ما أفضل نصيحة مهنية تلقيتها في حياتي؟
السعي وراء النجاح الشخصي مُغْرٍ ومبهر ولكنه قد لا يكون فعالًا بقدر ربط النجاح بالصورة الكبرى والمؤسسة التي تنتمي لها
add تابِعني remove_red_eye 91,100
في ذروة الأزمة المالية في عام 1975م، كان (بيل بيليشيك – Bill Belichick)، المدير الفني الحالي لفريق نيو إنغلاند باتريوتس الفائز (6) مرات ببطولة السوبر، يبلغ من العمر (23) عامًا وكان عاطلًا عن العمل. استمات للحصول على عمل في مجال كرة القدم الأمريكية بعد فشله في وظيفة مساعد، ووفقًا لمؤلف سيرة حياته (ديفيد هالبرستام -David Halberstam)، أرسل “بيل” حوالي (250) رسالة إلى الكليات ومدربي كرة القدم المحترفين. ولم يتلق ردًّا على أحدها باستثناء وظيفة غير مدفوعة الأجر في نادي (بالتيمور كولتس – Baltimore Colts).
كان المدير الفني للفريق بحاجة ماسة لشخص يتولى الجزء الوحيد من العمل الذي يرفضه الجميع: تحليل فيديوهات المباريات (تهدف هذه العملية لمعرفة نقاط القوة/الضعف في أسلوب لعب الفريق لتعزيز الأولى ومعالجة الثانية). كان معظم الناس يكرهون هذه الوظيفة، خاصة في ذلك الوقت، ولكن تبين أنها نقطة انطلاق أعظم مدّرب في كرة القدم في مسيرته الأسطورية.
في هذه الوظيفة المتواضعة، ارتقى بيليشيك على ما كان يعتبر عملًا وضيعًا، سعى إليه ليصبح الأفضل في المجال الذي اعتقد الآخرون أنهم بارعون فيه للغاية. قال أحد المدربين: “كان مثل الإسفنجة، يتلقى كل شيء، ويستمع لكل شيء”. قال آخر “إن كلّفه بمهمة سيختفي داخل غرفة ما ولن تراه مرة أخرى حتى ينجزها، ثم يسأل عن المزيد”. الأهم من ذلك، كان يُظهر المدربين الآخرين بصورة حسنة. حيث يمنحهم رؤيته لأشياء يمكنهم تقديمها للاعبين. و مزايا تمنحهم الأفضلية لاستغلالها في المباريات.
السرّ في نسيان التقدير
إنها استراتيجية يجب علينا جميعًا اتباعها، أيًّا كانت المرحلة -من حياتك المهنية- التي تعيش فيها. انس أمر التقدير. وأدِّ عملك فحسب. أنا محظوظ لأن أحدهم أخبرني بذلك في وقت مبكر، وما زلت أحاول تطبيق نصيحته حتى اليوم. لكن تجاهل رغبتنا بالحصول على التقدير لهو أمرٌ صعب، أليس كذلك؟ في الواقع، لم أكن لأرتقي بالسرعة التي كنت أقوم بها لو كنت جالسًا هناك وأطبّق النصيحة بحذافيرها.
لهذا السبب، فكرت في الأمر إلى أن وصلت إلى أن أفضل طريقة للتعبير عنها ستكون: ابحث عن لوحات لأشخاص آخرين وارسم عليها. هذا ما أسميه الآن إستراتيجية اللوحة.
إستراتيجية اللوحة
استخدمتها كمساعد لشؤون البحوث للمؤلفين الأكثر مبيعًا. استخدمتها كرئيس قسم التسويق في متجر للملابس الأمريكية. وما زلت أستخدمها مع شركتي Brass Check، والمسؤولة عن تقديم الاستشارات لشركات مثل غوغل وكومبليكس، بالإضافة إلى موسيقيين حاصلين على شهادة رابطة صناعة التسجيلات الأمريكية “The Multi-Platinum” وبعض أكبر المؤلفين في العالم.
حتى إنني خصّصت لها فصلاً في كتابي (الغرور هو العدو- Ego Is the Enemy). أحد الأشياء التي لاحظتها أثناء بحثي هي أن بيليشيك لم يكن وحده من يفعل ذلك. استخدم العديد من العظماء -بدءًا من مايكل أنجلو مرورًا بليوناردو دا فينشي وانتهاءًا ببنيامين فرانكلين- نفس الإستراتيجية ليصبحوا عظماء: إستراتيجية اللوحة.
في النظام الروماني للفنون والعلوم، كان هناك مفهوم نمتلك نظيره الجزئي فحسب: يقدم رجال الأعمال الناجحون والسياسيون الأغنياء الدعم لبعض الكتاب والرسّامين والفنانين المفضلين. لم يقتصر الأمر على مجرد الحصول على أموال مقابل إنتاج أعمال فنية، قام هؤلاء الفنانون بعدد من المهام مقابل الحماية والطعام والهدايا. كان أحد الأدوار هو (Anteambulo)، وهي كلمة إيطالية تعني حرفيًّا الشخص الذي ينظف المسار.
كانت مهمة (منظف المسار ذاك) تتمثل في السير أمام داعمه في أي مكان يسافر فيه في روما، ليمهد لهم الطريق، وينقل الرسائل، ويجعل حياة “الداعم” أسهل بشكل عام. وتمت مكافأة الفنانين الذين فعلوا ذلك بمكافآت سمحت لهم بمتابعة فنّهم. علّمهم ذاك التواضع. وإستراتيجية اللوحة تفعل ذات الشيء.
هو موقف مألوف يتجاوز الأجيال والمجتمعات: العباقرة الغاضبون الذين لا يحظون بالتقدير والذين يجبرون على القيام بأشياء لا يحبونها.. لأشخاص لا يحترمونهم .. في سبيل شقّ طريقهم في الحياة. [كيف يجرؤون على إجباري على التذلل هكذا؟ يا للظلم، ويا لسخرية القدر!] ولكن عند دخولك مجال عمل جديد، يمكنك أن تكون على ثقة من بعض الأمور:
- أنك لست جيدًا أو مهمًّا كما تعتقد.
- لديك موقف يجب تعديله.
- معظم ما تعتقد أنك تعرفه، أو معظم ما تعلمته في الكتب أو في المدرسة، قديم أو خاطئ.
طريقة رائعة لتتجاوز معوّقات العمل كمستجد
- اربط نفسك بالأشخاص في المؤسسات الناجحة بالفعل، وامزج هويتك مع هويتهم لتتماثل خطواتكم نحو الأمام على حد سواء.
- من المؤكد أن السعي وراء مجدك الخاص أكثر بريقًا، على الرغم من أنه ليس فعالًا. لكن ما سيدفعك للأمام هو احترام خبرات الآخرين. هذا هو الجانب الذي لا نراه من هذا الموقف. فهي تقلل من غرورك في وقت حرج في حياتك المهنية (ألا وهو البدايات)، لتُتيح لك استيعاب كل ما تريده دون عوائق تحرمك رؤية الآخرين وتقدمهم.
- تخيل لو فكرت في طريقة لمساعدة كل شخص تقابله، شيء يمكنك القيام به من أجله، ونظرت إليه من منظور فائدته هو لا فائدتك أنت، سيكون التأثير التراكمي لهذا العمل عميقًا أكثر مما تتصور.
إليك أيضًا
كيف تطور مهاراتك وتحقق النجاح الوظيفي؟
add تابِعني remove_red_eye 91,100
مقال يناقش أهم الأفكار التي من شأنها مساعدتك على التحسن الوظيفي والنجاح
link https://ziid.net/?p=63860