5 مبادئ لتوازن بين حياة قلبك وعقلك، والإمبراطوريات الأربعة
بداخلنا تسكن أربع إمبراطوريات، وكل إمبراطورتين تحاولان بكل الطرق أخذ مقاليد الحكم تحت سيطرتهما هما فقط
add تابِعني remove_red_eye 29,637
بداخل كل شخص تكمن قوى داخلية تتحكم في حياتنا، قوى خاصة بالقلب والمشاعر، وقوى أخرى أقوى مرتبطة بالعقل والمنطق، ولكن بدلًا من تصارع القوى بداخلنا هل نستطيع توحيدهم لكي نحيا بسلام داخلي؟؟
تلك الإجابة سنتعرف عليها في السطور التالية، ولكن قبل أن نعرف الإجابة سويًّا دعونا نسمع تلك القصة معًا، هناك شخص ناجح جدًا في حياته، ويهتم بصحته وعمله، وثري جدًّا، ولكنه يتعامل مع أولاده الثلاث من خلال وسيط، وهذا الوسيط هو معلمتهم ومربيتهم، وكانت علاقته بهم تتلخص في معرفة أحوالهم من خلال تقارير المعلمة له، وكان يمضي كل وقته في عمله ولا يرى أولاده إلا في مواعيد الإفطار والعشاء فقط، والآن أخبروني هل هذا الشخص سعيد ومتزن في حياته؟ بالطبع لا؛ لأنه لا يعرف أيّ شيء عن أولاده ولا تربطه بهم أيّ علاقة جيدة لأنه بعيد عنهم أغلب الوقت، هنا هذا الشخص يُعاني من كارثة بكل المقاييس لأنه تجاهل علاقاته الشخصية مع أقرب الناس إليه.
والآن دعونا نتحدث عن المبادئ التي يجب الالتزام بها إذا أردت الموازنة بين قلبك وعقلك
1- اهتم بأحبائك
في القصة التي تحدثنا عنها كان الخلل الوحيد لدى هذا الشخص هو عدم اهتمامه بأحبائه، طبعًا أغلبنا الآن يقولون هل أجلس وأترك عملي ومسئولياتي لأهتم بأولادي ولا أؤمن لهم مستقبلهم؟ هؤلاء مع الأسف لا يعرفون المرونة؛ لأن لا شك أن العمل مهم جدًّا في حياتنا، هو عبادة في حد ذاته، ولكن أولادنا لن يُصبحوا أشخاصًا أسوياء لو دفعنا لهم أموالًا طائلة للاعتناء بمستقبلهم، والاكتفاء بوضعهم في مدرسة تجريبية أو لغات؛ لأنهم بشر بحاجة للحب والرعاية.
وهنا لا أجد كلامًا يقال للآباء الذين يُدخلون أولادهم مدرسة داخلية لإبعادهم عن الأزمات النفسية لو طرأ حادث مأساوي في العائلة أو بسبب عدم وجود وقت لهم، كل تلك الأسباب ليست مبررًا على الإطلاق لإبعاد الطفل عن والديه أو تركه في المنزل اليوم بأكمله مع المربية بحجة تأمين مستقبلهم، رجاءً أعيدوا التفكير في أولوياتكم لأن أموالكم لن تشتري نفسية الطفل ولن تجعله سويًّا.. فقط رعايتكم وحبكم له سيضمنان مستقبله، ويشكلان هويته السوية.
2- دلل نفسك
هل فكرت يومًا في الذهاب لمكان جميل كله أشجار وورود وتجلس فيه بمفردك؟؟ أو تأجير مركب على النيل لمدة ساعتين مع كتابك المفضل وكوب قهوة؟؟ وإذا لم تملك وقت لرفاهيتك؛ فحاول أن تجد الإجابة على هذا السؤال: هل أحب نفسي أكثر أم نجاحي؟ وإذا كانت الإجابة أن هناك شيئًا في الكون تحبه أكثر من نفسك بخلاف أولادك؛ فرجاءً حاول أن تعيد النظر مرة أخرى في قرارك هذا.
3- تخلص من الطاقة السلبية
لم يعلمني أحد طرق التنفيس عن غضبي ومشاعري المكبوتة، ربما لأني خُلقت لأكون شخصية عبقرية تعرف أيّ شيء عن أيّ شيء قبل حتى أن تقرأ عنه أو تعرف خباياه.. مهلًا أنا أمزح فقط، ولا أتباهي، ولكن حقًّا طريقة حرق كل شيء يضايقني بعد كتابته طريقة بدأتها بنفسي قبل أن أكتشف بعد سنوات أن العلماء والدراسات أثبتوا فاعليتها، وبما أني جربتها فأنا أعلم-يقينًا-مدى فاعليتها، يكفي فقط أن تمسكوا ورقة وقلمًا وتتحدثوا عن أي شيء يغضبكم أو يعكر صفوكم ومن ثم احرقوا الورقة وشاهدوها وهي تحترق حتى تتحول لرماد، وهناك طريقة أخرى وهي أن تسيروا مع أضواء السيارات في الليل؛ لأن المشي لا يساعد فقط على التخلص من المشاعر السلبية، ولكنه يساعدك أيضًا على التفكير بشكل أفضل.
4- ادخل امتحانًا مفاجئًا
إذا وجدت في وقتك نصف ساعة فارغة فادخل غرفتك على الفور وأشعل كل الأنوار واسأل نفسك هل أنا تغيرت؟ هل مهاراتي زادت أم تراجعت؟ هل حياتي متوازنة؟ هل أنا راضي عن حياتي؟ هل أشعر بالخزي من قراراتي؟ أسأل نفسك أيّ سؤال يخطر على بالك ولا تجيب على شيء إلا بعد انتهائك من كتابة الأسئلة وفي النهاية خُذ نفسًا عميقًا، وابحث عن الإجابات، وقتها ستشعر كما لو أنك اقتحمت كل أبواب ذاتك السرية، وستتعرف على مشاعرك وأفكارك وأحزانك الدفينة، وحينها فقط ستستطيع إعادة النظر في كل أمور حياتك.
5- اكتب قوائم العمل والترفيه معًا
كلما أثبتَّ لذاتك أنك مهتم برفاهية القلب ومهام العقل معًا كلما أرسلت إشارات لعقلك الباطن أن يعمل معك على تحقيق هذا التوازن؛ لذا اكتب كل مخططات عطلاتك الصيفية وغيرها في وقت كتابتك لأهدافك وخططك العملية.
في الختام
لاحظ أن الحياة لن تعطيك وقتًا كافيًا لمعرفة هل حققت التوازن في كل جوانب حياتك أم لا؛ لذا اخلق أنت الوقت بنفسك وأعطِ لنفسك مجالًا للتنفس والتخلص من الطاقة السلبية، ووقت من أجل اكتشاف ذاتك؛ لأنها تستحق أن تستمع إليها وتتصالح معها.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 29,637
كيف توازن بين قلبك وعقلك ؟ هذا المقال يجيبك
link https://ziid.net/?p=94081