عثمان أحمد عثمان .. الرحلة من الفقر إلى المليار دولار
الكفاح والعمل المستمر والأحلام الكبيرة كلها أسرار نجاح "المعلم" بلا منافس.. عثمان أحمد عثمان
add تابِعني remove_red_eye 462,597
عثمان أحمد عثمان اسم بارز في عالم رجال الأعمال المصريين، يطلق عليه مهندس المشروعات الكبرى بلا منافس، بلغت ثروته قبل موته عام (1999م) مليار ونصف دولار، لقب بالمعلم بسبب طريقته المميزة في الإدارة التي على الرغم من عبقريتها لم تذكر في أيٍّ من كتب الإدارة التي تنشر سنويًا، طريقته المميزة بَنت له إمبراطورية لا يستهان بها، وعلى الرغم من كل التحديات التي واجهته إلا أنه بعبقرية تمكن من هزمها جميعًا وتأسيس الشركة الأشهر في الوطن العربي “المقاولون العرب”
البداية
قد يعتقد البعض أن شخصية شديدة الثراء مثل عثمان أحمد عثمان لا بد أن تكون وريثة لأموال الأسرة، أو كما يشاع ولد وفي فمه ملعقة من ذهب، ولكن العكس تمامًا هو الصحيح في حالة عثمان أحمد عثمان، فقد ولد لأسرة فقيرة في محافظة الإسماعيلية في مصر عام (1917م)، ولسوء حظه توفى والده وهو طفل في الثالثة من عمره، قام شقيقه الأكبر بدور العائل للأسرة فترك المدرسة وتوجه إلى العمل لكي يوفر لوالدته وأشقائه ما يحتاجون.
حاول عثمان أن يرد جميل شقيقه فتميز واجتهد في الدراسة حتى حصل على شهادة البكالوريا وحصل على منحة بسبب شهادة الفقر التي قدمها إلى الجماعة -كلية الهندسة جامعة القاهرة- وتخصص في الهندسة المدنية، عاش أثناء الدراسة مع شقيقته الكبرى التي كانت تشفق عليه كثيرًا وكانت تساعده بقدر استطاعتها حتى اشترى لنفسه دراجة لكي يذهب إلى الجامعة بدلًا من السير يوميًّا.
استكمال رحلة الكفاح
تخرج وعاد إلى مدينته الإسماعيلية ليستكمل رحلته في الكفاح مع خاله -شقيق والدته- والذي كان يعمل مقاول بناء ولكنه كان أميًّا، وعلى الرغم من أنه لم يكن يقرأ أو يكتب فإن خبرته أفادت عثمان كثيرًا، استمر في العمل معه عامًا ونصف عام، وبعدها انطلق يغرد وحيدًا بعمليات من الباطن مع عدد من الشركات.
سيطر عليه في هذه الفترة حلم واحد وهو بناء شركة مقاولات له، وعلى الرغم من بعد هذا الحلم فإنه لم ييأس أو يتخلى عنه، وبالفعل في الأربعينيات أسس شركة صغيرة أطلق عليها “عثمان أحمد عثمان” وكان رأس مال الشركة (180) جنيهًا فقط، وكان هو وحده المدير والموظفين، تولى حينها عددًا من المشروعات الصغيرة والبسيطة مثل بناء المحال التجارية والمرائب وتولى أعمال الصيانة في عدد من المباني.
السفر إلى السعودية
في الخمسينيات سافر عثمان أحمد عثمان إلى السعودية، وكان حينها المناخ في المملكة مشجع للجميع على العمل والنجاح، فقد شهدت هذه الفترة طفرة في قطاع البناء بالمملكة، وبدأت مشروعات عملاقة بملايين الدولارات، وكان لعثمان أحمد عثمان فيها نصيب الأسد، وهو ما شجعه على غزو أسواق عربية أخرى مثل الكويت والإمارات والعراق وليبيا.
العودة إلى مصر
بعد أن حقق إنجازات لا يستهان بها في الدول العربية عاد مجددًا إلى مصر ليتولى مشروع إعادة ترميم بورسعيد بعد العدوان الثلاثي وما أحدثه من دمار في بورسعيد، وبلغ حينها العقد قيمة ثمانية وأربعين دولارًا، وكان حينها جمال عبد الناصر الرئيس المصري يمتلك رؤية عسكرية أصرّ أن ينفذها وبالفعل نجح عثمان أحمد عثمان في تنفيذها، وتم بناء عدد لا يستهان به من المطارات وصوامع الصواريخ.
مع حركة التأميم التي قادها جمال عبد الناصر تم تأميم شركة عثمان أحمد عثمان ليتحول اسمها إلى “المقاولون العرب” وعلى الرغم من غضب عثمان فإنه أصر على البقاء في مصر، لأنه يقدر قيمة وطنه ولأنه كان يشعر بالمسؤولية تجاه العاملين معه في شركاته، وعلى الرغم من أن الشركة لم تعد ملكه ولم يعد يملك فيها أي شيء فإنه أصر على أن تبقى وتستمر كفاءة العمل كما هي، وهو الأمر الذي جعل الناس يتعجبون منه بل ويقدرونه ويعجبون بشخصه.
تولت شركة المقاولون العرب العديد من المشروعات الكبرى والتي كان أبرزها مشروع السد العالي الذي يعد من أكبر وأضخم المشروعات التي شهدتها المنطقة.
حرب أكتوبر
حتى نصر أكتوبر العظيم كان لعثمان أحمد عثمان دورٌ فيه، فقد شارك ببناء العبّارات التي حملت القوات المصرية في قناة السويس، وهو ما جعل الرئيس السادات يدعمه ويؤيده حتى بعد تغير نظام مصر الاقتصادي من الاشتراكية إلى الرأسمالية، بل وتجاوزت العلاقة بينهم العمل وأصبحت صداقة حميمة، بل وأكثر فقد تزوج محمود عثمان بابنة السادات الصغرى جيهان.
وقد استفاد عثمان أحمد عثمان من نظام الرأسمالية والسوق والتجارة الحرة وكذلك الدعم الحكومي، كل هذا خلق بيئة جيدة لازدهار الأعمال وبالتالي المزيد من النجاح لعثمان أحمد عثمان وكل ما يتولاه من أعمال.
ويبدو أن عثمان أحمد عثمان كان له مقدار كبير من الثقة لدى السادات والذي استعان به كوزير للإسكان والتعمير في ثلاث تشكيلات وزارية، كذلك وثق به الرئيس مبارك وعينه نائب رئيس الوزراء للتنمية الشعبية.
شهرته ونجاحه وصلت إلى العالمية فقد تم منحه درجة الدكتوراه من جامعة ريكر الأمريكية، نظرًا لجهوده في مصر.
أسرار النجاح
كما سبق وذكرنا أن أسلوبه في الإدارة كان من أهم أسرار نجاحه إلى جانب الكفاح المستمر، فقد كان يحرص على خلق بيئة إيجابية للعاملين معه، يحاول أن يحافظ على سعادة الموظفين وذلك لأنه يعلم أن هذه الطريقة ستزيد من إنتاجيتهم، كما أنه حرص على مساعدة العاملين معه وكان المؤسس الأول لفكرة التأمين الطبي للعمال وكذلك اقتراح صناديق التقاعد والعديد من الخدمات الأخرى التي طبقها للعاملين معه.
لم تكن مساهماته في مجال عمله فقط بل حرص على أن يعطي المجتمع جزءًا كبيرًا من اهتمامه، فقد بنى فقط أثناء فترة تشييد السد العالي مدرسة ومسجد وحديقة من أجل خدمة العاملين معه وأسرهم الذين انتقلوا لأسوان.
محاولاته المستمرة للإدارة الذكية الإيجابية جعلته يتربع كواحد من أهم أغنياء العالم حسب تصنيف مجلة فوربس لعام (1988م)، كانت ثروته تبلغ في هذا الوقت مليار ونصف مليار دولار واحتل المركز الخامس والستين بين أغنياء العالم.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 462,597
تعلم من تجربة عثمان أحمد عثمان في هذا المقال
link https://ziid.net/?p=80538