الانقراضات الجماعية التي شهدتها الأرض
يعتقد العلماء أنّ الأرض شهدت خمسة انقراضات جماعية، وأننا نعيش في عصر الانقراض الجماعي السادس
add تابِعني remove_red_eye 13,687
يعتقد العلماء أنّ الأرض شهدت خمسة انقراضات جماعية، وأننا نعيش في عصر الانقراض الجماعي السادس. في زمننا هذا، يعيش على كوكب الأرض ملايين الأنواع المختلفة، حتى إنّ هناك كائنات وسلالات لم يصل إليها علمنا بعد، وهناك أيضًا الكثير والكثير من حالات الانقراض للكائنات الأخرى والتي شهدها الإنسان بنفسه، حتى إنّ أصابع الاتهام تشير إلى البشر بشأن هذه الانقراضات. لكن إذا كانت الأرض تضم هذا العدد الهائل من الكائنات الحية، ماذا عن العصور السابقة؟
الإنسان بريء من الانقراضات الجماعية الخمس
بعدما سكن الإنسان الأرض، سعى بشتى الطرق من أجل بناء الحضارات وإحداث ثورة علمية ضخمة تساعده على كشف المجهول الذي يثير فضوله. وبذلك تطورت العلوم المختلفة مثل: علم الأحياء والحفريات، وقد ساعدا في كشف الستار عن تلك الانقراضات الجماعية التي لم يشهدها الإنسان، حتى إنه بريء منها، والجدير بالذكر أنّ هذه الانقراضات الجماعية الخمس قد تسببت في فقدان الأرض لأكثر من (75%) من الأنواع كما أوضح السجل الأحفوري العالمي، ويُعتقد أنّ أغلبها كان يحدث بسبب التغيرات المناخية. والأدهى من ذلك كله، أنّ العلماء يرجحون أننا في عصر الانقراض الجماعي السادس.
الانقراضات الجماعية الكُبرى التي حدثت على سطح الأرض
انقراض الأوردوفيشي – السيلوري
وهو الانقراض الجماعي الأول. حدث هذا الانقراض –حسب أبحاث العلماء– منذ حوالي 444 مليون سنة، وخلال هذا الانقراض، فقدت الأرض ما يقرب من (86%) من مختلف أنواع الكائنات الحية التي عاشت على الأرض في ذلك الوقت، يشير العلماء إلى أنّ المناخ القاسي هو أكثر الأسباب المنطقية لهذا الانقراض. إذ أشارت الدراسات إلى تعرض الأرض لانخفاض في درجات الحرارة نتيجة زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون أثناء ذلك الوقت، وهذا بدوره تسبب في إزالة عدد هائل من الأنواع النباتية من سطح الأرض. كما انخفض مستوى سطح البحر، ونتيجة لذلك تكونت جبال الأبلاش المعروفة اليوم.
الانقراض الديفوني المتأخر
حدث هذا الانقراض منذ حوالي (375) مليون عام، وتشير أغلب التقديرات إلى أنّ الأرض فقدت عددًا هائلًا من الكائنات الحية يُقدر بحوالي (75%)، ولكنه أقل مقارنة بما فقدته أثناء الانقراض الجماعي الأول. لقد استطاعت هذه الكائنات النجاة من الانقراض الأوردوفيشي، ولكنها لقت مصرعها في هذه المرة. ويعتقد أنّ السبب وراء ذلك هو ظهور نباتات برية متطورة سيطرت على الكوكب أثناء العصر الديفوني، كان لهذه النباتات جذور عميقة تحت سطح الأرض، والتي أطلقت مغذيات في المحيط مما أدي في النهاية إلى تكاثر الطحالب التي تمتص الأكسجين من الماء، وهذا بدوره قد أثر بشدة على بقية الكائنات البحرية التي تعرضت للخنق، حتى يُقال إنّ أغلب هذه الأنواع التي رحلت أثناء هذا الانقراض من الحيوانات والكائنات البحرية.
الانقراض البرمي الترياسي
وهذا هو الانقراض الجماعي الثالث، أو كما يسمونه “الموت العظيم”، فقدت الأرض خلاله حوالي (96%) من الأنواع المختلفة، إنه لرَقْمٌ مذهل، أليس كذلك؟ لقد حدث هذا الانقراض منذ ما يقرب من (251) مليون عام. ويُصنفه العلماء على أنه أسوأ انقراض شهدته الأرض على الإطلاق. وفقدت الأرض الشعاب المرجانية التي عاشت في تلك الحقبة، وهي مختلفة تمامًا عن الشعاب الموجودة اليوم.
يرجح العلماء أنّ السبب الرئيسي وراء هذا الانقراض هو ثوران بركاني كارثي حدث بالقرب من سيبيريا، وأدى لزيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض، أدى ذلك إلى استجابة البكتيريا المولودة للميثان، مما حَفزها على إنتاج المزيد من الميثان، وبالتالي زادت نسبة الغازات الدفيئة وارتفعت درجة الحرارة للكوكب، إضافةً إلى ارتفاع درجة حموضة المحيطات وركودها، اجتمعت كل هذه العوامل سويًّا من أجل إحداث هذا الانقراض العظيم، والذي يصفه أحد العلماء بأنه قد أعاد الحياة للوراء (300) مليون عام.
الانقراض الترياسي الجوراسي
وهذا هو الانقراض الجماعي الرابع، وحدث في نهاية العصر الترياسي منذ حوالي (200) مليون سنة، وخلال هذه الفترة، فقدت الأرض حوالي (80%) من الأنواع، وقد وجد العلماء بعض الحفريات لحيوان له أسنان غريبة، وفي ثمانينيات القرن الماضي. عُثر على أحفورة سليمة له في أسكتلندا، اتضح فيما بعد أنه نوع من الثعابين، وقد تكوّن هيكله من الهيدروكسيباتيت، وهو معدن غني بالكالسيوم، وهو من أحد المكونات الرئيسية للعظام والأسنان التي يمتلكها البشر اليوم.
بالرغم من فقدان الأرض لعدد هائل من الأنواع خلال ذلك الانقراض، إلا أنّه لا يوجد سبب واضح لهذا الانقراض حتى يومنا هذا، وهو يعد أكثر الانقراضات الجماعية غموضًا في التاريخ.
انقراض العصر الطباشيري
وهو الانقراض الجماعي الخامس، وأكثر الانقراضات صيتًا، كيف لا وقد أودى بحياة أكثر الحيوانات إثارة للجدل، وهي الديناصورات. حدث هذا الانقراض منذ حوالي (66) مليون عام، فقدت الأرض خلاله حوالي (76%) من الأنواع الموجودة، أشهرها الديناصورات، ويعتقد العلماء أنّ السبب وراء هذا الانقراض هو النشاط البركاني، إضافة إلى تغير المناخ، وكانت الضربة القاضية هي اصطدام كويكب بالأرض مما أدى إلى القضاء على الديناصورات.
هل الإنسان بريء من الانقراض الجماعي السادس؟
شهدت هذه الأرض العديد من الانقراضات الجماعية كما شاهدنا، ويعتقد العلماء أننا الآن في عصر الانقراض الجماعي السادس! بالرغم من التقدم التكنولوجي الهائل الذي وصل إليه البشر حتى هذا اليوم، إلا أنّه كما يُقال، لكل شيء ضريبة، فبسبب هذا التقدم الهائل في التكنولوجيا والصناعة، زادت الكوارث الطبيعية التي تسبب فيها الإنسان بيدٍ خفية، إضافةً إلى انقراض عدد هائل من الأنواع بسبب عدم حكمة البشر أو سوء تعاملهم معها، هذا كله أثر على البيئة بشكلٍ ما أو بآخر، كما ألقى حجارة البدء في عصر الانقراض الجماعي السادس، فربما يحدث هذا الانقراض بسبب وباء مثل كورونا أو كارثة طبيعية أخرى تفاجئنا بها الأرض التي دمرها الإنسان، لذا على البشر أخذ الحيطة، ولا ينافسوا الأرض أو الطبيعة، لأنها معركة محسومة. وفي هذه الحالة، فالإنسان ليس بريئًا.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 13,687
يُقال إنّ الإنسان بريء من الانقراضات الجماعية الخمس الماضية، لكن ماذا عن الانقراض السادس الحالي؟
link https://ziid.net/?p=74008