نصيحة ذهبية لطلاب العمل حديثي التخرج : لا تتبع شغفك!
أستطيع القول لكل حديثي التخرج بأن حقيقة اتباع شغفك ليست رومانسية إلى هذا الحد، فستأخذ وقتًا لتحدد اتجاهًا لا تريد أن تحيد عنه أبدا
أستطيع القول لكل حديثي التخرج بأن حقيقة اتباع شغفك ليست رومانسية إلى هذا الحد، فستأخذ وقتًا لتحدد اتجاهًا لا تريد أن تحيد عنه أبدا
add تابِعني remove_red_eye 109,163
إلى من يشعرون بأن حفلات تخرجهم مريعة برغم روعتها وتشوقهم لها، لقد كنت آنذاك ما تزال طالبًا وظيفته تنفيذ ما يقوله معلمه. لكن الآن يجب أن تسأل نفسك أشياء كثيرة، ولكن ما هي؟
إذا اعتمدت على المتحدثين في حفل التخرج كي يحددوا اتجاه بوصلتك، ربما ستظل حائرًا إلى نهاية اليوم. “اتبع شغفك”، كثيرًا ما نسمع هذه الجملة تصدح من خلف منابر المتحدثين، إنها نصيحة عظيمة إن كنت تعلم، في الواقع، ما هو شغفك، لكن ماذا لو كنت العكس؟
يخيل للطلاب حديثي التخرج أن مرحلة اكتشاف شغفهم تحدث بنفس الطريقة التي نشاهدها في الأفلام: تبدأ بتصويب الضوء على البطل الذي اكتشف أخيرًا شغفه بعد تعثره وتخطيه الصعوبات لاكتشاف ذاته، ومن ثم عرف حقيقته وحقيقة ما يريد. بصفتي عالم نفس يدرس سلوك الناجحين على مستوى العالم، أستطيع القول بأن حقيقة اتباع شغفك ليست رومانسية إلى هذا الحد، فستأخذ وقتًا لتحدد اتجاهًا تشعر في قرارة نفسك بأنك لا تريد أن تحيد عن جادته أبدًا.
نصيحتي لطالبي العمل من حديثي التخرج هي “لا تبع شغفك” بل بدلًا من ذلك “عزز شغفك”، وهذه ثلاثة اقتراحات لذلك:
لا تهلع إذا لم تستطع التفكير بمجال وظيفي ملائم لك، وذلك أن الاهتمامات لا تُكتشف وحسب بل تُنمى وتطور. تعلم العلماء أن الشغف المستمر الذي يحب المتحدثون التحدث عنه في حفل التخرج يتطلب وقتاً وخبرة ليكتمل حصاده. مثال على ذلك: عندما تخرجت جوليا تشايلد من كلية سميث لم يكن لديها أي فكرة أنها ستقع في حب المطبخ الفرنسي في أواخر ثلاثيناتها، ولم يخطر ببالها أبدًا أن مهنتها ستكون تأليف كتب الطبخ وتعليمه على التلفاز.
أن تكون وظيفتك ملائمة هدف منطقيّ أكثر من كونه مثاليًا، لذا اعتبر وظيفتك الأولى فرصة لبداية مرحلة مليئة بالمفاجآت والتجارب والأخطاء. أخبرني عازف الكمان روبيرتو دياز أنه لم يعلم بأنه سيحب الكمان قبل أن يجربه، وأن ردة فعله الباردة تجاه الكمان لم تُعط أي مؤشر لهذا الحب الأبدي. كما قلت لشاب صغير عانى من الحيرة والتردد في بداية وظيفته الأولى: ” لا تفرِط في التفكير، اتبع الطريق الذي تشعر بأنه أفضل من الأسوأ.”
لم يُجبل الناس على إشباع رغباتهم الشخصية فقط، بل جُبلوا أيضًا على العناية بالآخرين، لذلك بدلاً من طرح سؤال “ماذا أريد أن أكون عندما أكبر؟” اسأل نفسك “ما الطريقة التي أتمنى بها أن يكون العالم مختلفًا؟” ماهي المشاكل التي باستطاعتي المساعدة في حلها؟”. ستضع هذه الأسئلة التركيز على المكان الصحيح، ألا وهو، كيف يمكن أن تخدم الناس.
عندما حللت بيانات جمعتها من آلاف البالغين الأمريكيين وجدت أن من يملك شغفًا مستمرًا أجاب بنعم على عبارات مثل “عندما أختار ماذا أفعل، أضع دائمًا بالاعتبار ما إذا كان هذا العمل سيقدم فائدة للناس أم لا” و “لدي إحساس بالمسؤولية بأن أجعل من هذا العالم مكانًا أفضل.”
حالما تجد ما تهتم به أو من تهتم به، اكتبه في الحال،فإن علماء النفس وجدوا أن الناس عندما يعبرون عن قيمهم الجوهرية بالكتابة فإن ذلك يؤثر بأعجوبة في تحفيزهم. لأن هذه القيم هي ما سيذكرك بها الناس -كما يسميها ديفيد بروكز “الفضائل التي ستقال عنك بعد وفاتك”- قد يبدو محزنًا حينما تحاول كتابة ما تتمنى أن يتذكرك به الناس بعد أن تلفظ أنفاسك الأخيرة، ولكن من الممكن لهذا الأمر أن يساعدك على اكتشاف ما تريد فعله طالما لديك الوقت لذلك.
التحفيزات التي تركز على الذات كالاهتمامات وغيرها من التحفيزات كالإيثار ليست متضادة. إن الاهتمامات الشخصية وتعالي الذات هما المحركان الثنائيان للدوافع الذاتية، ويصبحان أكثر قوة مع بعضهما البعض. في دراسة لرجال الإطفاء المحليين الذين عبروا عن اهتماماتهم في عملهم وحرصهم على سلامة العامة تجاوز معدل ساعاتهم الإضافية 50% أكثر من غيرهم.
بالحديث عن نفسي، يجذب علم النفس انتباهي أكثر من أي موضوع آخر ولكن ما يجعلني أستيقظ صباحًا وأنهض من سريري ليس الفضول فحسب، فأنا أستمتع بعملي وفي الوقت نفسه أؤمن بأن إتقاني فيه يمكن أن يُساهم في تحسين سعادة الآخرين.
وظيفتك الأولى لن تكون غالبًا هي نفسها الأخيرة، فماذا يجب عليك أن تفعل عندما تكتشف خطوتك التالية؟
أعترف أنني تنقلت من وظيفة لأخرى قبل علمي بأن البحوث النفسية ستكون هي وظيفتي على المدى الطويل. ولكن من كل وظيفة من وظائفي السابقة استقيت معرفة ومهارات أطبقها الآن في وظيفتي الحالية التي هي شغفي.
انتبه لما وقّعت عليه في عقد الوظيفة التي قبلتها. هل تعهدت بأن تبقى سنة؟ هل وعدت بإشعار قبل مغادرتك بإسبوعين؟ حاول أن تكون عند كلمتك، فمن الواجب عليك أن تتصرف كشخص ناضج ومهني. اعمل بجد في يومك الأخير من وظيفتك وكأنه يومك الأول. لا يهم أين ستكون محطتك القادمة، لأن لديك الفرصة لتقدم الأفضل أينما حللت وارتحلت.
add تابِعني remove_red_eye 109,163
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
التخطيط للمستقبل واتباع الشغف في المجال المهني ليس مرتبطا بالوظيفة الأولى دائما، فلا ترفض الفرصة
link https://ziid.net/?p=6281