كيف تساعد طفلك في إنجاز واجباته المدرسية
حين نساعد أطفالنا في أي شيء حتى في الواجبات المدرسية علينا أن نكون حذرين ولا نقع في فخ التدخل الدائم فنجعلهم اتكاليين كسولين
add تابِعني remove_red_eye 11,047
تساهم الواجبات المنزلية في تعزيز وتوسيع نطاق التعلم عند الطفل، وتساعده لممارسة المهارات الدراسية الهامة، فالغرض الرئيسي منها هو تدريبهم ليصبحوا متعلمين مستقلين، ورغم الإطار الشائع للمعارك الليلية في مواجهة رفض أطفالنا إنجاز واجباتهم المدرسية فإنه بعد التحقق من عدم وجود مشكلات تدعوهم إلى هذا الرفض تتعلق بصعوبات التعلم علينا أن نكون حريصين على جعلهم ينجزون هذه الواجبات، حتى لا يسقطوا في فخ “العجز المكتسب” عندما نقوم نحن بأداء العمل عنهم أو إملاء الإجابات لهم طالما هم قادرون على التفكير بأنفسهم.
وتدخلاتنا يجب أن تقتصر على الإحاطة بالأطراف الخارجية للموضوع دون التورط والاستغراق في العملية بل ننشئ عادات جيدة تحقق توازنا معقولًا: لا نغيب فيه بالكلية، ولا نفرض عليهم حكمنا المطلق الذي يدعوهم إما إلى التمرد أو إلى الاعتماد التام علينا، ولكن كيف نكون شركاء في إنجاز أطفالنا لواجباتهم المنزلية في الحدود التي تبقيهم مسيطرين على العملية التعليمية ومستفيدين منها تمامًا؟
أهمية الواجبات المدرسية المنزلية
بغض النظر عن التعلم في المدرسة وكيفية وصول المعلومة للطفل في الصف، للواجبات المنزلية التي يكلَّف الأطفال بإنجازها في البيت أهمية قصوى تساهم في بناء جزء من إدراكهم وتشغل مساحة في صنع شخصياتهم من خلال تعلم:
- قراءة واتباع التوجيهات بشكلٍ مستقل بعيدًا عن مناهج المعلمين المباشرة وتأثير التعليم التلقيني المجرد.
- إدارة الوقت وتثمين الحصص الزمنية وتحديد الفواصل الكافية.
- إكمال العمل بدقة وتقديمه على أفضل صفة وبذل المجهود المعتبر عند الطفل.
- تطوير الشعور بالمسؤولية من خلال تولي الاختيارات وتحمّل التبعات.
تحقيق الأداء الأفضل في إنجاز الواجبات المنزلية لا يمكن أن يختزل في إجبار الطفل على الاقتصار في غرفته لمدة نصف ساعة ثم الخروج منها وكأنه قد قام بالعمل وكفى، كما لا تعني أبدًا السيطرة التامة على الموقف واعتبار الأمر مسألة تتعلق بتحكمك ومهامك المسؤولة عن تكوينه، فهذا يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية لأنه إذا لم يتمرد عليك ويعمد إلى رفض المهام كليًا -وهذا خلل كما هو واضح- فقد يلجأ إلى العمل فقط لتخفيف قلقك وهو في ذلك لا يحاول أن يتعلم التفكير واتخاذ الخيارات.
يكمن الحل في السماح له بأن يمتلك خيبة أمله بشأن درجاته، دعه يختار إن كان “سيفعل” أو “لا يفعل”، ثم يقوم بنفسه بمواجهة عواقب تلك الخيارات بما فيها ردود أفعال معلّميه التي لها تأثير أكبر بكثير منك، هذا الشعور بالملكية هو ما سيفيد في إجباره ذاتيًا على القيام بتوفير “رعاية” خاصة تنطلق منه وتدفع به إلى الممارسة الصحيحة، ولجعل العملية أقل إيلامًا لجميع المعنيين.
كيف تساعد طفلك في واجباته المنزلية؟
أخبره أن بإمكانه أن يطرح ثلاثة أسئلة تتعلق بواجبه المنزلي، حتى تشجعه على التفكير وبذل الجهد وتبقي له دعامة يستند إليها أن بإمكانه الرجوع إليك للمساعدة، ولتضبط الأمر إلى الحدود القصوى الممكنة وتتجنب تشتته إذا لجأ إليك في أسئلته في محاولة منك لجعل الإجابات كلها خالصة منه استعمل التحدي وأعطه هذا الاختيار: “هل حقًا تريد أن تضيع أحد امتيازاتك الثلاثة الممنوحة لك ككنوز تعود إليها عند الحاجة على هذا السؤال” فهذا يشجعه أكثر على التفكير.
- إذا كنت تقوم بعملٍ آخر أثناء إنجازه لواجباته المنزلية وطلب مساعدتك فلا بأس بجعله ينتظر قليلًا، فكلما طال انتظاره زاد احتمال عودته لقراءة التعليمات وكانت هناك فرصة أكبر لقيامه بإعادة صياغة المشكلة مرةً أخرى.
- أعطه الحرية في اتخاذ قراراته ووفر له مناخًا إيجابيًا لممارسة خياراته مع المراقبة على مدار الوقت لنوع الجهد المبذول وأتح له مساحة نهائية من المراجعة والتدقيق مع الدعم والتشجيع.
الحدود و المعالم لإنجاز الواجبات المنزلية
أسِّس قواعد راسخة لتنشئ مناخًا عمليًا لإنجاز الواجبات المنزلية وضع حدودًا لا تتنازل عنها توفر البيئة الأصلح لسلامة العملية من خلال الحدود التالية:
- تتم الواجبات في نفس الوقت من كل ليلة، فمن المهم اعتبارها درسًا في إدارة الوقت، كما أنك لن تتركها تتواصل بدون حدود، المعيار المرجعي هو “عشر دقائق” لكل مستوى دراسي فالصف الأول مثلًا السنة الأولى عشر دقائق، ثم لتلاميذ الصف الثاني عشرين دقيقة، والصف الثالث ثلاثين دقيقة، وكلما ارتفع المستوى و زادت الصفوف زدنا الدقائق العشر، هذا لا يشمل الوقت الذي يقضيه بعض الأطفال في التذمر قبل وضع القلم على الورق.
- تتم الواجبات في منطقةٍ عامة في البيت فطاولة المطبخ أو غرفة الطعام هي مساحة العمل الشائعة للأطفال الصغار لشعورهم بمزيدٍ من الراحة بقربهم من الأم مع قدرتها على تقديم الدعم والتشجيع حتى مع القيام بالأعمال الأخرى، أما إذا انسحب الأطفال الأكبر سنًا إلى غرفهم -وهذه ممارسة طبيعية- فسيكون عليهم تسجيل الوصول بشكلٍ دوري ومراجعة الواجبات مع الوالدين بعد الانتهاء منها.
الإحاطة الأبوية المطلوبة
واجبات الأبوين في دعم قيام الأبناء بالواجبات المنزلية تتجلى في إرساء القواعد المناسبة والعادات الجيدة لتسهيل الأمر عليهم من خلال تقسيم المشاريع الكبيرة إلى سلسلةٍ أصغر من المهام خطوةً بخطوة ووضع مخططات وقوائم للمراجعة فهي تساعدهم في التعرف على ما يجب عليهم القيام به، يمكن وضع جداول للواجبات المنزلية أو إنشاء قائمة تدقيق وتعيين أعمدة للواجبات وتواريخ الاستحقاق والاستكمال والقيام بنشرها على الثلاجة مثلًا، فالقدرة على تحديد أولويات المهام الأكثر أهمية وإنشاء هيكل وجدول زمني لاستكمال العمل على أساس يومي تتجاوز مهارات الطفل، وعندما يكمل الطفل العمل يمكنه التحقق من مهامه وهذا يخلق لديه تمثيلًا مرئيًا للتقدم الذي يحرزه في إكمال المهام مما يساعده على مواصلة المجهود.
عندما تقول لطفلك :”أريد أن أساعدك” فإن ما يسمعه الطفل هو :”أنت فاشل لا أعتقد أنه يمكنك القيام بالعمل بنفسك” في حين رسالتك يجب أن تكون: “أعلم أنه يمكنك القيام بذلك وأنا أؤمن بك بما يكفي للسماح لك باتخاذ الخيارات والتعامل مع العواقب” هذا هو سبيلك للاحتفال بسلوكٍ جيد لدى طفلك وخلق عادات دراسة دائمة في حل واجباته المنزلية.
add تابِعني remove_red_eye 11,047
متى يكون عليك التدخل في تلقي طفلك للعملية التعليمية ، تعلم كيف لا تكون معيقا له في التفكير والاختيار
link https://ziid.net/?p=43059