5 لغات حب يفهمها الطفل

ابني ستيوارت البالغ من العمر 6 سنوات من الأطفال الذين أُحسد عليهم فقد نشأ مؤدبًا ومطيعًا بما يكفي ليحظى بموافقة أساتذته وودود بالشكل الذي يسمح له أن يكون مدعوًا في كل حفلات أعياد الميلاد. لكن بعد فترةٍ وجيزة من عودتي من رحلة عمل في الربيع رأيته يدفع أخته جوزفين البالغة من العمر 3 سنوات على الأرض. وبعد ذلك قام بسحب الإبر من أدوات الحياكة الخاصة بفيفيان أخته الأكبر. كنت أعلم أنه يشعر بالتجاهل هذا الأسبوع لأني كنت بعيدة والفتيات مشغولات عنه باللعب. لذا أخبرته كم أحبه مرارًا وتكرارًا، لكنه كان يتجاهل ويمشي بعيدًا. لم أكن متأكدًة كيف أصل إليه.

ولكن هذا تغير بعد أن قرأت مقالًا للدكتور جاري تشابمان المستشار في العلاقات الزوجية ومؤلف كتاب لغات الحب الخمسة والذي حقق مبيعات قياسية. نظريته تعني بأننا جميعًا نعبر عن الحب ونعيشه بهذه الطرق الخمس: اللمس الجسدي والهدايا وكلمات التأكيد وتقديم الخدمة و قضاء الوقت، ولكن لكل شخص طريقة واحدة أكثر أهمية. يقول الدكتور تشابمان إنه لا يكفي أن تحب أطفالك  “عليك أن تعرف كيف توصل الحب إلى طفل حتى يشعر أنه محبوب حقًا.”

لقد أدركت أن التشجيع بالكلمات لا تعني له تقريبًا مثل العناق والحضن وغيرها من علامات الحب. الآن عندما يتصرف بدون حماس فإنني أقوم بضمّه بين ذراعي وبهذا تتغير حالته المزاجية تمامًا وهذا هو المفتاح. لكنني لم أتوقف عن قول “أنا أحبك”. يصر الدكتور تشابمان على أن الأطفال بحاجةٍ إلى تلقي الحب بجميع اللغات الخمس. ومع ذلك، فإن معرفة الخيار الأفضل لطفلك يمكن أن يساعد في تقوية رباطك وتجنب السلوك غير المحبذ.

الخطوة الأولى في تحديد لغة الحب الأساسية لطفلك هي الانتباه إلى الطريقة التي يظهر بها حبه لك. لماذا؟ نحن جميعًا نميل إلى تقديم الحب بالطريقة التي نرغب في الحصول على الحب. مع تقدمنا في السن نعلم أن القاعدة الذهبية التي تنص على أن معاملة الآخرين كما تحب أن يعاملوك يمكن أن تأتي بنتائج عكسية في علاقاتنا لأننا نحتاج إلى إعطاء الحب للآخرين بالطريقة التي تناسبهم. ولكن نظرًا لأن الأطفال لا يستفيدون من ذلك بشكلٍ عام فإنهم يقدمون الحب بالطريقة التي يتوقون إليها. الجزء الآخر من اللغز هو ما يطلبه طفلك.

5 لغات حب يفهمها الطفل

1. احضني

على الرغم من أن العناق قد يقول “أنا أحبك” لجميع الأطفال، ولكن الذين يعشقون اللمس الجسدي وكأنهم يصرخون “أنا أحبك!”. الدكتور شابمان لديه ابن يفضّل لغة الحب هذه يقول: “عندما عدت إلى المنزل، كان يركض إلى الباب، ويمسك بساقي ويتسلقني ”تقول لورا ماركهام، دكتوراه مؤلفة كتاب Peaceful Parent  ،Happy Kids إذا كان الأطفال دائمًا حولك أو يلمسوك أو يلعبون بشعرك، فهذه إشارة إلى أنهم بحاجةٍ إلى المزيد من الاتصال الجسدي.

عبر عن الحب بهذه الطريقة:

اجلس على الأريكة واسأل طفلك عما إذا كان يريد الجلوس على ركبتك وقدّم جلسات تدليك للقدمين وتحية الكف الحماسية. لقد وصف ابني صغير تلامس الأيدي ب “عناق الأيدي”. يقترح الدكتور تشابمان أيضًا المصارعة وممارسة الألعاب الرياضية التي تتطلب المصارعة. تقول ديانا بيترفريند من سيلفر سبرينغ ولاية ماريلاند “أعطي ابنتي البالغة من العمر 3 سنوات قبلات في رأسها بالطريقة التي يتناول بها كعكي في افتح يا سمسم كعكة الكوكيز. تضحك وتسأل “المزيد من قبلات الوحش؟”.

فرجينيا جرين من سان فرانسيسكو وابنتها البالغة من العمر 5 سنوات لديها مصافحة سرية. عندما تعيش بعض المشاعر القوية تقول غرين: “امسك يدها وأضغط عليها ثلاث مرات – وهذا يساوي” أنا أحبك”.

على النقيض:

أن أي صفعة أو ضربة مؤذية لأي طفل. يحذر الدكتور تشابمان من هذا الأمر يكون مدمر عندما يكون من شخص يتشاركون نفس لغة الحب. وقد أظهرت الأبحاث أيضًا أن الآباء يميلون إلى أن يصبحوا أقل عاطفية جسديًا عندما تبدأ بناتهم في التطور لأنهم لا يشعرون بالراحة كما يقول الدكتور ماركهام. إنها تقترح عادة عناق “صباح الخير” و“نوم هانئ”، حتى مع تقدم الأطفال في السن.

2. المزيد من الهدايا

الأطفال الذين يشعرون بأنهم محبوبون عندما يتلقون هدايا. يميل الشخص الذي تكون لغته الأساسية هي الهدايا إلى الاهتمام بالكيفية التي يتم بها تغليف الهدية وغالبًا ما يتذكر من قدم له لشهور أو لسنوات. يقول أنجالي جيمسون من سان فرانسيسكو “في إحدى المرات أرسلت إليّ خدمة توصيل البقالة أزهارًا لأنهم أفسدوا طلبي. وبعفوية أخبرت ابنتي البالغة من العمر 5 سنوات أنها لها. قالت ” تحبني!” وشرعت في إخبار الجميع بأن الزهور من والدها “. نصيحة أخرى؟ يواجه طفلك مشكلة في التخلص من الأشياء التي أعطيت له ، حتى لو لم ينظر إليها منذ زمن.

عبر عن الحب بهذه الطريقة:

يرى طفلك هدية كرمز لحبك ويمكن أن يكون أي شيء. على الرغم من أنه بأس من الاحتفاظ بخزانةٍ مليئة بالألعاب زهيدة السعر إلا أنك لست بحاجة إلى إنفاق الأموال. يقول سكاي سكولت من ويسكونسن ويعيش الآن في سان فرانسيسكو “كل عام منذ أن أنهيت الجامعة ترسل لي أمي أوراق خريف من ويسكونسن بالبريد حتى استشعر الخريف من منزلنا” وتأمل أن تفعل نفس الشيء في يومٍ من الأيام لطفلتها.

يقول هارفي كارب مستشار دكتوراه في التربية مؤلف كتاب The Happiest Baby on the Block ان الملصقات والنجوم هي طرق ملموسة لجعل هؤلاء الأطفال يشعرون بالتقدير. أما اذا قدم لك طفلك فقدري ما قدمه لك مثل تعليق العمل الفني أو إنشاء طاولة تحت اسم “أشياء ثمينة” لتلك المنحوتات المصنوعة من منظفات الأنابيب والفلين القديم.

على النقيض:

يقول الدكتور تشابمان: “يجب أن نكون حذرين بشأن المبالغة في تقديم الهدايا ونحن بحاجةٍ إلى تقديم هدايا للأطفال مناسبة لسنهم ومفيدة لهم، بدلاً من مجرد تقديم ما يريدون”. كما يقول أن الآباء ينغرون بلغة تقديم الهدايا بدلاً من استخدام لغات الحب الأخرى، وهو أمر يلاحظه كثيرًا مع الأزواج المطلقين.

3. تكلّم معي

بالنسبة للأطفال الذين يستمعون باهتمام ويتحدثون بلطف، فإن تعبيرك للحب اتجاههم بالكلمات مهمة للغاية. إذا كان طفلك يفرح عندما تمدحه أو تقدم له ردود الفعل مشجعة مثل عندما تهمس في أذني “أمي، أنتِ أفضل أم!” ربما تكون تحبذ كلمات التأكيد.

عبر عن الحب بهذه الطريقة:

القليل من الكلمات على ورق ملاحظاتٍ في صندوق الغداء والرسائل أو حتى سوار به شيء كلمات مثل “بطلي” تعني الكثير لهؤلاء الأطفال. تقول أوبورن ديلي من سان فرانسيسكو إنها تنزل لمستوى طفلها الصغير وتحدق في عينيها وتقول: “أنت أفضل شيء في حياتي، أنت أهم شيء في حياتي”. يقترح الدكتور كارب الهمس بصوت عالٍ لدمية أو شخص بالغ آخر أو حتى طائر في الخارج عن أمر فعله طفلك بشكل جيد لأن الأبحاث تُظهر أننا جميعًا نؤمن بما سمعناه أكثر مما يقال لنا مباشرة.

على النقيض:

تتسبب الشتائم جرحًا عميقاً ويقول الدكتور تشابمان من المهم لهؤلاء الأطفال أن يسمعوا الكلمات “أحبك” بدون أي أن يتبعها زمر آخر مثل أن تقول “أحبك ، لكن …أو فتاة جيدة أو ولد جيد عندما …” والتي تعني أن حبك مشروط.

4. أنت تفعل ذلك من أجلي

أعمال الخدمة هي لغة الحب الأكثر غرابة، ولكن الأطفال الذين يتحدثون عنها يقدرون التلميحات المدروسة مثل شراء حلوى أوصنع عصيره المفضل. قد يتوسل لك لربط حذائه له وإصلاح لعبة مكسورة. ونتيجة لذلك فإن آباء هؤلاء الأطفال غالبًا ما ينتهي بهم المطاف بالشعور بأنهم خدم.

عبر عن الحب بهذه الطريقة:

الاحتمالات لا حصر لها مثل المساعدة في تغيير ملابس فيفيان البالغة من العمر 9 سنوات أو تدفئة ملابسها أولاً في المجفف في صباح بارد. ولكن مع نمو هؤلاء الأطفال من المهم تشجيعهم للاعتماد على الذات والتوقع منهم أن يفعلوا ما في وسعهم لأنفسهم في كل مرحلة من مراحل النمو. يقول الدكتور تشابمان إن أفضل خدمة يمكنك تقديمها تتمثل في تجربة طفلك تجربة جديدة جديدة وتعليمه خطوة بخطوة كيف يكون أكثر قدرة.

على النقيض:

يقول الدكتور تشابمان: “بالتأكيد لا يتعين عليك الموافقة عند كل طلب”. يجب أن تكون استجابتك مدروسه حتى لو كان لرفض طلب. واحترس من كيف تتراكم تلك الاستثناءات للقواعد. عندما أجد نفسي التقط حلوى فيفيان من الأرض واحمل حقيبة ظهرها إلى الباب من أجلها فيجب التوقف وإعادة المعايير.

5. تعال هنا! انظر إلى هذا

يشعر هؤلاء الأطفال بالقيمة الأكبر عندما تختار قضاء الوقت معهم. إن الطفل الذي كثيراً ما يقول، “شاهد هذا!” أو “العب معي” يتسول لوقت جيد. ستقول ابنة الدكتور تشابمان: “يا أبي ، تعال إلى غرفتي! أريد أن أريك شيئًا.”

عبر عن الحب بهذه الطريقة:

بالإضافة إلى كونكما سويًا فقط، قدّم اهتمامك الكامل. يصف الدكتور ماركهام هذا “بالوقت الخاص” ، ويقول إنه قد يكون قصيرًا ، لكن دع طفلك يختار النشاط. يقول سيدريك شوفيت ، من سياتل ، “كل واحد من أطفالي يتوسل الى حتى نتحدث. اقدم لهم دردشة بشكل منفرد عندما يستلقون على السرير قبل النوم”.

على النقيض:

يقول الدكتور تشابمان: “إذا كانت لغة حب طفلك هي وقت جيد، وطريقتك في ذلك بوضعها في غرفتها وعزلها فهذا عقاب شديد لها”. أيضًا لا تفترض أن قضاء وقت إضافي معًا يعني أنك بحاجةٍ إلى التخلي عن قائمة مهامك. حتى القراءة بجانب طفلك ستجعله يشعر بوجودك الدافئ.

على الرغم من أن الدكتور تشابمان يعتقد أن لغات الحب تشبه سمات الشخصية التي تبقى معنا مدى الحياة، فقد تتغير لغة الحب الخاصة بطفلك من مرحلةٍ إلى أخرى. قد ينمو الطفل الصغير الذي يحب الأحضان إلى طفل يحب المصارعة. الطفل الذي يستمتع بالمديح في مرحلةٍ ما قد يحتاج إلى المزيد من وقت.

مترجم من Parents