السبل الأساسية لتعلم أي لغة بل وإتقانها

أصبحت اللغة تشكل هاجسا للكثيرين بوصفها الوسيلة المثالية للتواصل والتفاهم وبالتالي الاندماج في الوسط الاجتماعي بسهولة، ذلك أن الاستقرار أو الدراسة في بلد غير بلدك الأصل أو حتى السفر يستلزم التواصل مع قاطني هذا البلد وبالتالي يتوجب عليك أن تكون متحدث بلغتهم أو على الأقل مدركا لأساسياتها ومفرداتها الأكثر تداولا. وبوصف اللغة الإنجليزية لغة عالمية فهي الشغل الشاغل للأغلبية، وتعلمها في أسرع وقت ممكن هو مرادهم وغايتهم الأسمى.

تبقى الطريقة والسبيل المثالي لذلك هو ما يقلق راحتهم؛ إذ أن تعلم اللغة كمادة دراسية يجعلك تفهم قواعدها وتتعرف عليها عن كثب، لكنه غير كاف البتة لإتقانها والتحدث بها بطلاقة، الشيء الذي يجعلهم في بحث مستمر عن وسيلة أكثر فعالية تفي بالغرض. سأقدم لكم في مقالي هذا بعض السبل والطرق البسيطة لكن الفعالة لتعلم اللغة الإنجليزية أو أية لغة ترغبون في تعلمها فضلا عن إتقانها.

١. المطالعة

لا يخفى أن من أساسيات التعلم المطالعة، من منطلق أنها تجعلك تحْتَكُ بالمفردات وتدرك معناها من السياق، فضلا عن اكتشاف طريقة توظيفها في العبارات المعقدة التركيب، لذا إن كانت لك رغبة في تعلم اللغة الانجليزية أو أية لغة غيرها ما عليك إلا المطالعة بها، وخير ما يمكنك قراءته، وسيجدي نفعا لا محالة، هو الجرائد والمقالات، ذلك أنها الأكثر حيازة للمفردات والأكثر غنى بالمعاني، فقط اختر الموضوع الذي يثير اهتمامك واقرأ عنه باللغة التي تود تعلمها، شأنها شأن القصص القصيرة والروايات .

٢. التدوين

إن من أهم وأبرز منهجيات التعليم في عصرنا الحالي: التدوين. أنصحك إذن باقتناء مذكرة صغيرة ودوّن فيها المصطلحات والمفردات التي تصادفها للمرة الأولى، واقرِنها بجملة متضمنة لها. اجعل مذكرتك تلك قريبة منك، تصفحها باستمرار، فما إن تقرأ المفردة وتجد عبارة تشملها ستُحفر في ذاكرتك وتضاف إلى رصيدك اللغوي.

zoom_out_map

٣. الحوار

إن تعلم اللغة لا يقتضي كثرة المطالعة بها فحسب، بل إن أفضل طريقة لتعلم أية لغة هي الاستماع إلى متكلميها وحواراتهم، وخير دليل على ذلك هو إتقانك للغتك الأم، إتقان كان لحاسة السمع الفضل فيه، فاستماعك المستمر واحتكاك بمتحدثي هذه اللغة في صغرك جعلك تكتسبها وتتحدثها بطلاقة، فهذا هو شأن أية لغة ترغب في تعلمها.

ما عليك إلا تحميل شرائط أو فيديوهات عن مواضيع تهمك ولكن باللغة التي ترغب في تعلمها كالإنجليزية مثلا، فهناك العديد من المواقع على النت التي تعرض فيديوهات لحوارات فردية، يحكي خلالها المتحدث عن حياته أو نجاحاته وغيرها من المواضيع، فقط اختر ما يهمك واستمع، وبمرور الوقت ستجد أن رصيدك اللغوي قد اغتنى وأصبحت قادرا على التواصل بها.

٤. البحث عن مفردات

إن الاحتكاك المتواصل بكلمة أو مفردة سمعتها أو قرأتها للمرة الأولى سيكون له الفضل في تذكرك لها واستخدامها في أحاديثك وكتاباتك، لهذا أنصحك بكتابة المفردات التي تعلمت والتي تبدو جديرة بالاهتمام وقد تحتاجها كثيرا في أماكن قد تراها مرات عديدة خلال يومك، كأن تكتبها في الورق وتلصقه بحائط غرفتك.

٥. الصبر على التعلم

تدرّجك في المراحل واكتسابك لأساسيات اللغة سيجعلك متشوقا للتحدث بها، وهذه أهم مراحل إتقان أية لغة. قد تجد صعوبة في البداية، لكن لا بأس؛ اجلس وجها لوجه مع مرآتك وحدثها، حاول أن تقلد نبرة صوت محدث أعجبتك، جاهدا في أن توظف كل مخارج الأصوات التي منحك إياها الله، واطلق لنفسك العنان، ما من مشكلة إن أخطأت في نطق حرف أو كلمة أو في صياغة عبارة أو جملة، قد تخطئ مئات المرات ولكن في نهاية المطاف ستصيب، ولك أن تتخيل لذة النجاح، نجاح استثنائي لأنه ليس في امتحان جماعي وإنما في تحدي ذاتك.

المطالعة والتدوين والاستماع ثم التحدث كلها تقنيات وسبل ستجعل منك متحدثا متمكنا لا محالة، فقط عليك بالصبر والمداومة، لأن ما من شيء يأتي بسهولة، لكن تأكد أن التزامك بهذه التعاليم سيجدي نفعا بلا شك، وما علي إلا أن أسأل الله أن يوفقك.