يرتحل بنا المؤلف الدكتور عمر المقبل في كتابه “قواعد قرآنية : 50 قاعدة قرآنية في النفس والحياة” في النفس والحياة وهي قواعد رغم ما تحتويه من كلمات قليلة لكنها تحمل معاني عظيمة في طياتها والكثير من الهدايات الإيمانية والإرشادات التربوية والمعاني العلمية والقيم الربانية، ويبين المؤلف في مقدمته أن بعض هذه القواعد هي إضاءة للحيران كي يصل إلى بر الأمان في اعتقاده، أو تصحيح سلوك شخص ضل طريق الهداية أو المعرفة.
كما أن بعض هذه القواعد تتناول قضايا تساعد الناس على فهم الأطر السليمة التي يجب أن ينتهجوها سواء في علاقاتهم الأسرية أو في علاقاتهم التعاملية أو في علاقتهم مع خالقهم.
كما يوضح الكاتب ضرورة تفعيل مثل هذه القواعد في الشؤون المختلفة والمناسبات المتعددة لربط الناس بكتاب خالقهم والارتقاء بمستوى استشهاداتهم، وليعلموا أن في كلام الله علاجًا لجميع مشاكلهم مهما تنوعت وتعقدت، وفي هذا المقال انتقيت لكم بعض القواعد القرآنية التي أنصح نفسي والقراء أن نعيشها.
القاعدة الأولى : “وقولوا للناس حسنا”
وفي هذه القاعدة القرآنية يأمر الله -عز وجل- عبيده بأن يكون مدار أقوالهم مع الطرف الآخر حسنًا، أيا كان هذا الطرف، أهل كتاب أو شريك حياة أو كبيرًا أو صغيرًا أو عالِمًا أو حتى خدمًا أو سائلًا فهذه القاعدة عامة تشمل جميع الأطياف والأديان.
القاعدة الثانية : “وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم”
وهذه القاعدة ترسخ مفهوم الإيمان بالقضاء والقدر والرضا بخيره وشره، بل وتعطي الأمل للمسلم أن ما يصيبه من أقدار محزنة قد تؤلمه لبعض الوقت يكون فيها خيرًا كثيرًا وعاقبة ربما يكشف له في المستقبل والذي لا يسعه حينها إلا أن يحمد الله على ما ساقه له من ذلك القدر الذي ظنّ ظاهره في البداية شَرًّا.
القاعدة الثالثة: “ولا تنسوا الفضل بينكم”
وهذه القاعدة ذكرت في سياق انتهاء العلاقة بين الزوجين، والتي حثتهما على أن يحفظا العهد والمودة التي كانت بينهما، وأن يذكر كل شخص صاحبه بالخير، ولكن لا بأس من تعميم هذه القاعدة على الأحوال الأخرى كالموظف مع صاحب العمل إن ترك الشركة أو علاقة قرابة بين أبناء العمومة عند الخصومة مثلا فوجب أن لا تنسى الحقوق وأن تتصافى القلوب.
القاعدة الرابعة: “وليس الذكر كالأنثى”
وهذه القاعدة تبين الاختلاف في طبيعة وتكوين كل من الرجل والمرأة، وليست تمييزَ الرجل عن المرأة الأمر الذي جعل لكل واحد منهما تكاليف شرعية يختص كل منهما عن الآخر، فالجهاد مفروض على الرجال دون النساء وكذلك النفقة، والمرأة يخفف لها في الصلاة والصيام وكل ذلك تبعا للطبيعة النفسية والتكوين الجسمي الذي يحمله الطرفان.
القاعدة الخامسة : “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”
وهذه القاعدة تبين المقياس الأساسي للتفاضل بين الناس، ألا وهو التقوى، وأن كل شيء سواه موضوع بل ويعتبر من الجاهلية، فمن عظمة هذا الدين أنه لم يفرق بين أبيض ولا أسود ولا بين عربي أو أعجمي أو ذي نسب أو خدم إلا بما يملك قلبه من إيمان وتقوى وامتثال لأوامر الله، فالناس كلهم سواسية ولا ينجيهم إلا العمل الصالح.
القاعدة السادسة: “والعاقبة للمتقين”
وهذه القاعدة توضح أن الخير سيؤول في الدنيا والآخرة لمن أحسن العمل واتقى الله وخافه في السر والعلن؛ لهذا على المرء أن لا يغترّ بالشهوات أو المعاصي أو الفتن التي تهيئ له في البداية كأن الأمر في صالحه إن اتبع هواه، لكن عليه أن يتذكر جيدا أن الذي بيده عواقب الأمور أخبَرَ بأن الفوز للمتقين.
القاعدة السابعة: “ولا تبخسوا الناس أشياءهم”
وهذه القاعدة تصنف في باب المعاملات وتبين أهمية عدم هضم الناس حقوقها، سواء كانت هذه الحقوق حسّية كالبيت والشهادة الدراسية والتطفيف في الميزان أو حقوقًا معنوية كإنصافه أو الحديث عن شخصه أو المبالغة في التقليل من شأنه على أي وجه كان.
القاعدة الثامنة: “ومن يتوكل على الله فهو حسبه”
وهذه القاعدة فيها تَطْمين للعبد بألا يخشى أحدًا على أمر يخصه في دينه أو دنياه مادام قد فوض أمره إلى الله بعد أن اتخذ كل أسباب التوكل عليه سبحانه؛ لأن الله كفل له بأن يكون حسبه وكفيله وضامنا له، سواء كان في طلب رزق أو غير ذلك.
وختامًا، فإن ما ذكر في هذه المقالة لا يعد أكثر من جولة سريعة في ما احتواه هذا الكتاب القيم من قواعد تساعدنا على برمجة سلوكنا وعاداتنا على نهج القرآن الكريم وأن نقف مع أنفسنا في خلواتنا مع هذه القواعد الربانية. وفّق الله الجميع لما يحب ويرضى
إليك أيضًا
مقال ممتع حول أهم القواعد الربانية للتعاملات بين الناس
link https://ziid.net/?p=61624