الظواهر غير المرصودة داخل المدرسة
كثير من الأفعال الإدارية بالمدرسة هي متأثرة بالمجتمع الذي تقع فيه المدرسة فإذا كان المجتمع متشددا، تشددت المدرسة، وإذا انحل انحلت.
add تابِعني remove_red_eye 93
السلوكيات الخفية أو غير المرصودة داخل المجتمع يمكن ملاحظتها عند الذين لم يألفوها، وأعني بهم الزوار والسواح. أنا كفرد من مجتمع قد استغرب في حال زرت بلدة ووجدت الطيور تسير دون أن يتعرض لها أحد في جنبات الطريق لأن هذا خلاف ما كنت أراه أمامي في مجتمعي. وكذلك قد اتضايق إذا زارني سائح في بلدتي وأراد امتطاء خيل ليسير في الشوارع بين السيارات .
شخصيًّا لا يمكنني أن أكتشف مدى نظافة مجتمعي من عدمه فالمسألة نسبية فقد أتغاضى عن الزجاجات المرمية والأشجار المغبرة لأرى أن النظافة تتمثل في عدم وجود مياه بالطريق لا غير. لكن أي زائر غريب للبلدة يمكنه إعطاء تقييم مختلف لدرجة نظافة مجتمعي كون عينه ترى أشياء جديدة سواء كانت سلوكيات غير نظيفة أو سلوكيات نظيفة بشكل مبالغ فيه أو تصرفات تغاضيت عنها لكنه لن يفعل.
أنت إذا زرت منطقة ما ووجدت لافتات في مغاسل السيارات تنبهك إلى ضرورة عدم ترك أغراضك الشخصية فهذا قد يرشدك إلى سلوك اجتماعي اسمه السرقة الشائعة، وإذا دخلت سوبر ماركت ووجدت لافتة تعني بضرورة عدم التدخين داخل السوبر ماركت فهذا يعني أن هناك من سنّ هذا السلوك المشين وحاول تجاوز الأنظمة في هذا المجتمع. هذه اللافتات والقوانين ينبغي على السواح الانتباه لها لأنها تغني عن تجارب اجتماعية كثيرة فلا حاجة لك بعدها إلى السكن في هذا المجتمع لمعرفة هذه السلوكيات.
في التشيك بدأ السكان يتذمرون من السواح العرب الزاحفين على جمهورية التشيك لغرض العلاج. هؤلاء السواح يقومون برمي علب البلاستيك والأوساخ في الأماكن العامة كما أن التشيكيين بدءوا يشتكون من جيرانهم العرب الساكنين مؤقتا لأنهم يسهرون وعادة السهر في أنصاف الليل لم يألفها التشيكيون (على حد علمي).
عند عمل إسقاط لهذه الفرضيات الاجتماعية الجميلة على مدارسنا فسنجد أننا نوثق سلوكيات بالمدرسة لم يألفها الغرباء. على إدارة المدرسة الانتباه لهذا الأمر، فهناك تصرفات أو لافتات أو طرق في التعامل تنبأ الزائر بماهية الطريقة الاجتماعية التي يسلكها أفراد هذه المدرسة.
في تلك المدرسة وعندما تدخل من البوابة تجد لافتة بها العقوبات التي ستصدر من الطلاب في حال مشاغبتهم؟ أي زائر للمدرسة سيحكم فورًا بأن الطلاب مشاغبون بشكل كبير – تسير قليلًا فتجد عبارات مثل يمنع منعًا باتًا– وعبارة أخرى تحمل تنبيهًا وتحذيرًا، مثل: هذه التصرفات تعينك على فهم الخطة التي تسير عليها المدرسة.
لنعرج قليلًا خارج الموضوع
هناك العلاج بالملاحظة، والإرشاد بالملاحظة، والكذا بالملاحظة. فأما الإرشاد بالملاحظة فهو أن يلاحظ المرشد الطلابي أن هناك من الطلاب من يسير وهو يرتعش أو طالب آخر يخاف الدخول لغرفة المعلمين، وطالب ثالث يكثر دخول الحمام. هذه الملاحظات تؤخذ كلها بعين الاعتبار فهي باب لما هو بعده.
العلاج بالملاحظة كالعلاج الأسري فعندما يطلب المعالج أسرة ما لغرض التعرف عليها فإنه يضع الكراسي بجانب بعضها لكنه يكتشف أن الزوج أخذ أبعد كرسي بعيدًا عن زوجته، يكتشف المعالج أن ثمة سوء تفاهم حصل بين الزوج وزوجته، او أن هناك تباعدًا عاطفيًّا بينهما.
عودة إلى مجتمع المدرسة
نحن كأفراد بالمدرسة يجب علينا أن نعرف أن الزائر لديه عين وأذن فيرى ويسمع ويبني ملاحظاته بناء على مايحدث؛ لذا ينبغي إعادة النظر في لافتاتنا التي نضعها، وكذلك طريقة ترتيب غرفنا الإدارية والتعليمية؛ لنعيد النظر في أوراقنا وسجلاتنا.ةأنا كمعلم لطالما حكمت على مدارس من أول 4 أمتار أعبرها في تلك المدرسة.
كثير من الأفعال الإدارية بالمدرسة هي متأثرة بالمجتمع الذي تقع فيه المدرسة فإذا كان المجتمع متشددًا، تشددت المدرسة، وإذا انحل المجتمع انتقل الانحلال للمدرسة. الطريقة العسكرية التي يتعامل بها الناس والتي تتواجد حتى في البيوت فتعتمد قانون: لا أريكم إلا ما أرى، هي نفسها تتسلل للمدارس فيتبناها المدير مع المعلمين والمعلمون مع الطلبة والطلبة ينقلونها لمن هو أصغر منهم. لكن لن يلاحظ هذا سوى شخص جاء من بعيد.
أحد المعلمين تم توجيهه إلى مدرسة وذهب إليها ووجد على سور المدرسة عبارات وكتابات سيئة جدًّا فلم يتمالك نفسه وطلب تغيير تلك المدرسة فالسور كان كعنوان الكتاب الذي قد يعفيك عن شرائه.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 93
مقال يتحدث عن تصرفات إدارية غير مسؤولة قد تؤثر على سمعة المدرسة
link https://ziid.net/?p=85599