رحلة مع “ستيفن لاندسبيرج” وكتابه (فيلسوف الاقتصاد)
علم الاقتصاد علم واسع ومثير ويشبه الأحاجي التي تحتاج منك إلى تفكير وتحليل ووعي بمختلف أنواع الظروف المحيطة لتصل إلى أصح تفسير
علم الاقتصاد علم واسع ومثير ويشبه الأحاجي التي تحتاج منك إلى تفكير وتحليل ووعي بمختلف أنواع الظروف المحيطة لتصل إلى أصح تفسير
add تابِعني remove_red_eye 38,205
لقد بدأت الفكرة حينما كان “ستيفن” يجتمع مع زملائه على طاولة الغداء في أحد المطاعم، فيطرح أحدهم السؤال ويبدئون بنقاش الفكرة كمحاولة لإيجاد حل أو تفسير لهذه الظاهرة، حتى اجتمع لديه الكثير من الأجوبة لهذه الأسئلة فأفردها في هذا الكتاب الذي أسماه (فيلسوف الاقتصاد: الاقتصاد والحياة اليومية) لينشرها للناس، وقد بدأ كتابه بذكر مثال وهو مبدأ قوة التحفيز والذي اعتبره المؤلف بأنه يمثل الجزء الأكبر من علم الاقتصاد.
وذكر المؤلف مثالًا يوضح فيه هذا المبدأ وهو (خوف شخص ما من حادث سيارة) فإن ذلك يُعد حافزًا له ليقود مركبته باجتناب السرعة، أما الأشخاص الذين يضعون حزام الأمان لا يخشون من خطر الحوادث بنفس الدرجة، مما يعني قيادتهم للمركبة تكون أقل حذرًا، وبالتالي ارتفاع عدد الحوادث. ثم يناقش المؤلف في الفصول التالية بعض الألغاز والمواقف الحياتية التي حيرته لفترة طويلة من الزمن، مثلًا: لماذا لا يرفع أصحاب الحفلات سعر تذاكر الدخول عند وجود طابور طويل من الشباب المنتظر لشرائها رغم أن ذلك لن يؤثر إطلاقا على حجم المبيعات إن تم رفعها؟
وقد كان يحتفظ ببعض المقالات من جرّاء متابعته للصحف والمجلات والتي كانت تحتوي على أخطاء اقتصادية من وجهة نظره مما جعله يفرد لها ملفًا كاملًا في مكتبته أسماه الجعجعة الزائفة. ويقول: إن المرشد الرئيسي لعلماء الاقتصاد في تحليلهم للأحداث هو معيار المنافع مقابل التكاليف، وذلك لسهولة تطبيقه ولأنه يحسّن من ظروف معظم أفراد المجتمع على المدى البعيد.
كما يذكر أن من أهم المبادئ الاقتصادية المعروفة هو بذل أقصى ما في وسعك في حدود المعقول من أجل تنظيم استهلاكك، حيث يقول: إن أفضل وسيلة للتعامل مع الكوارث هي توزيع الألم على مراحل.
أما عن الإحصاءات وبعض المؤشرات الاقتصادية فيعتبرها أوهامًا، رغم أنها تحمل في طياتها أرقامًا حقيقية إلا إنها تحمل جوانب كثيرة بالإضافة إلى أنها تظهر حقائق في صورة أسوأ مما عليه في الواقع، كمثل مؤشر البطالة والذي يعتبره الصحفيون دائمًا مقياسًا سيئًا للحالة الاقتصادية في حالة ارتفاعه، لكن المؤلف يخالفهم الرأي في ذلك؛ حيث يذكر أن وقت الفراغ الذي يقضيه الشخص بلا عمل قد يصاحبه استمتاع وترفيه أو تطوير لذاته، مما يعني أن الأمر ليس بذلك السوء.
أيضا يذكر عيوب مؤشر اقتصادي آخر وهو (إجمالي الناتج القومي) الذي يقيس مدى تحسن الحالة الاقتصادية العامة، حيث يقيس هذا المؤشر التقدم فقط من الناحية المادية مهملًا أيضا الجوانب الأخرى.
أيضا من أكثر القضايا التي فشل الاقتصاد في تناولها على حدّ تعبيره هي العلاقة بين التضخم والتوظيف، حيث كانت الدلائل -دائمًا- تشير إلى أن ارتفاع معدلات التضخم يعني ارتفاع معدلات التوظيف، حتى جاءت النتيجة المخالفة لكل التوقعات حيث صاحب التضخم في إحدى الحقب ركود وبطالة، ووضح الكاتب مثالَيْن يبين فيهما تفسير هذه الظاهرة مذَيّلا ذلك بعبارة: إن التضخم يجعل الوظائف تبدو أكثر جاذبية من حقيقتها.
أسوق لكم ثلاث فوائد أذكرها هنا مجردة (بشيء من التصرف)، وإن كان الكاتب أوردها في دعم رأيّ معين ولكن الهدف هو جمال الفكرة وأخذ العبرة:
الأولى: إن هناك إجماعًا واسع النطاق بين علماء الاقتصاد على أن أفضل السبل المتاحة هي تقديم قصص واضحة ومفصلة عن عوالم افتراضية بسيطة، بحيث يسهل فهمها، وفي نفس الوقت معقدة لتواكب علم الاقتصاد.
الثانية: إن أفضل ترياق أو علاج لأيّ عقيدة فاسدة هو العلم، فالمنهج العلمي هو الترياق ضد التنجيم.
الثالثة (والأخيرة): من الدروس المستفادة من علم الاقتصاد أنه كلما قلَّتْ المعلومات المتوفرة كانت التجربة أكثر إفادة.
مرحباً!
اكتملت 10 مقالات، ويبدو أن الفرصة قد حانت لنكون أصدقاء! عليك التسجيل وعلينا توفير تجربة قراءة فريدة.
add تابِعني remove_red_eye 38,205
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
مرحباً!
اكتملت 10 مقالات، ويبدو أن الفرصة قد حانت لنكون أصدقاء! عليك التسجيل وعلينا توفير تجربة قراءة فريدة.
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
قراءة في كتاب فيلسوف الاقتصاد لـ ستيفن لاندسبيرج
link https://ziid.net/?p=49279