إجلاء بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة عن المدينة المنورة
لم يلتزم اليهود بالعهود التي أبرمها معهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم–، فقرر رسول الله –صلى الله عليه وسلم– معاقبتهم
add تابِعني remove_red_eye 20,905
كانت قبائل بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة يعيشون في المدينة قبل هجرة الرسول –صلى الله عليه وسلم– إليها، وبعد مجي الرسول –عليه السلام– والمسلمين إلى المدينة تم وضع وثيقة بين الفريقين لتنظيم التعايش بين كلا الفريقين في المدينة، ولكن اليهود نقضوا عهدهم مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم–، فأجلاهم الرسول –صلى الله عليه وسلم– إلى المدينة. ولكن ماذا حدث مع كل قبيلة من قبائل اليهود؟ وكيف أجلاهم الرسول –صلى الله عليه وسلم– من المدينة؟ وما الأفعال التي فعلوها ليستحقوا الطرد من المدينة؟
لم يلتزم اليهود بالعهود التي أبرمها معهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم–؛ فكانوا يحاولون الإيقاع بين الأوس والخزرج بعد أن وحد الإسلام صفوفهم، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل، كما حاولوا ألحاق الضرر الاقتصادي بالمسلمين، فاحتكروا السلع، واحتكروا السوق من أجل أن يسيطروا على اقتصاد المدينة.
ولكن رسول الله –صلى الله عليه وسلم– جعل المسلمين يتخذون سوقًا بديلًا عن سوق اليهود، كما حررهم أيضًا من اليهودي الذي كان يبيع لهم الماء، فاشترى عثمان بن عفان –رضي الله عنه– البئر من اليهودي، ووهبه للمسلمين، وفي غزوة الأحزاب تحالف اليهود مع المشركين وحرضوهم على قتال المسلمين، فقرر رسول الله –صلى الله عليه وسلم– معاقبتهم؛ فأجلاهم الرسول من المدينة قبيلة تلو الأخرى على النحو التالي:
1. بنو قينقاع
كان يهود بني قينقاع أول قبائل اليهود التي نقضت عهدها مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم–، فعلى الرغم أن بنود الوثيقة كانت تنص على ألا يؤذي أحد من المسلمين أحدًا من اليهود، وكذلك لا يؤذي أحد من اليهود أحدًا من المسلمين، فإن أحد تجار بني قينقاع قد نقض هذا النص.
في يوم من الأيام ذهبت امرأة من المسلمين إلى أحد تجار حلي من بني قينقاع –وكانوا معروفين بصنعة وتجارة الحلي– لتبتاع من حلي، فطلب منها اليهودي أن تكشف وجهها ولكن المرأة المسلمة رفضت، فقام اليهودي ورفع طرف ثوب المرأة إلى ظهرها دون أن تشعر، فلما قامت المرأة انكشفت عورتها، فصرخت المرأة، فلما سمعها رجل من المسلمين قام بقتل اليهودي، فاجتمع يهود بني قينقاع على المسلم فقتلوه، فأصبح هناك دية بين أهل الرجل المسلم واليهودي، وكادت أن تقوم فتنة كبيرة في المدينة المنورة.
موقف رسول الله –صلى الله عليه وسلم–
كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم– قد حذر يهود بني قينقاع كثيرًا بعدم نقض عهدهم مع المسلمين، فعندما سمع رسول الله بما حدث مع المرأة، وقتل الرجل المسلم قرر معاقبة بني قينقاع بإجلائهم عن المدينة، وبالفعل اجتمع جيش من المسلمين لمحاربة يهود بني قينقاع، علي الرغم من أن بني قينقاع أصحاب حصون وقلاع وسلاح، لكن ذلك لم بفت من عضد المسلمين، فكانت الدولة الإسلامية قد ثبتت دعائمها اقتصاديًّا وعسكريًّا بعد غزوة بدر، فحاصروهم لمدة خمسة عشر يومًا، وقذف في قلوب بني قينقاع الرعب، فنزلوا علي حكم رسول الله –صلى الله عليه وسلم–، وكان حكم رسول الله فيهم هو الخروج عن المدينة، فلم يبق أحد من يهود بني قينقاع في المدينة منذ ذلك الوقت.
2. بنو النضير
بعد غزوة أحد وما حدث للمسلمين في هذه الغزوة تجرأ يهود بني النضير تجرأوا على المسلمين، فأخذوا يتعاونون مع المشركين ضد المسلمين، وكانوا يفكرون في المكر بالمسلمين، وفي يوم من الأيام ذهب رسول الله –صلى الله عليه وسلم– لبني النضير يطلب منهم أن يساعدوه في دفع فدية الرجلين الذين قتلهم عمرو بن أمية الضمري، فـتظاهروا بالموافقة على طلب رسول الله –وكانوا يخفون نيتهم في قتل رسول الله–.
وقالوا له نفعل يا أبا القاسم، وطلبوا من رسول الله –صلى الله عليه وسلم– أن ينتظرهم حتى يأتوا بالمال، فجلس رسول الله ومعه أبو بكر وعمر –رضي الله عنهما– تحت بيت من بيوتهم، وكانوا يهود بني النضير يبيتون نية قتل رسول الله –صلى الله عليه وسلم–، فلما رأوه جالسًا تحت بيت من بيوتهم قرروا أن يلقوا حجارة عليه من فوق المنزل لقتله، ولكن الله تعالى أخبر نبيه، فخرج من عند بني النضير، ورجع إلى المدينة.
موقف رسول الله –صلى الله عليه وسلم–
وبعث رسول الله –صلى الله عليه وسلم– برسالة لبني النضير جاء فيه: “اخرجوا من المدينة ولا تساكنوني بها، وقد أجلتكم عشرًا، فمن وجدت بعد ذلك بها ضربت عنقه”، وفي البداية استجاب بنو النضير لقول رسول الله، ولكن ذهب إليهم رأس المنافقين عبد الله بن أُبي، فطلب منهم ألا يخرجوا، ووعدهم أنه سوف يساندهم هو ومعه ألفان من اليهود، فصدقه بنو النضير، فكان ردهم على رسول الله –صلى الله عليه وسلم– وسلم بأنهم لن يخرجوا من المدينة أبدًا.
ولما علم رسول الله –صلى الله عليه وسلم– قرر حصارهم، ودام الحصار لمدة ست ليال، وقيل خمسة عشر، وتخلى عنهم عبد الله بن أُبي، وجميع اليهود فلم يساندهم أحد، ولما ضاق عليهم الخناق طلبوا الاستسلام فخرجوا من ديارهم، وكان حكم رسول الله فيهم أن يتركوا السلاح فلا يحمل أحد منهم سلاحًا وهو خارج من المدينة، ولهم أن يأخذوا قدر ما يحمله بعيرهم، وبالفعل خرج بنو النضير عن بكرة أبيهم، وتوجهوا إلى خيبر، وإلى الشام، وقد أخذ المسلمون ديارهم، وأسلحتهم. وبذلك تكون ثاني قبائل اليهود في المدينة قد تم إجلاؤهم.
3. بنو قريظة
بعد خروج المسلمين من المدينة لمحاربة المشركين في غزوة الأحزاب(الخندق)، وتركوا اليهود في المدينة، نقض اليهود عهدهم مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم– بحماية المدينة حتى يعود الرسول والمسلمين، بل وتحالفوا مع الأحزاب (المشركين الذين جاءوا لقتال المسلمين)، ولما علم رسول الله –صلى الله عليه وسلم– بخيانة اليهود، أرسل أحد الصحابة لكي يتبين من ذلك الخبر.
ولما تأكد رسول الله –صلى الله عليه وسلم– من خيانة اليهود عزم على محاربتهم بعد انتهاء الغزوة، وبعد نصر الله على الأحزاب، وعودة المسلمين إلى المدينة أمرهم الرسول –صلى الله عليه وسلم– ألا يضعوا أسلحتهم، فقال لهم لا نصلين العصر إلا في بني قريظة، وبالفعل اتجه الرسول والمؤمنون إلى بني قريظة، وفرضوا عليهم الحصار إلى أن طلبوا الاستسلام، فحكم رسول الله فيهم سعد بن معاذ وكان من حلفائهم، فحكم بقتل رجالهم، وسبي نسائهم وأطفالهم، وتوزيع ممتلكاتهم على المسلمين، وبذلك تكون طويت صفحة الوجود اليهودي في المدينة المنورة.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 20,905
مقال مثير حول علاقة القبائل اليهودية بالإسلام والمسلمين
link https://ziid.net/?p=92972