من أول من وضع التقويم الهجري؟

كان العرب قبل الإسلام يؤرخون بأبرز الأحداث ،فأرخوا ببناء الكعبة، وعام الفيل، وحرب الفجار، حتى جاء عهد عمر بن الخطاب

128 قارئ

قصة التأريخ الهجري
أهمية التاريخ الهجري للمسلمين
شهور السنة الهجرية
لماذا أصبحت الدول العربية تستخدم التقويم الميلادي بدلًا من الهجري في معاملاتها الرسمية؟
الدول التي تتعامل بالتقويم الهجري إلي اليوم
إليك أيضًا

عرف العالم القديم العديد من التقويمات، كان من بينها التقويم الروماني، وقد عرف بهذا الاسم نسبة لتأسيس مدينة روما، والتقويم اليوناني، كما ظهر أيضًا التقويم الميلادي، نسبة إلي ميلاد السيد المسيح، ويعتمد في حسابه علي الشمس، والتقويم الهجري هو نظام يعتمد علي دورة القمر في تحديد الشهور، ويسمى بالتقويم الهجري، نسبة إلي هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويعد أشهر التقويمات الذي يستخدمها العالم هما التقويمين الهجري، والميلادي، غير أن هناك بعض البلدان الإسلامية لا تستخدم سوي التقويم الهجري، فما قصة وضع التقويم الهجري؟ ومن أول من وضعه؟ وما أهميته للمسلمين؟ وما الشهور الهجرية؟

قصة التأريخ الهجري

كان العرب قبل الإسلام يؤرخون بأبرز الأحداث، فأرخوا ببناء الكعبة، وعام الفيل، وحرب الفجار، حتى جاء عهد عمر بن الخطاب، وكان السبب في وضع التأريخ الهجري هو قول أبو موسي الأشعري لخليفة المسلمين عمر بن الخطاب أنه حينما يأتينا كتاب منك يأتينا بدون تاريخ، فجمع عمر بن الخطاب أصحابه يشاورهم في رغبته بوضع تأريخ للمسلمين، ولكنه لا يدري بأي حدث يؤرخ، فأشار عليه أصحابه أن يؤرخ بالبعثة النبوية، وأشار عليه آخرون بالهجرة، ففضل التأريخ بالهجرة وقال نؤرخ بالهجرة فهي فرقت بين الحق والباطل، وتشاورا أيضًا بأي الشهور تبدأ السنة الهجرية حتي وقع اختيارهم على شهر محرم، لأنه من الأشهر الحرم، وفيه يعود الحجيج.

وهناك رواية أخري عن سبب وضع التقويم الهجري جاء فيها أن أحد الرجال المسلمين عاد من اليمن، فقال إنهم في اليمن يؤرخون بيوم كذا من شهر كذا، فاستحسن هذه الفكرة خليفة المسلمين عمر بن الخطاب، وقال نضع تقويم للمسلمين، فأشار عليه أصحابه بالتأريخ بمولد الرسول، وأشار بعضهم بوفاته، فقال عمر بل نؤرخ بالهجرة. ليكون بذلك عمر بن الخطاب هو واضع التاريخ الهجري.

أهمية التاريخ الهجري للمسلمين

يعد التاريخ الهجري ذا أهمية كبيرة للمسلمين حيث يرتبط بكثير من الشعائر الإسلامية، مثل الصيام -حيث يصوم المسلمون شهر رمضان، وهو تاسع شهر في الشهور الهجرية- والحج، والذي يكون في شهر ذي الحجة، بالإضافة إلى أعياد المسلمون والتي ترتبط أيضًا بالشهور الهجرية، فعيد الفطر في شهر شوال، والذي يأتي بعد شهر رمضان، وعيد الأضحى في شهر ذي الحجة، لذلك اهتم المسلمون بالتقويم الهجري.

كما ترتبط بعض المعاملات الإسلامية أيضًا كالزكاة، وقد كانت كافة الشرائع والتكاليف التي كلف الله بها البشر منذ عهد آدم -عليه السلام- ترتبط بالأهلة(القمر)، لذلك نجد أن العرب كانوا يعرفون الأشهر الحرم، وهي: (ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، رجب) فحرموا فيها القتال -لذلك نجد أن العرب أطلقوا على الحرب التي قامت بين قبيلتي قيس وكنانة حرب الفجار؛ لأنها قامت في أحد الأشهر الحرم-.

ويبدو أن هذا التحريم كان من بقايا ما توارثوه من ملة إبراهيم وإسماعيل عليه السلام، فشرع الله واحد، منذ آدم وحتى محمد عليه الصلاة والسلام. فيخبرنا الله تعالى في كتابه الكريم أن هذه الأشهر الحرم معروفة منذ أن خلق الله السماوات والأرض، حيث يقول الله تعالى: ”إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ” وقد يستطيع أي شخص معرفة أول الشهر من منتصفه من آخره بمجرد النظر للقمر، ولكن الأمر مختلف في الشهر الميلادي لأنه مرتبط بالشمس.

وكان من حكمة الله تعالي على البشر أن تكون العبادات كالصيام والحج وفقًا للقمر، فتجد أن التكاليف الشرعية كالصيام والحج تأتي في كل أجواء السنة، وهذا من رحمة الله بعباده، فلا يستطيع مثلًا من يعيشون في أجواء أوربا شديدة البرودة أن يؤدوا فريضة الحج في الصيف، فيكون الشتاء فرصة لهم لكي يؤدوا الحج فيه، فهم لا يستطيعون تحمل صيف مكة، فهم لا يعرفون مثل هذه الـأجواء.

شهور السنة الهجرية

تتكون السنة الهجرية من اثني عشر شهرًا، حيث تبدأ بشهر محرم، وتنتهي بشهر ذي الحجة، وقد اختار العرب شهر المحرم ليكون بداية السنة الهجرية، حيث أن الحجاج كانوا يعودون من الحج في شهر محرم. شهور السنة الهجرية هي:

محرّم.
صفر.
ربيع الأوّل.
ربيع الثاني.
جمادى الأولى.
جمادى الآخرة.
رجب.
شعبان.
رمضان.
شوّال.
ذو القعدة.
ذو الحجّة.

لماذا أصبحت الدول العربية تستخدم التقويم الميلادي بدلًا من الهجري في معاملاتها الرسمية؟

بعدما دخل المستعمرون بلدان العالم العربي، فرضوا تقويمهم الميلادي في البلاد التي احتلوها، فظل هذا التقويم هو المتعامل به طوال فترات الاحتلال، وحتى بعد خروج المحتلين ظلت هذه البلدان تستخدم التاريخ الميلادي، فلم تعد تستخدم التاريخ الهجري كتاريخ للمعاملات الرسمية في البلاد، وكان ذلك أثرًا من الآثار التي خلفها الاستعمار على البلدان العربية.