هل توجد فعلاً قراءة سريعة ؟ تجربتي في 6 سنوات من البحث عن إجابة
الحياة اليوم تفرض علينا انشغالات شديدة وفي نفس الوقت واجبات ضخمة نحو التعلم وتعد القراءة السريعة من أفضل الطرق للإلمام بكل ما تريد
الحياة اليوم تفرض علينا انشغالات شديدة وفي نفس الوقت واجبات ضخمة نحو التعلم وتعد القراءة السريعة من أفضل الطرق للإلمام بكل ما تريد
add تابِعني remove_red_eye 81,234
في زماننا باتت الحياة مليئة جداً بالانشغالات، ومع تطور العلوم تضاعفت المعلومات الجديدة والأفكار الحديثة أضعافاً مضاعفة من حيث صارت المعرفة بوجودها فقط دون تعلمها أبعد من أن يستطيعه إنسان، ومع سباق الهمم الذي فرضه واقع السوشيال ميديا من تفاوت الإنجازات والإبداعات في كل مكان تشكلت لدي الرغبة الشديدة لتعلم هذه المهارة شائعة الصيت، مهارة القراءة السريعة.
أشاركك رحلتي وأجيبك إلى ما وصلت إليه بعد ست سنوات من البحث عن إجابة لامتلاك هذه المهارة…
لقد بدأت كما يبدأ كل شخص بالقراءة في كتب تعلمك كيف تقرأ بسرعة، وقع بين يدي أحد الكتب التابعة للتنمية البشرية والمترجم كأفضل الكتب مبيعاً. كان يبدو منطقياً بداية لكن صار يتحدث أرقاماً خيالية، طرقاً غير منطقية من مثل أن تقرأ الصفحة بنظرة وسماها القراءة التصويرية، وأن كل ما عليك هو أن تنظر نظرة لليمين ونظرة للشمال بين دفتي الكتاب الذي بين يديك ثم تقلب الصفحة وهكذا تكون قد قرأتهما!!.
رغم أن هذا غير منطقي أبداً، لكن مدعين هذا المجال يقنعوك أن فقط الأذكياء أو ربما الذي تدربوا جداً سيصلون إلى هذه المرحلة، وأنك يجب أن تتدرب لتصل إلى ذلك فالأمر أشبه بعضلة إن مرنتها بكثرة ستصبح مرنة. ثم تأتيك الأرقام والإحصائيات عن شخص يقرأ بألف كلمة بالدقيقة وشخص بألفين وهكذا، بالمناسبة وسطي القراءة للشخص العادي 200 ل300 بالدقيقة.
ثم مضيت إلى نصائح د. طارق السويدان، ورغم أنني أثق به في عدم تسويقه لمعلومات غير حقيقية إلا أنني لم أستطع الاستفادة من كتابه “كيف أقرأ” في حل معضلة القراءة لدي، فيما بعد عندما وجدت الحل عرفت كيف أطبق الكتاب. ثم شاركت بالمواقع، حملت التطبيقات، نزلت على حاسوبي، كلها تعدني أنها ستمرنني كيف أقرأ بسرعة، ولكن لم أجد فرقاً كبيراً، فعند التمرن أبدو أني تحسنت قليلاً مع أرقام تقاتل للوصول إلى 400 كلمة بالدقيقة ولكن ما إن أترك أعود لسابق عهدي.
أريد طريقة عميقة، طريقة فعالة، طريقة تقدم لي نسبة أكبر من النتائج، وعندها عندما يوضع الجهد فيها يكون قد وضع في المكان الصحيح ضمن القالب الصحيح فإذاً يثمر. فيما بعد حللت معضلتي مع كتب التنمية البشرية، ثم معضلة القراءة بحد ذاتها، ثم معضلة القراءة السريعة، وأقولها لك، عندما تعجز عن حل مشكلة لديك أول شيء يمكنك الشك به هو منظومة الفكر الموجودة لديك، أي تغيير في طريقة تفكيرك سيريك منظراً جديداً للمشكلة إلى أن تعثر على الحل.
نعم توجد، أكتبها بابتسامة عريضة وعينان براقتان، إن طعم الحياة مع قراءة سريعة مطمئنة جميل يا صديقي لولا أن تعلم!. إذاً كيف يمكن تحقيق قراءة مرضية مع متعة وتركيز وسعادة وكميات ممتازة؟ كيف كان الحل إذاً؟
إذا كنت تقرأ لأنك يجب أن تحقق 5 كتب قراءة في الشهر و100 كتاب في السنة أنت إذاً ما زلت لا تعرف لماذا تقرأ، إذا كنت تقرأ لأنك تريد أن تعرف أكثر أو تشبع رغبتك في نهم العلم لأجل العلم لن تقرأ بسرعة، إذا كنت تقرأ للعديد من المجالات لن تقرأ بسرعة، إذا كنت تقرأ لأن أمة اقرأ يجب أن تقرأ أنت ما زلت لن تستطيع أن تقرأ بسرعة، فقط عندما تقرأ لهدف تنفيذ ما تقرأ في عملك ستقرأ بسرعة.
لماذا العمل؟ لأنه فقط عندما تريد أن تتعلم شيئاً لكي تقوم به ستعرف كيف تقرأ وكيف تنهي ما تريد قراءته بأسرع ما يمكن، ستجد بغرابة أنك تكتشف التقنيات وتقوم بها.
الاهتمام بالوقت لا تكفيها إرادة تقوم بها، أي أن تقول لنفسك سأهتم بوقتي ووقتي ذهب، وتقول أجل معك حق العمر قصير، بل يتعمق الوقت مفهوماً عندما تعرف حقائق مخيفة من مثل:
– قلة قليلة من الناس تصل للاحتراف في مجال ما في هذا الكوكب، لأن الاحتراف يحتاج للكثير من التجريب والخبرة والوقت والوقت والوقت والتركيز والتركيز والتركيز للاحتراف في شيء ما، فإذا كنت تطمح للتميز في مجالك وتضيع وقتك فأنت تقتطع لتطوير تميزك وقتاً قليلاً.
– عندما تبدأ بوضع خطة شهرية أو سنوية لك مقرونة بالنتائج، سترى كم تستهلك وقتاً كثيراً وتحصل على نتائج ضئيلة، فمثلاً تريد نتيجة احتراف تعلم تقنية الجافا والتقديم على وظيفة بحلول 4 أشهر، أو إنهاء حفظ القرآن لكذا، ستجد أنك تستهلك وقتاً أكثر بكثير وتحصل على قليل من النتائج، فتفكر بطرق لتنظيم وقتك للحصول على نتائج أفضل.
مفاهيم من مثل: القراءة من الجلدة إلى الجلدة، القراءة حصراً للكتب… وغيرها من النظريات التي يدّعي الناس صحتها لأنها فقط تبدو منطقية، وإنما العلم يقيس بالنتيجة، إذا فكرت بالنتائج فإن القراءة التي تؤدي إلى سلوك أو تعديل سلوك هي كل ما نريده من القراءة أينما كانت كيفما كانت مهما كانت.
هناك نظرية أعتبرها سخيفة تقول لك أن الأمور يجب أن تؤخذ درجة درجة، ولكن هذا ممل فعلاً إذا كانت طاقتك أكثر استيعاباً وأقوى تحملاً، فإذا كان سلماً دعني أمد قدمي ما استطعت لعلي أتعدى خمس درجات دفعة واحدة، دعني أجرب كل طاقتي، لماذا تريدني درجة درجة وأستطيع أكثر، ثم إذا وصلت للدرجة الخامسة دعني أجرب قفز عشر درجات دفعة واحدة، دعني أكتشف هل في جعبة طاقتي وسع أكثر، أصحاب الهمم تراهم يعملون أضعافاً مضاعفة عن غيرهم وهم بشر كما البشر ولديهم 24 ساعة كالجميع.
لقد جربت هذا في مشروعي لقراءة مجلدات لأني كنت أريد أن أدرس وأنقل علم أحد المجالات، وكنت أضع خطة أسبوع أو شهر حول عدد معين، ثم في الأسبوع الذي يليه أزيده، ثم أزيده وأفكر في طرق إبداعية لتحمل عبأ الزيادة، هناك أيام كنت أرى نتائج أقل من حيث الاستيعاب والتحمل فهنا تجبرك النتائج على تخفيف ما زدته، ولكن تحدي نفسك هكذا لتحفيزها لأقصى طاقتها أمر جميل.
لا أحاول أن أسوق لك كلاماً مثالياً، فالفعل البشري ليس مثالياً، والمثالية تتعب البشرية، أقول لك كلاماً تعمق في رحلتي، كانت هناك كلمة أحبها من أحد كتب المفكر الرائع د.جاسم سلطان كان يقول أن منحني التقدم الحضاري منحني صاعد إلا أنه يصعد مع نزول وصعود، أي أنه خط متعرج مائل للأعلى. أردت تمهيد الطريق إليك لتقرأ بسرعة، لكن القراءة بسرعة ليست كل شيء عن عالم القراءة، هناك أمور ستكتشفها بنفسك في رحلة الطريق.
وفي الختام، إذا استفدت من هذا المقال شاركه الآن مع الأصدقاء لتبادل الفائدة.
add تابِعني remove_red_eye 81,234
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
مقال هام لكل دارس أو راغب في التعلم حول القرأة السريعة وكيفية الاستفادة بها
link https://ziid.net/?p=43610