هل يساهم الشطرنج في نمو طفلك؟
تهتم العديد من الدول المتقدمة بتعليم الأطفال الشطرنج بل إن هناك دول تضم الشطرنج للمناهج، لتخرج جيل مبدعا مبتكرا صاحب فكر إستراتيجي
add تابِعني remove_red_eye 226
يقضي معظم الأطفال أوقاتهم في ممارسة ألعاب الفيديو، والتي قد تحمل ضررًا عليهم إذا ما مارسوها لفترات طويلة ودون توجيه من الأسرة. من الرائع حقًّا أن تساعد طفلك في التعرف على لعبة الشطرنج وتعليمه، فهي من الألعاب الذهنية التي يستفيد منها الأطفال في نمو عقلهم واكتساب العديد من المهارات الضرورية، كالتركيز واحترام الخصم وتقبل الخسارة والمنافسة والذكاء.
الشطرنج
لعبة الشطرنج واحدة من الألعاب القديمة والمعروفة لدى العديد من الحضارات والشعوب، ويمكن ممارستها من مختلف أطياف المجتمع ومن مختلف الأعمار. فيمارسها الأطباء والحكماء والملوك والحرفيون وغيرهم.
تفاصيل لعبة الشطرنج
ففي رقعة الشطرنج المكونة من 64 مربع و32 قطعة يتواجه عقل مقابل عقل، إذ لا مجال فيها للمصادفة أو الحظ، وعندما يمارسها الطفل يكتسب من خلالها مهارة التفكير الإستراتيجي وبعد النظر وتنمية الخيال.
وتقوم فكرة اللعبة على وجود 16 قطعة لكلا الطرفين وهي: قطعتا فيل، وقطعتا حصان، وقطعتا قلعة، ووزير وملك. لكل قطعة شكل معين من النقلات وتنتهي اللعبة حين يقوم أحد الطرفين بمحاصرة ملك المنافس.
ومن الجدير بالذكر أن لعبة الشطرنج قد تطورت تطورا هائلًا في السنوات الأخيرة وخاصةً بعد ظهور الكمبيوتر الذي زاد من تعقيد اللعبة كثيرًا بالعديد من التحليلات والتفريعات المختلفة المعقدة. يوجد الآن في الكثير من البلدان أكاديميات مختصة بتعليم الشطرنج للمبتدئين والهواة ولا سيما للأطفال، حيث يشرف عليها أحد اللاعبين المحترفين المخول لهم بالتدريب.
تشهد لعبة الشطرنج رواجًا عالميًّا ملحوظاً، إذ تقام العديد من المسابقات المختلفة بدءًا من المسابقات المحلية والمدرسية والوطنية وصولًا إلى المحافل الدولية الكبيرة التي يشارك بها كبار أساتذة اللعبة.
حقائق وراء رقعة الشطرنج
قد يبدو للبعض أن لعبة الشطرنج مجرد لعبة ذهنية تقوم على التحليل والتركيز والتكتيك والتفكير وهذا صحيح، ولكن الأكثر من ذلك هي ليست فقط لعبة وإنما دراسة وفن؛ إذ توجد العديد من المنشورات والكتب والدراسات القديمة والحديثة التي تتطرق إلى دراسة شاملة ومفصلة للعبة، حيث تقوم بدراسات خاصة للنقلات التي تكون في بداية اللعبة وهي ما يتعارف على تسميتها بالافتتاحيات، ومن ثم دراسة وسط اللعبة وتسمى بمنتصف الدور، وأخيرًا الدراسات المختصة بنهاية اللعبة وهي ما تعرف بنهاية الدور.
والهدف من هذه الدراسات هي إعداد اللاعبين لمختلف السيناريوهات والأشكال الممكن حدوثها، إذ تُعرف لعبة الشطرنج بالعديد والعديد من الإحتماليات اللامتناهية وهنا يظهر دور الكمبيوتر الجلي في دراسة هذه الاحتمالات العديدة والمعقدة التي قد تفوق قدرة البشر على استيعابها ودراستها وحسابها.
الشطرنج والمستقبل
إذًا، وبعد التطرق لصورة شاملة عن اللعبة نعاود الحديث عن أهميتها في تنمية العقل وخصوصًا للطفل، إذ تهيئ له التفكير بصورة عميقة وتنمي لديه الجانب الإبداعي، إذ تحفز الخيال الواسع والتفكير بطريقة مبتكرة؛ فهو يتعلم في اللعبة كيف يتعامل مع مختلف التحديات والمآزق التي تواجهه وكيف يخرج منها بسلام ومنتصرًا من المناورة العقلية التكتيكية.
كما ويوجد العديد من البلدان المتقدمة التي تهتم بتدريس اللعبة للأطفال وهناك بعض الدول التي ضمت اللعبة إلى مناهج التعليم لتخريج جيل من النشء قادر على التفكير بطريقة فريدة وإبداعية ومبتكرة. ومما لا شك فيه أن هذه البلدان قد فطنت إلى أهمية هذه اللعبة في تنمية عقول الأطفال منذ سن مبكرة.
وقد تتحول لعبة الشطرنج من مجرد هواية إلى مهنة؛ إذ توجد العديد من الشهادات الدولية المعترف بها، والتي يمكن الحصول عليها من جرّاء المشاركة في المسابقات المختلفة وتحقيق نتائج مميزة، من شهادة أستاذ وطني وأستاذ دولي وحكم ومدرب وغيرها. كما أن بممارسة الشطرنج يمكنك اكتساب العديد من المهارات الحياتية الأخرى كالسفر والتعرف على الآخرين واكتشاف الثقافات المختلفة وتكوين الصداقات.
كما وتقوم المنافسات الشطرنجية على تحديد وقت لكلا اللاعبين، وعلى كل لاعب أن يجد النقلات المناسبة فيما حُدد له من وقت، وعليه يكتسب اللاعب مهارة إدارة الوقت واتخاذ القرار المناسب في الوقت الملائم.
ويمكننا تعليم طفلنا اللعبة أولًا من خلال تعريفه بقطع اللعب، ومن ثم شرح كل قطعة وحركاتها، وبعد ذلك الهدف الرئيس من اللعبة وهو الاستيلاء على ملك الخصم، وتحتاج أن تكون صبورًا في تعليم طفلك؛ إذ قد يحتاج وقتًا أطول في البداية لتعلم النقلات ودراستها واختيار النقلة الملائمة. وبمرور الوقت سيصبح قادرًا على استيعابها وأدائها بالشكل المناسب.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 226
مقال يساعدك لتتعرف على تأثير لعبة الشطرنج على الطفل
link https://ziid.net/?p=81212