[سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تساعدين الطفل على المذاكرة بحماسة وفاعلية
الأطفال بالفطرة يعشقون المعرفة؛ لذا استغلي فضولهم واجعلي أوقات مذاكرتهم مليئة بالبهجة
add تابِعني remove_red_eye 29,562
لن أتخذ من نفسي مثالًا أثناء شرح طرق ترغيب الطفل في المذاكرة؛ لأني كنت طفلة غريبة تعشق المذاكرة حتي في فترات الإجازة الصيفية؛ لكني سأحدثكم عن استراتيجيات مساعدة الطفل علي حب المذاكرة، وعدم التهرب منها من خلال تجربتي في تنشئة بنات أختي وتطوعي لمساعدة أطفال أقاربي في دراسة موادهم التعليمية؛ ولكن قبل أن أبدأ لا بد من معرفة شيء هام جدًّا عن سيكولوجية الأطفال وهو قدرتهم على فهم متطلبات الآخرين منهم وبالتالي يبرمجون أنفسهم على الاستجابة لتلك الطلبات.
فعلى سبيل المثال بنت أختي الصغيرة، والتي لا تزال في عامها الثاني بالمرحلة الابتدائية، كلما أحرزت درجات أقل من الدرجة النهائية بدرجتين أو ثلاثة كلما شعرت بالفخر وأملت شروطها وطلباتها على والديها، وذلك على الرغم من قدرتها على إحراز الدرجات النهائية إلا أن أختي لم تطالبها يومًا بذلك؛ لذا لم تكترث الطفلة الصغيرة بحصد الدرجة النهائية، وبناء على هذا إليك عزيزي القارئ أهم نصيحة في المقالة وهي أن تُشعر ابنك بأفكارك تجاهه.
كأن تخبره: “أعلم أنك ذكي جدًّا؛ لكن لا تنس أن النجاح شيء والتفوق شيء آخر؛ فالنجاح قد يدركه الكثيرون لكن التفوق لن يصل إليه إلا النابغون والعباقرة فقط”، وتأكد عزيزي القارئ أنك كلما عززت ثقة ابنك في نفسه كلما زادت قدرته على التفوق، والآن دعونا نبدأ بالإستراتيجيات الخمس لمساعدة الطفل على الاستذكار بحماس وفاعلية.
1- لا تجبر الطفل
أكبر خطأ يرتكبه الآباء والأمهات هو إجبار الطفل على المذاكرة، وقتها الطفل قد يستسلم أمام إصرار والديه؛ لكنه يترك عقله في مكان آخر بعيدًا عن كتابه ودفتره، وهذا الخطأ ارتكبته أختي بالفعل وأجبرت بناتها على المذاكرة على الرغم من رغبتهن في الذهاب مع أقرانهن للعب؛ لهذا السبب لا ينبغي أبدًا أن تجبر الطفل على الدراسة لأنه سيتهرب منك بكل السبل وربما سيخبرك أنه يشعر بالجوع أو لديه صداع أو أيّ حجة للإفلات من قبضتك فحسب.
2- ابتكر طرقًا جديدة للاستذكار
لا تجعل طرق الاستذكار مكررة كي لا يشعر الطفل بالملل؛ لكن عوضًا عن ذلك ابتكر طرقًا أخرى للاستذكار، كأن تقوم بالدراسة بالأساليب التفاعلية كمشاهدة المادة صوتًا وصورة أو حفظ الكلمات أثناء العزف على البيانو، أو مراجعة الدروس خلال رياضة الصباح، وهكذا.
3- اجعله يضع جدولًا للمذاكرة بنفسه
إذا أردت أن يُقبل الطفل على المذاكرة اجعله يعتمد على نفسه ويضع جدول لمذاكرته بناء على رغبته الشخصية، أنت فقط عليك توجيهه وتذكيره أن المادة الأصعب تحتاج لأكثر من يوم لدراستها، وانتبه لخدعة يفعلها الأطفال دائما وهي مذاكرة المادة المحببة إليهم لإقناع آبائهم وأمهاتهم أنهم يذاكرون دروسهم جيدًا؛ لذا يجب إرشادهم لوضع المواد الصعبة في بداية الأسبوع لمذاكرتها وأن يتركوا موادهم المفضلة لدراستها قبل العطلة الأسبوعية.
4- إعطاء الطفل الفرصة لممارسة هواياته
بعض الأمهات تساوم أولادها علي حرمانهم من دروس السباحة أو تدريبات كرة القدم إذا لم ينصاعوا لقراراتها الخاصة بالدراسة؛ فنجد أغلبهن يهددن أولادهن بمقولة: “لو مذاكرتش مفيش نادي، ولو مجبتش الدرجات النهائية مفيش بيانو ولا رسم”، وهذا مع الأسف ينعكس بالسلب على نفسية الطفل ويجعله يكره الدراسة والمذاكرة؛ لكن إذا تركته يمارس هواياته بحرية حتي بين فترات المذاكرة وبعضها سيشعر بالطاقة والحماس لمواصلة الدراسة وسيكون لوالديه مشاعر الامتنان ولن يتمرد عليهم؛ فالأطفال يتعاملون مع والديهم بسياسة “واحدة بواحدة”، وربما يعزفون عن المذاكرة من أجل الانتقام منهم لعدم السماح لهم بممارسة هواياتهم.
5- كافئ الطفل
إذا عرفت طفلك جيدًا ستعلم الأشياء التي تُسعده، وهنا لا أخبركم أن تضعوا الطفل في حالة مقايضه كأن تقولوا له: “ذاكر وأحرز المركز الأول وسأنفذ لك كل طلباتك”، ابتعدوا تماما عن تلك الطريقة لأن الطفل سيعتاد علي هذا السلوك للأبد، وربما سيطلب منك شيء يفوق مقدرتك؛ لذا عوضًا عن كل هذا أخبره أنك ستكافئه بشيء رائع؛ فتلك الطريقة ستدفعه للمذاكرة أكثر -من باب الفضول- لأن انتظار شيء غير متوقع أفضل من انتظار هدية تعرفها مسبقًا، ولكن انتبه من أن تحبط توقعاته بإعطائه هدية لا يرغب بها، واعلم أن كلما أعطيته شيئًا يحبه وينتظره كلما تشجع للتحدي الجديد.
في الختام
لا تتعاملوا مع الطفل وكأنه مرؤوس ويجب عليه الخنوع لأوامركم؛ لكن تفهموا نفسيته على قدر المستطاع، ولا تنسوا أن تراقبوا حياته في المدرسة؛ لأن أغلب الأطفال يشعرون بالاستياء من الدراسة بسبب كرههم للمدرسة ولأقرانهم في الفصل؛ لذا شجعوا أولادكم على تكوين صداقات مع زملائهم وإذا أمكن اجعلوهم يدرسون سويًّا لتشجيعهم على المذاكرة، وتذكروا دائمًا أن تعززوا ثقتهم بأنفسهم وألا تحبطوا الطفل بكلمات قد تؤثر سلبًا على نفسيته.
فلا تقولوا له: أنت فاشل، كي لا يصدقها، وافعلوا كما فعلت والدة أينشتاين حينما أرسلوا إليها بخطاب من المدرسة يخبرونها أن أبنها فاشل؛ لكنها أخفت تلك الرسالة عن ابنها وبعد أن أصبح عبقري البشرية اكتشف أن سر نجاحه هو إخفاء والدته تلك الرسالة المحبطة عنه، وشجعته على عيش حياته بالطريقة التي يراها مناسبة؛ لذا ثقوا في أولادكم ولا تستمعوا لآراء أحد عنهم؛ فالأطفال عباقرة البشرية، هم فقط يحتاجون منا الدعم والثقة في قدراتهم.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 29,562
مقال يساعدك على تشجيع أطفالك على المذاكرة
link https://ziid.net/?p=77832