من هم سيدات نساء العالمين؟

للنساء نصيب كبير في الحضارة والدين الذي وصلنا إليه، ولم يهمل أبدًا الرسول الحديث عن الملهمات سيدات العالمين

121 قارئ

مريم ابنه عمران
ولادة عيسى بن مريم
السيدة خديجة بنت خويلد
السيدة فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
إليك أيضًا

شهد المجتمع الإسلامي في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عدد من النساء كانوا من أعظم نساء العالم، فكن المثل والقدوة الحسنة، ولكن وعلى الرغم من فضل هؤلاء النساء نجد بعضًا منهن قد احتللن مكانة كبيرة ليصبحن سيدات نساء العالمين، وقد أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن خير نساء العالمين أربعة، فمَن هم إذًا سيدات نساء العالمين؟

مريم ابنه عمران

كانت زوجه عمران -كان آل عمران من البيوت المعروفة في بني إسرائيل بالإيمان، وقد اصطفى الله تعالى آل عمران، كما اصطفى آدم عليه السلام، وآل إبراهيم- لا تلد، فأخذت تدعو الله كثيرًا أن يرزقها الولد، وقد نذرت أن تهب هذا الولد لخدمة بيت المقدس، ولكن امرأة عمران ولدت بنتاً، وأسمتها مريم، وكان أبوها قد مات وهي في بطنها أمها، لذلك قدم بعض الناس من قومها يعرضون عليها كفالة مريم، ولما كثر عدد الذين يريدون أن يكفلوا مريم قرروا الاقتراع، فقاموا بإلقاء أقلامهم في النهر علي أن يكون صاحب القلم الذي يستقر في النهر دون أن تجرفه المياه هو الذي يكفل مريم، فوقعت القرعة على نبي الله زكريا، فكفلها زكريا وهو زوج خالتها، لتتربى مريم على يد نبي من أنبياء الله، وتعيش حياتها في بيت المقدس.

عاشت مريم في بيت المقدس، وكان الله يرزقها بكل أنواع الطعام، وكان زكريا كلما دخل عليها المحراب يجد عندها رزقًا كثيرًا، فيسألها من أين لكِ بكل هذا فتجيبه أنه من عند الله، وكانت هذه آية من الأيات التي أعطاها الله تعالى لمريم بنت عمران.

ولادة عيسى بن مريم

بشرت الملائكة مريم بأنها سوف تنجب ولدًا سوف يكون نبيًّا لبني إسرائيل، ولكن السيدة مريم تعجبت من تلك البشارة فكيف تنجب وهي لم تتزوج، فأخبرتها الملائكة أن ذلك أمر الله الذي يقول للشيء كن فيكون، وعندما حانت ساعة الولادة فجر الله تعالى نهرًا بجانب السيدة مريم لتشرب منه، كما أمرها أن تهز النخلة التي بجوارها تساقط عليها رطبًا جنيًا، وبعد الولادة أخذت طفلها وذهبت به إلي قومها، وقد استنكر عليها قومها قدومها بطفل، ولكنها أشارت إلى ذلك الطفل، فكانت معجزه الله تعالى حيث أنطق عيسى بن مريم ليقول لقومه إن الله هو الذي خلقه وجعله نبيًّا لبني إسرائيل، فظهرت براءة مريم أمام قومها.

لما كبر عيسى عليه السلام، وبدأت علامات النبوءة تظهر عليه بدأ بنو إسرائيل يفكرون في التخلص منه ومن أمه، لذلك هاجرت مريم بابنها من فلسطين إلى مصر عندما خشيت عليه من اليهود، وظلت بمصر فترة من الزمن، إلى أن أمر الله تعالي عيسى وأمه بالعودة إلى فلسطين ليبلغ رسالته، ولكن اليهود حاولوا قتله فرفعه الله إليه، وقد ماتت مريم بعد رفع عيسى -عليه السلام- إلى السماء بوقت ليس بطويل.

آسيا بنت مزاحم

كانت آسيا هي زوجه فرعون، وكانت هي التي تلقت سيدنا موسى من اليم عندما كان رضيعًا، فطلبت من فرعون ألا يقتله، لتتخذه ولدًا، فربته وأحبته، فصار بمنزلة ولدها، وكان دائمًا ما تدافع عنه عند فرعون، وعندما جاء موسى -عليه السلام- بالرسالة صدقته وأمنت به، ولما علم موسى بإيمانها قام بتعذيبها، وقد خيَّرها بين العذاب وتكذيب موسى، فاختارت ،ن تتحمل العذاب، على الرغم من أنها كانت تعيش في رغد من العيش في قصر الملك، وهي زوجة الفرعون، والكل يخدمها، لكن كل ذلك لم يغرها، وقررت الثبات على الإيمان، لتصبح آسيا بذلك واحده من سيدات نساء العالمين. وكانت تدعو الله أن يجعل لها بيتًا في الجنة وقد ضرب الله بها المثل في الإيمان في كتابه الكريم، فقال تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ).

السيدة خديجة بنت خويلد

السيدة خديجة بنت خويلد هي زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهي أم جميع أولاده -ما عدا إبراهيم الذي أنجبته ماريا القبطية-، وقد ساندت السيدة خديجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منذ بداية دعوته، فعندما نزل عليه الوحي لأول مرة وعاد إلى بيته خائفًا، وهو يقول زملوني زملوني، أخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، ليخبره بأنه سوف يكون نبي هذه الأمة.

وعندما حاصر المشركون المسلمون في شعب أبي طالب، كانت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبني هاشم، وعانت ما عانوه من جوع ومرض، وبعد انتهاء الحصار بفترة مرضت السيدة خديجة وتوفيت، وكانت وفاتها بعد وفاة عم النبي، لذلك أطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ذلك العام عام الحزن، وكان ذلك قبل هجرة الرسول والمسلمين إلى المدينة بثلاث سنوات.

السيدة فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

هي ابنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من زوجته خديجة، ولدت فاطمة قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بحوالي خمس سنوات، تزوجت فاطمة من علي بن أبي طالب، ابن عم رسول الله، وأنجبت الحسن والحسين، وكانت السيدة فاطمة -رضي الله عنها- أحب أهل بيته إليه -صلى الله عليه وسلم-، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين تدخل عليه فاطمة، يقوم لها ويقبل رأسها ويجلسها مكانه، وكانت فاطمة أشبه الناس برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكانت أول من ماتت بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أهل بيته.