مفهوم زيادة الحمل التدريجي، وعن مدى قابلية تطبيقها في باقي شؤون الحياة!
إضافة تقنيات جديدة ومغايرة يساعدك في التحسن المستمر والذي سيقودك في نهاية المطاف نحو أهدافك المرجوة بعيدة الأمد.
add تابِعني remove_red_eye 16,627
هناك مفهوم في رياضة رفع الأثقال يسمى (progressive overload) ويعني مترجمًا للعربية، زيادة الحمل التدريجي، والتي تعني زيادة قوتك بشكل مدروس، ومتأن، وغير مستعجل، وذلك في الأوزان، أو المعدات، أو الجلسات، مما يسهم في التطور العضلي، والوقاية من الإصابات وفي ظني بأن هذا المفهوم لم يأخذ حقه في عالم الرياضة، لأن هذا الشيء البسيط، وغير المستعجل في نتائجه في اعتقادي بأنه أهم عاملا لا يضع ضغطا شديدا عليك، لتتطور بشكل غير اعتيادي لاحقا.
الرياضة والحمل التدريجي
فمثلا لو التزمت بفترة طويلة في النادي الرياضي، ولنقل بأنك تقوم بالتمرين وذلك لاستهداف منتصف الصدر وبدأت بالصدر المستوي، فمن المفترض أن تكون زيادتك مدروسة، ومسجلة، وأن تكون مهيأ لهذه الزيادة، فلو كان الوزن الذي تقوم بحمله هو ٧٠ باوند (٣٥ باوند في كل جهة) وذلك في ٣ جلسات ولنقل إنه بإمكانك أن تكون بها في ١٠ عدات متتالية وذلك قبيل الفشل العضلي بعدتين أو ثلاث عدات ليكون مجمل الحمل الذي أضفته لجسمك هو (٣*١٠*٧٠ = ٢١٠٠ كعدد مجمل يضرب الجلسات في العدات في عدد العدات).
يجب أن يكون هناك تطور بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع وذلك بزيادة عدة واحدة كأن تكون ١١ عدة بدلا من عشر عدات، أو كان تلتزم بنفس العدات (١٠) مع إضافة جلسة إضافية لتكون أربع جلسات بدلا من ٣ جلسات، أو أن يكون آخر حل لك هو زيادة الحمل في الوزن ليكون المجمل بعد أسبوعين (٤*١٠*٧٠ = ٢٨٠٠ كعدد مجمل أضيف له جلسة إضافية) أو (٣*١١*٧٠ = ٢٣١٠ كعدد مجمل أضيف له عدة إضافية)
وعليها فقس حتى نهاية الجدول بعد ٣-٦ أشهر سواء كان تضخيمًا أو تنشيفًا، هذه الطريقة سوف تسهم وبشدة في خلق توتر على الجسم، يجعله بالضرورة ينمو عضليًّا لمقاومة هذا الضغط الذي وقع عليه، وتلافيًا لمرحلة التعود الذي يصل لها الجسم ليتوقف نموه العضلي ويسمى plateau.
هذا المفهوم الذي أجده مهم جدًّا في عالم الرياضة، والذي جعلني أؤمن فيه جدًّا بعد سقطات كثيرة، وأخطاء جمّة، وأساليب غير مجدية، هي في حقيقة الأمر ما أقوم به في باقي شؤون حياتي، سواء كانت في إطار العمل، أو الروتين اليوم، أو في تلك المتعلقة في تطوير المهارات.
الاستثمار والحمل التدريجي
ولعلي أبدأ في طريقتي في الاستثمار، لا يوجد لدي أيُّ تجربة سابقة في عالم المال والأعمال، غير محاولات قليلة، وبائسة لا تصل أن تكون ناجحة، بشكل شهري أستقطع جزءًا يسيرًا من راتبي لأستثمر به، فمن الخطأ الشنيع أن تستقطع راتبك وتبقيها في صورة (الادخار) السلبية، والتي تعني زكاتك لها سنويًّا، ويضاف لها التضخم السنوي الذي يقدر ب ٤٪، فمن خلال متابعتي لأحمد الصبان في تويتر وهو الطبيب المهتم في عالم الأسهم، قام مشكورًا في إعداد قائمة متعلقة بالسوق المحلي في الأسهم (السعودي) والسوق العالمي (الأسهم الأمريكية)، وبتقسيم جميع أجزائها (البنوك، البتروكيماويات، صناديق الريت، شركات النمو… إلخ)
وقد جعلت أحد تغريداته مرجعًا رئيسيًّا لي لأستثمر مبلغًا ثابتًا محددًا (١٠٠٠ ريال) شهريًّا لشركة معينة لأستثمر بها بالترتيب وفقًا للجدول الذي وضعه لذلك، هذه الطريقة الثابتة والمستمرة تعني أنه سنويًّا سوف تكسب (٨-١٠٪ سنويا) وهو مبلغ وإن كان هامشيًّا وبسيطًا إلا أن تأثيره المتراكم ولنقل عقب ٢٥-٣٠ سنة يعني مبلغًا يستحق هذه الاستمرارية وهو بنظري (تطور مستمر progressive overload)، أود التنبيه بأن أي شركة في سوق الأسهم السعودية هي من تقوم بإخراج الزكاة عنك في كل سنة، لذا ليس عليك أن تفكر في إخراجها عنهم.
القراءة والحمل التدريجي
هذا المفهوم أيضًا أطبقه في جوانب أخرى، منها القراءة، وذلك بشكل (قليل، مُستمر) قراءتي إن كانت في الروايات فقد تتراوح ما بين ٢٠-٣٠ صفحة باليوم الواحد، وهذا يعني إنهائي لما يقارب ١٧٥ صفحة في الأسبوع وهو ما يعادل أيضًا قراءتي (كتاب/ كتابين) في الشهر الواحد لكتاب عدد صفحاته ٣٥٠ صفحة، أما إن كان كتاب في غير الرواية تكون قراءتي لما معدله ٥-١٥ صفحة في اليوم، وهو يعني إنهائي لما يقارب ٧٠ صفحة في الأسبوع وهو ما يعادل أيضا قراءتي (لكتاب واحد شهريًّا) يبلغ عدد صفحاته ٢٨٠ صفحة.
هذا المفهوم أيضًا أظنه يقع للتأثير المتراكم والإيجابي (للتطور مستمر progressive )، ناهيك عن المتعة الحقيقة الذي ستناله من الأفكار المذهلة، والخلَّاقة، والرائعة، والتي ستجعلك تدمن هذه العلاقة المستمرة للأشياء الصغيرة والرائعة، سبق وأن كتبت في هذه المقالة عن البوابة الأولى لحبي للقراءة وذلك عن طريق كتب السير الرياضية في عالم الساحرة المستديرة، ومقالة أخرى لا زال تنال نصيبها في مدونتي كأكثر مدونة تم قراءتها بعنوان اهتمام مشترك، تحدثت من خلالها عن سحر القراءة وأثرها الشخصي عليّ.
التدوين والحمل التدريجي
ولنأتي على نفس المفهوم ولكن في إطار التدوين، أحرص كل الحرص مؤخرًا وبعد تأثري بتغريدات ومشاركات مجتمع رديف في تويتر، ولو أنه لم يسعني الانضمام لهم حتى اللحظة، في الكتابة والتدوين اليومي لما معدله ٢٥٠ كلمة في اليوم الواحد، مع تدويني اللحظي لأي فكرة عابرة تجول في رأسي وتستحق أن أبحث فيها كثيرًا، وهي بالعادة تأتيني خلال (قيادتي للسيارة، ممارستي للرياضة، بعد التحدث مع الأشخاص)، بهذا المعدل الذي يتم يوميًّا يعني أنه بإمكانك إنهاء مقالتين في الأسبوع تحتوي ٨٠٠ كلمة للمقالة الواحدة، وهي يعني ما مجموعه ٨ مقالات في الشهر، لتكون المحصلة السنوية ٩٦ مقالًا كاملًا.
معدل عظيم جدًّا يستحق أن تواصل فيه وتعطيه قليلًا من وقتك، المميز خلاله بأني لم أحكر نفسي بمكان واحد يقيدني للكتابة فيه حصرًا، ولكن بمجرد أن أجد لديَّ وقتًا، أذهب لمحمولي الخاص، وأتوجه للملاحظات ومن هناك كنت قد أعددت قائمة بالمواضيع التي شدتني ودونت أفكارها لأشرع في الكتابة فيها في أول الصفحة، وما تحت هذه الأفكار تكون المواضيع التي تأتي تحت هذه الأفكار تباعًا لأكتب في نفس اللحظة كل ما يجول في خلدي، مع تنقيحي لها لاحقًا أو في صبيحة اليوم التالي وذلك بشكل يومي، وهو أيضًا ما أجده تطورًا تدريجيًّا يقع في الفكرة (progressive overload).
معنى أن تتوقف لتراجع تقدمك
في محاضرة في تيد اكس لجوي دانيس بعنوان (لماذا التمهل والتوقف لبرهة من الزمن هو الطريق للمضي قُدُما) تحدث عن أهمية عدم أخذ قرارات متهورة ومستعجلة في الأوقات الشديدة، وذلك ولأنه من الأوقات العصيبة تكون الأفكار متضاربة، وغير واضحة، مما يقودك ربما لقرارات قد تندم عليها لاحقًا. يوصي تيد بالتمهل وأخذ خطوة للخلف ولذلك لمشاهدة الصورة بشكل أكبر وأكثر وضوحًا، مما يساعد في القيام بقرارات صائبة تصب في مصلحتك لاحًقا، وقد ذكر ثلاث مراحل مختلفة عن كيفية مراجعة القرارات وسط الظروف العصيبة:
أولا: الاستعادة
ويعني بها لملمة شتاتك وسط الظروف الصعبة، وهي فرصة لالتقاط الأنفاس، ومراجعة الحلول المطروحة، من ثم التمهل، والتوقف، مما يساعد تدفق الأفكار، والقيام بالحلول اللازمة لإنجاح الموقف العصيب.
ثانيا: التَّبصُّر
وهي الخطوة التي تجعلك تتعلم جيدًا من خطئك الذي وقعت به، والقيام بعملية خلق الخطط المناسبة، والطرق المطروحة، والخطط البديلة، وكيفية تطبيقها، والتي ستبني لديك الثقة المطلوبة، مما ستسهم في تطورك ونموك، ووضعها في أرشيف ذاكرتك لاستدعائها مستقبلًا والتعلم منها إن دعت الحاجة لذلك.
ثالثا الاتصال
خلق تضامن مع المجموعة المتضررة معك، أو القيام بالاستعانة بالأشخاص ذوي الخبرة، والنهل من استشاراتهم، مما سيساعد في خلق قناعة بضرورة التغيير، والقيام به على وجه السرعة. أعتقد بأن مفهومًا جويًّا في (الاستعادة، والتبصر، والاتصال) يمكن إسقاطها على زيادة الحمل التدريجي وذلك بعدم استعجال النتائج، والتعلم من الأخطاء، ومشاركة آراء الآخرين، وإضافة تقنيات جديدة ومغايرة في كل مرة، وذلك بهدف التحسين المستمر والذي سيقودك في نهاية المطاف نحو أهدافك المرجوة بعيدة الأمد.
إليك أيضا
add تابِعني remove_red_eye 16,627
بعض تطبيقاتي الشخصية للزيادة التدريجية والتي تعني مضاعفة النتائج
link https://ziid.net/?p=98507