كيف ساهمت الحضارة الإسلامية في نشر العلم والعلوم
جعل رسول الله –صلى الله عليه وسلم– طلب العلم فريضة على كل مسلم، وبين فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب
add تابِعني remove_red_eye 20,905
لقد بدأت رسالة النبي –صلى الله عليه وسلم– بخمس آيات تأمر وتحث على تعلم القراءة والكتابة، حيث قال الله تعالى في سورة العلق: (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم)، وتعتبر هذه الآيات هي أساس العلم والتعلم؛ فبدون الكتابة لا يوجد علم؛ فما دونت العلوم إلا بالكتابة. وكان الشيء الوحيد الذي طلب رسول الله –صلى الله عليه وسلم– من ربه أن يزيده من هو العلم: (وقل رب زدني علمًا)، ونجد أن الله تعالى قد رفع في كتابة منزلة العلماء عمن سواهم في الدنيا والآخرة، فقد قال تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات).
وقد حث الإسلام على طلب العلم لِمَا فيه من إعْمارٍ للأَرْضِ، ورفع من قدر العلماء، حتى إن رسول الله –صلى الله عليه وسلم– قال: (مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ، وإنَّ الملائِكَةَ لتَضعُ أجنحتَها لطالِبِ العلمِ رضًا بما يصنعُ وإنَّ العالم ليستغفِرُ لَهُ مَن في السَّمواتِ ومن في الأرضِ، حتَّى الحيتانِ في الماءِ، وفضلَ العالمِ على العابدِ كفَضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ، وإنَّ العُلَماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَهُ أخذَ بحظٍّ وافرٍ). وقد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم–: (طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ)، فنجد بذلك أن قضية طلب العلم أصبحت واجبًا دينيًّا على جميع المسلمين رجالًا كانوا أو نساءً.
كيف اهتم رسول الله –صلى الله عليه وسلم– وصحابته بالعلم
- نجد في سيرته –صلى الله عليه وسلم– ما يدل على حرصه على نشر العلم؛ فقد جعل أسرى غزوة بدر يفتدون أنفسهم بتعليم عشره من المسلمين القراءة والكتابة، كما نجده –صلى الله عليه وسلم– يشجع السيدة حفصة على العلم؛ فنجد أن السيدة حفصة تعلمت القراءة والكتابة على يد صحابية هي السيدة الشفاء بنت عبد الله.
- كما نجد أن الصحابة –رضوان الله عليهم– قد حرصوا أيضًا على العلم، فنجد عمر بن الخطاب –رضي الله عنه– يقول: (تعلموا العلم، وتعلموا للعلم السكينة والحلم، وتواضعوا لمن تعلمون منه، وليتواضع لكم من تعلمون، ولا تكونوا من جبابرة العلماء فلا يقوم عملكم بجهلكم).
ظهور الكتاتيب
وقد استمر اهتمام المسلمين بالعلم؛ فنجد أن المساجد أصبحت بجانب كونها دورًا للعبادة، دورًا للدراسة أيضًا، ومن هنا جاءت فكرة الكتاتيب؛ فعندما زاد عدد الدارسين في المساجد تم إنشاء الكتاتيب التي أصبحت مستقلة عن المساجد. وتلا مرحلة الكتاتيب ثلاث مراحل هامة انتهت بإنشاء المدارس النظامية؛ وهذه المراحل هي:
- التعليم الخاص في قصور الخلفاء.
- حوانيت الوارقين، والتي كانت بمثابة أسواق للعلماء ومناظراتهم.
- وكانت المرحلة الثالثة هي مجالس الخلفاء والتي أصبحت بسببها قصورها على الخلفاء عبارة عن ديوانيات يلتقي فيها العلماء على اختلاف تخصصاتهم.
كما انتشرت أيضًا مجالس العلم الضخمة، فانتشرت حلقات العلم في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، والتي كان يحضرها أعداد كبيرة من عامة الشعب، فمجلس بن الجوزي على سبيل المثال كان يحضره أكثر من مائة ألف، وكذلك الحال بالنسبة لمجالس الحسن البصري، وأحمد بن حنبل، والشافعي، والإمام مالك، وأبي حنيفة، كما اختلفت أنواع حلقات العلم فكان منها حلقات للفقه، وحلقات للحديث، وحلقات لتفسير القرآن، كما كان هناك حلقات للطب أيضًا، فلم يكن الأمر يقتصر على العلوم الشرعية فقط.
ظهور المدارس النظامية
ثم جاءت المدارس النظامية، والتي أنشأها نظام الملك السلجوقي، وأشهر هذه المدارس:
- المدرسة النظامية في الموصل.
- المدرسة النظامية في بغداد، المدرسة النظامية في أصفهان.
- المدرسة النظامية في نيسابور.
- المدرسة النظامية في بلخ، المدرسة النظامية في البصرة.
- المدرسة النظامية في آمل.
- المدرسة النظامية في هراة.
وكان الموسرون من أبناء الأمة دائمًا ما ينفقون أموالهم على بناء المدارس ودور العلم، ورعاية طلاب العلم، وبناء المكتبات أيضًا، فكان لذلك دور أيضًا في انتشار حركة العلم بشكل كبير.
المكتبات
وانطلاقاً من هذا الحث وذلك التشجيع أيضًا أسس المسلمون المكتبات والتي كانت مفتوحة للجميع بالمجان، يقرءون فيها، وينسخون ما يريدون من صفحات العلم، وانتشرت هذه المكتبات في كل مدن العالم الإسلامي، ومنها بيت الحكمة ببغداد والمكتبة الحيدرية بالنجف ومكتبة بخارى والتي شهد ياقوت الحموي بأنه لم ير مثلها قط في حياته، كما كان يوجد مكتبات أيضًا في كلٍّ من القاهرة، والقدس، ودمشق، وطرابلس، والمدينة، وصنعاء، وفارس، وإشبيلية، والقيروان.
الجامعات
وقد كان للمسلمين السبق في إنشاء الجامعات فنجد جامعة قرطبة بالأندلس، وجامعة القرويين بفاس، وجامعة الأزهر بمصر، كما برز العديد من العلماء المسلمين في كافة أنواع العلوم قدموا للعلم الكثير.
فنجد بذلك أن العلم أصبح قضية هامة وفريضة دينية تخص الجميع فانتشرت المكتبات والكتاتيب ومجالس العلم، فانمحت الأمية أو كادت. وازدهرت المدن بازدهار العلم والعلماء، فنجد بغداد عاصمة الدولة العباسية موئل العلماء ومركز العظماء، ونجد سمرقند إحدى حواضر الإسلام العريقة في المشرق الإسلامي والتي كانت تعرف بكثرة المساجد والآثار والبساتين.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 20,905
هل تعرف فضل الحضارة الإسلامية على العالم والعلم؟
link https://ziid.net/?p=90960