن تخبري طفلك أن هذا الطفل أو ذاك يشعرون بالغيرة منك يا صغيري لأنك أوسم منهم وأذكى منهم، ولا يجب أن تصادق من هم أقل من مستواك الاجتماعي … الخ، كل هذا سيأتي بالسلب على الطفل لأنه سيشعر بالغرور وأنه أفضل من أقرانه أو قد يفقد الثقة في الجميع وينظر إليهم وكأنهم حاقدون عليه أو يحسدونه، ووقتها لن يستطيع أن يصبح طفلًا سويًّا أبدًا لأنك ببساطة حرمتِ طفلك من الاختلاط بالبشر بسبب أحكامك المسبقة وقوانينك الصارمة.
2- ثقي في اختياراته
لا تفرضي على الطفل اختياراتك، ولكن كوني ذكية وثقي في طفلك، ووافقي على أصدقائه، ولكي تكوني مطمئنة راقبيهم واحرصي على فتح أبواب منزلك لأصدقائه لتتعرفي عليهم أكثر، وإذا لاحظتِ أن هذا الصديق سيؤثر بالسلب على طفلك حاولي أن تبعديهم وتقللي فرص التقائهم ببعض مجددًا.
3- كوني صديقتهم
أهم نصيحة في مقالة اليوم هي أن تكوني صديقة لطفلك ولأصدقائه، واجعلي بيتك أكثر مكان يحبون التواجد فيه، أعطيهم الألعاب وحضري لهم وجباتهم المفضلة، واجلسي معهم، واسمعي أفكارهم وكيف يشعرون في المدرسة وقومي بحل مشكلاتهم؛ لأنك بذلك لن تراقبي طفلك فحسب بل ستراقبين أصدقاءه أيضًا، وستُحسني من تصرفاتهم التي قد لا تتناسب مع تربية طفلك.
4- امنحيهم وقتك
كلما أمضيت وقتًا أطول مع أطفالك وأصدقائهم كلما أطمئنوا لك وشعروا بالألفة تجاهك، وطالما أحبك أصدقاء أطفالك ستستطيعين بكل سهولة توجيههم؛ لأنهم سيستمعون لكلامك حبًّا واحترامًا لك وليس خوفًا منك.
5- اصنعي الفرص بنفسك
والآن لنفترض أن طفلك لم يستطع تكوين صداقات فما الحل وقتها؟ حينها لا تيأسي واذهبي معه لتمارين السباحة أو كرة القدم بالنادي وراقبي الأطفال بنفسك، وتعرفي عليهم وعرفي ابنك عليهم؛ لأن الخطوة الأولى قد تكون صعبة بالنسبة لابنك إما بسبب خجله من التعرف على أقرانه أو بسبب تشككه من قراره؛ لذا لا ضرر في أن تبادري أنتِ وتساعديه، ومع الوقت أخبريه أنك تريدين التحدث مع هذا الطفل واجعليه يذهب إليه ليناديه، وقتها سيتجرأ على مخاطبة الآخرين بلا تردد.
في الختام
تحدثي مع الطفل، وكوني صديقته، واجعليه يثق بك، وبنفسه؛ لأن في النقطة السابقة قد يعزف الطفل عن اختيار صديق له بسبب خوفه منك، وقد يعتقد أنك لن توافقي على هذا الصديق؛ لذا تحدثي معه واسأليه: لماذا لا تكون صداقات مع أقرانك؟ فإذا أخبرك بأنه يخاف من معارضتك وقتها ابتسمي له وقولي: أنا أثق في قراراتك؛ لأنك أصبحت كبيرًا بما يكفي لاختيار أيّ شيء تحبه، ولكن عليك أن تعرفني عليه لأني أريد اللعب معكم أنا أيضًا، وهكذا. وتأكدي أن أيّ شيء إيجابي تزرعينه في الطفل سيرتد إليكِ مجددًا بسلوكيات إيجابية؛ لذا ثقي في طفلك وفي تربيتك له.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 29,562
مقال ملهم ومهم يساعدك على تعليم طفلك التكيف
link https://ziid.net/?p=93803