طفلك في المدرسة غير موفق وهذا يسبب لك القلق؟
تتجه بوصلة الوالدين عند بلوغ سن الدخول المدرسي لأبنائهم نحو تشجيعهم ومساعدتهم من أجل توفير المناخ المناسب لتفوقهم ونجاحهم.
add تابِعني remove_red_eye 22
بمنذ أن عمدت الدول لجعل التعليم حقًا لكل فرد من المجتمع من ذكر وأنثى بلغا سنًّا معينة وإنشاء المؤسسات التعليمية ومراكز التكوين لبلوغ هذه الغاية، أصبح للأسرة دور كبير في تنمية القدرات والمهارات والعادات التي تمنح لأبنائهم السبيل لبلوغ مستويات عليا لأن “تعلم الاستثمار” يبدأ من “الاستثمار في العلم”.
“فخورون بالنتائج التي تحصَّل عليها طفلنا”
كل العائلات التي تتسلم كشف النقاط الجيدة والمراتب الأولى لأبنائهم تسعد مع جوّ من الغبطة والسرور للنتائج التي تحصَّلوا عليها، لأنهم يعتبرون أنفسهم جزءًا من هذا النجاح -مثلما هو الحال هذه الأيام بالنسبة لنتائج الثلاثي الأول من السنة الدراسية- ويتفاخرون بتلك النقاط في محيطهم العائلي ووسط الأصدقاء مما يجعل الطفل يعيش أيامًا جميلة مع كثير من الشكر والثناء، وتبعث الطمأنينة في نفوسهم من مستقبل ابنهم الدراسي الذي يفتح له الأبواب نحو عالم العمل والمكانة الاجتماعية من مكتسباته العلمية.
ما هو سبب تفاوت النتائج بين التلاميذ؟
في الفقرة السابقة تعمَّدت الحديث عن النتائج الجيدة دون سواها، والسبب أن للقارئ تخيل الظرف النفسي والأجواء الحزينة في الأوساط العائلية التي تلقت كشوفات سيئة لأبنائهم وتبعات ذلك على الطفل بين تفاوت ردة فعل الأبوين بين ساخط وداعم، ولو أن الأصل هو عدم التوبيخ علَنًا أو بطريقة مؤذية، بل اعتماد أسلوب الترغيب من أجل تحسين هذه النتائج وليس أسلوب الترهيب الذي يُنَفِّر الطفل من الدراسة.
ردود أفعال سلبية على الآباء الحذر منها
على المربي أن يَعِيَ أن الفروق الفردية والمؤهلات العلمية المتفاوتة بين التلاميذ -ولو وفّرت لهم نفس الظروف مثلما هو الحال بالنسبة لأفراد الأسرة الواحدة- هي سنة الله في خلقه، وأن العلم رزق نسعى من أجل الحصول عليه بينما التربية مكتسبة، وللمؤسسة التعليمية والأسرة وحتى المجتمع دور كبير في تقديم فَرْد صالح للمجتمع ولكن هناك ردود أفعال تؤثر سَلْبًا على الطفل ويجب على العائلات تفاديها.
- التوبيخ المفرط والصراخ ونعت الطفل بألفاظ وعبارات سيئة أو تشبيهه بالحيوانات (للأسف) دون مراعاة مشاعره البريئة.
- مقارنة الطفل بأحد أقاربه أو أصدقائه لأن ذلك قد ينعكس سَلْبًا على إرادته إنْ شَعَرَ بالعجز في استدراك المستوى المطلوب.
- حرمانه من الاستمتاع بالعطلة مما يفقده الرغبة في مزاولة دروسه؛ لأنه سيستنتج أن هذه الأخيرة كانت سببًا في ذلك.
- تهديد الطفل بأن مستقبله مرهون بتفوقه الدراسي و بأن الأبواب كلها ستغلق في وجهه حال فشله في الدراسة.
- وضع أهداف تعجيزية للطفل بالنسبة لنتائج الفصل القادم وتكليفه بما لا طاقة له به.
- الوظائف النفسية والاجتماعية التي ينبغي أن تقدمها المدرسة للطلاب
- الجميع يدخل المدرسة فتميز عنهم بشيء!
كيف يمكنك مساعدة طفلك على استدراك مستواه؟
بدل توقف الأسرة عند عدم تفوق الطفل في الدراسة، علينا إيجاد الحلول والطرق الإيجابية التي تحفِّز الطفل للوصول إلى المستوى المطلوب لأننا في مرحلة البناء بالترغيب وليس الهدم بالترهيب وذلك من خلال:
- أن نعمل على تحبيب الطفل بالدراسة لا التنفير، فنكون القدوة الحسنة و الداعم والمعلم المثالي الأول في حياته.
- زرع الأمل و تقوية الإرادة و تأطيره بطريقة سلسة من أجل اكتشاف الطفل لقدراته لا التشكيك فيها.
- تنظيم أوقاته الدراسية دون إجهاده (بوضع برامج مكثفة أو دروس دعم قد لا نجد لها مبررًا في كثير من الأحيان).
- الحديث مع الطفل بنبرة هادئة من أجل اكتشاف الأسباب الخفية التي يمكن للطفل الاعتراف بها لو تواصلنا معه كما ينبغي.
- المراقبة المستمرة والتواصل مع إدارة المدرسة والمعلمين طيلة السنة حتى لا تأتي الحلول متأخرة.
الفرق بين #التعليم_المدرسي و #التنمية_البشرية أن فشلك المتكرر يسبب لك الطرد من #المدرسة بالنسبة للتعليم، بينما فشلك المتكرر هو أهم عوامل #النجاح في التنمية البشرية
عندما بدأت في كتابة هذا المقال وضعت العنوان من منطلق هذه التغريدة حتى لا يشعر الآباء بأن الدراسة هي السبيل الوحيد من أجل مستقبل زاهر لأبنائهم، بل هناك العديد من المجالات من فنون ورياضة وهذه المواهب تحتاج إلى اكتشافها ودعمها وتطويرها، وأن يعي الطفل والعائلة -على حدٍّ سواء- أن الفشل لا يعني التوقف وأن قطار الحياة ليس مرهونًا بمجال دون غيره
(وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ ..) (الآية 148 من سورة البقرة)
فللذين يفشلون عند البداية، بالله عليكم، هل لديكم حلٌّ آخر غير المثابرة والمواصلة حتى النهاية؟
add تابِعني remove_red_eye 22
مقال هام موجه لكل والدين حول التعليم
link https://ziid.net/?p=26274