لماذا نحتفي باللغة العربية في يومها العالمي؟
اللغة العربية هويتنا وقد كرّمنا بها الله أن كانت لغة القرآن، فلنقدّرها ولنفخر بهويتنا العربية بأن نعكسها في مناحي حياتنا.
add تابِعني remove_red_eye 12,237
لطالما أسرتني فلسفة اللغة ومآلاتها وما يلتف حولها من معانٍ وأسرار، هذه الثقافة الكاملة المسؤولة عن توجيه جمهورٍ ما وبناء طريقة تفكيره، اللغة ليست مجرد حروفٍ تتشابك لتنتج كلمة فقط، أو كلمات تشكّل عبارة بلا معنى، اللغة أكثر اتساعًا من هذا وأعمق، هي تخلق الفكرة وتعرّف المعنى، أنت تفكّر عن طريق اللغة ومخزون الكلمات والمفاهيم التي يحويها عقلك.
هنا سيكون الثناء من نصيب العربية، هذا السحر العظيم، البلاغة والبيان والفصاحة التي لا ينافسها فيه لغة أخرى، لغة القرآن تتجلّى فيها المعاني ويحلو بها حديث الشعر والأدب، اقرأ فقط بيت واحد من قصيدةٍ ما واشعر بهذا الأثر بالسحر والجمال، تتداخل فيها الكلمات وتتعدّد المعاني للكلمة الواحدة، فللحُب كذا معنى منها: الهوى، الصبوة والوجد والشغف والهيام.. وغيرها، هي لغة كاملة وغير عاجزة عن الحضور في مختلف مجالات الثقافة.
تاريخ اللغة العربية:
بدايةً، 18 ديسمبر هو اليوم العالمي للغة العربية، وقد حُدد هذا اليوم للاحتفاء بالعربية بعد اعتمادها ضمن اللغات الرسمية الست -الإنجليزية والصينية والفرنسية والروسية والأسبانية، بالإضافة للعربية- ولغات العمل في الأمم المتحدة في ديسمبر عام 1973.
اللغة العربية لغة مقدسة كونها لغة القرآن، وارتبطت تاريخيًا بالشعر الجاهلي في القرن السادس الميلادي، ثم ارتبطت في القرن السابع بالقرآن، ودُوّنت بعدها النصوص الإسلامية ابتداءً من القرن الأول الهجري.
تاريخ الكتابة العربية:
مرّت اللغة العربية بالكثير من مراحل التطوّر حتى أصبحت على شكلها الحالي، وكما هو معروف كان الخط العربي بلا نقط، ويُقال أن أول من استخدم وأضاف النقط للعربية هو أبو الأسود الدؤلي، حيث اقتصر على تنقيط الحروف في القرآن الكريم للدلالة على الحركات “الفتحة، الضمة، الكسرة” ولم يكن بقصد تمييز حرفٍ عن آخر، وتلاه الخليل الفراهيدي وابتكر طريقةً مختلفةً للتنقيط على نفس خُطى أبو الأسود وهي لضبط الحروف وتشكيلها، فقدّم العديد من الإضافات للغة العربية، وكان له الفضل في وضع الهمزة والتشديد للحروف.
واستمرت العربية بلا نقط حتى منتصف القرن الأول الهجري في عهد الخليفة الأموي عبدالملك، حتى أصبحت اللغة العربية على شكلها الحالي على يد نصر الليثي ويحيى العدواني.
فن الخط العربي:
ولا يقتصر الخط العربي على الكتابة، وإنما هو فن تصميمٍ بديع، فالأحرف العربية تلتف لتُشكّل أشكالًا هندسية في زخرفة المساجد والقصور بقالبٍ جذاب يمنح الناظر إليها متعة الجمال بهويةٍ إسلامية.
أنواع الخط العربي:
الخط الكوفي: من أقدم الخطوط العربية، ويرجع أصله للعرب المقيمين في شمال الجزيرة العربية.
خط النسخ: كان يستخدم في نسخ الكتب والمراسلات، ولهذا سُمّي بالنسخ.
الخط الديواني: يتميز بإنحناء أحرفه وميلانها.
خط الرقعة: يُكتب خاليًا من التشكيل والإضافات.
خط الثُلث: يتميز برونقٍ مميز ولكنه صعب الإتقان في الكتابة.
الاعتزاز باللغة العربية:
تُعد اللغة العربية لغة شاملة لكافة العلوم والثقافات، ولكن للأسف نشهد في هذا الزمن تماهي اللغة العربية تبعًا للتطوّر الذي نعيشه، فتجد الأولوية للغة الإنجليزية في كثير من التعاملات والاستخدامات والتواصل فيما بين العرب! كلمات إنجليزية تتوسط جملةً عربية بسببٍ وبلا سبب! كأن تسمع أمًا تقول لطفلها “البس شوزك” لغة عوجاء شاذة مزعجة، ولا عجب أن نرى أطفالًا يُتقنون الحديث بالإنجليزية ويتباهى بهم أباءهم، بالمقابل ينطق الكلمات والأحرف العربية بطريقةٍ غير سليمة، ولا يعي من الأرقام سوى الإنجليزية، فتطلب منه أن يكتب رقم “ثلاثة” ليكتب لك “3” ويُكمل ليكتب اسمه بالإنجليزية!
تعلّم اللغات مطلب وضرورة ومتعة، ولا شك أن بعض المصطلحات الإنجليزية قد لا تجد مقابلًا يختصرها في العربية، ولكن لا تجعل لغتك الثانية تلتهم هويتك، فاللغة هوية وليست مجرد تواصل، علّموا أبناءكم وتعلموا مختلف اللغات فهي سبيل للتواصل مع الشعوب من مختلف أنحاء العالم، اللغة عالم يفتح لكم آفاقًا جديدة، ولكن ابقَوا عربًا وافخروا واعتزوا بلغتكم.
يقول شاعر النيل حافظ إبراهيم في مديح اللغة العربية:
وسِعتُ كِتاب اللهِ لفظًا وغايةً .. وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعظاتِ
فكيف أضيقُ اليوم عن وَصفِ آلةٍ .. وتَنسيقِ أسماءٍ لمُخترَعات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن .. فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا ويحكُم أبلى وتَبلى محاسِني .. ومنكم وإن عزّ الدّواءُ أساتي
فلا تكِلوني للزّمانِ فإنّني .. أخافُ عليكم أن تحين وفاتي
add تابِعني remove_red_eye 12,237
مقال هام للغاية في يوم اللغة العربي ، لماذا نحتفل باللغة العربية؟
link https://ziid.net/?p=26036