ملخص كتاب (القراءة المثمرة مفاهيم وآليات – د. عبد الكريم بكار)
"إن القارئ كلما كثرت قراءاته وتضخم حجم المعلومات التي بين يديه ازدادت حاجته إلى التفكير" عبد الكريم بكار
add تابِعني remove_red_eye 35,716
يصف الكاتب في مقدمة كتابه حال الأمة وهي في أوج ازدهارها ويقول:
إذا تتبعنا تاريخ الحضارة في العهد الإسلامي للاحظنا ارتباطا شديدًا بينها وبين القراءة وحب المعرفة وكثرة العلماء في المجالات المختلفة، لذا فإن الحل الأمثل للخروج من أزمة الانحدار الحضاري التي نعيشها وكانت السبب في تدهور أبناء المسلمين هي اللجوء إلى الكتاب والقراءة .
ثم ابتدأ كتابه بأن التعلم يجب ان يكون مدى الحياة وذلك لعدة أسباب
- أن الانسان حينما يتعلم يكتشف أن ما يجهله أكثر مما يعرفه، ومن يرغب أن يحافظ على كرامته مطالب باستمرار بالاطلاع على الجديد في حقل المعرفة
- أن كسب الرزق يرتبط ارتباطًا قويا بما يمتلكه المرء من علم ومعرفة، فالأمي أو محدود الاطلاع يعمل في مهن ضعيفة الدخل، وكذلك الحال بالنسبة للأمة التي يفتقر أبناؤها إلى المعرفة فإنهم في الأغلب يكونون تحت سيادة الأمم الأخرى
- اتساع مساحة التصور حيث إنه كلما ازدادت الثقافة وتنوعت مصادر المعرفة أصبح باستطاعة المرء أن يتجاوز أكثر ما يواجهه من تحديات، كما أن التدفق المعرفي والكم الهائل من تراكم مخرجات البحث العلمي أدت إلى جعل المعلومات التي نمتلكها في تقادم مستمر، وكما يقال من لا يتجدد يتبدد.
ثم بين المؤلف بأنه رغم تنوع مصادر تلقي المعلومات إلا أنه ما زال يعتقد بأن الكتاب هو الوسيلة الأساسية والمنبع الرئيسي للثقافة واكتساب المعرفة، وعليه فلا بد من إيجاد الدافع نحو القراءة من أجل نشر ثقافة اقرأ ،ثم تكوين عادة القراءة التي تعتبر أصعب المراحل ،ثم توفير الكتاب والوقت للقراءة وتهيئة الجو الملائم. وقد نبه الكاتب أن العبرة ليست بكثرة الكتب المقروءة وإنما بالإنتاجية التي يجنيها المرء من ذلك، وأن القراءة المثمرة تستحق هذا العناء والتخطيط لأنها تعيد صياغة الفرد والأمة من جديد. ثم وضح أهداف الناس في القراءة وأنهم على ثلاثة أصناف:
قسم يقرأ من أجل التسلية وملء وقت الفراغ كعشّاق القصص والروايات، ونحو 70% من الناس يتجهون إلى هذا النوع من القراءة، لأنها لا تكلفهم أي جهد ومع هذا فإن هذا النوع في بعض الحالات يكون مفيدًا لعلاج ضعف الذاكرة لكبار السن.
القسم الآخر وهم الذين يقرأون من أجل الاطلاع على معلومات، وهو أيضًا لا يتطلب جهدًا من القارئ لأنه يقرأ من أجل البحث عن معلومة تنقصه في مجال يعرفه، لذلك فإن بعض الناس لا يطرأ عليهم أي تغيير في تحسن فهمهم رغم قراءتهم الكثيرة؛ لأنهم لم يجربوا ربط النصوص وغربلتها وتحكيم العقل في ذلك.
أما القسم الثالث وهو القراءة من أجل توسيع قاعدة الفهم وهو أكثر أنواع القراءة فائدة وأصعبها في نفس الوقت، والقليل من الناس من يمارس هذا النوع من القراءة، لأنه يحتاج إلى تركيز وجهد عند القراءة فمستوى الكتاب يكون أعلى من مستوى فهم القارئ قبل القراءة وعند انتهائه من القراءة يرتفع مستواه.
ثم ذكر المؤلف أنواع القراءة الخمسة:
- القراءة الاكتشافية: وهي القراءة التي يستكشف فيها المرء ما يعرض في الساحة اليوم من كتب حتى لا يشتري كتابًا لا يستحق القراءة ، فيتصفح المقدمة والملخص لمعرفة دوافع المؤلف وأسلوبه، ويتصفح الفهرس والمراجع ويلقي نظرة خاطفة على بعض فقرات الكتاب.
- القراءة السريعة: بسبب كثرة الكتب وتضاعف المعرفة ظهرت آلية التدرب على السرعة في القراءة ليتسع الوقت لغيره من الكتب، وفكرة القراءة السريعة تعني أن باستطاعة المرء مضاعفة سرعته ولو قليلًا وأن يحسن تركيزه وليس معناه القراءة غير الواعية الخاطفة المشتتة.
- القراءة الانتقائية: وهي القراءة التي يحتاجها المرء عند التعمق في موضوع معين ،حيث عليه أن يتتبع المراجع والكتب ذات الصلة للإلمام بالموضوع من كافة زواياه وتكوين صورة جيدة عما يريد كتابته.
- القراءة التحليلية: وهي القراءة التي يمكن أن نعتبرها أفضل أسلوب تمكن القارئ من معرفة مضمون الكتاب، فهذا النوع من القراءة ليس للاطلاع فقط وإنما محاولة القارئ سبر أغوار الكتاب ومعرفة أفق مؤلفه ونقد الكتاب إن كان به قصور.
- القراءة المحورية: هي تلك القراءة التي تستهدف الوقوف على معلومات وأفكار ومفاهيم تتعلق بموضوع معين، فقد بات من الصعب اليوم أن يستمر الاتجاه الذي ساد في الماضي وهو نموذج العالم الملم بعلوم عصره، لذا فإن التخصص الدقيق مطلب أساسي والقراءة المحورية تمثل ذلك.
بعد ذلك وضح الكاتب أنواع الكتب فمنها ما لا يقرأ على دفعة واحدة كالمعاجم والموسوعات، ومنها مايقرأ دفعة واحدة ولا يحتاج القارئ إلى العودة إليها، وأخرى يحتاج المرء فيها إلى التركيز والقراءة ببطء ليستنفذ كل ما فيها، ونوع أخير يشعر أن في كل مرة يقرأه ينمو معه عقله وفكره وهي الكتب التي كتبت بمهارة فائقة، ولكن مع هذا فإنها لا ترقى لمستوى القرآن الكريم الذي أجمع علماء المسلمين على أنه الكتاب الوحيد الذي لا تنقضي عجائبه ولايخلق على كثرة الرد. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
اقرأ أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 35,716
link https://ziid.net/?p=69595