أوهام حول الادخار و التوفير
صار كثير من الناس يفكر في الادخار والتوفير من أجل السيطرة على المصروفات و تلبية احتياجاتهم. ولكن المشكلة أن كثيرا من الأفكار حول أساليب الادخار ليست إلا أوهامًا
في ظل أن الكثير يعتقد بأمان الوظيفة إلا أنها تعد مجرد خيار مؤقت، ما الذي تعنيه الحرية المالية؟ وكيف نستطيع الوصول إليها؟
add تابِعني remove_red_eye 34,969
يبحث الكثير من الناس عن مخرج من حالة “العبودية المالية” والتحرُّر من قيود الوظيفة الروتينية المُمِلة، للانطلاق إلى آفاق “الحرية المالية” والعمل الحُر وتأسيس مشروعاتهم الخاصة، والتمتع بعوائدها بدلًا من العمل الشاق ليجني الغير ثمار جهودهم، ولا يحظون هم إلا بالنزر اليسير من المال الذي لا يكاد يسد الرمق.
أليس صحيحًا أن الوظيفة هي نوع من أنواع الرَقّ أو العبودية المالية؟ وما المقصود بالحرية المالية؟ وكيف السبيل للوصول إليها؟
بادئ ذي بَدء، دعونا نتعرف على مصطلح “الحرية المالية”، ومن ثم سنعود إلى الإجابة عن الأسئلة التي طرحناها آنفًا، وفي هذا الصدد يمكن القول أن الحرية المالية تشير إلى “امتلاك الشخص لدخل أو تدفق مالي كافٍ لتغطية التزاماته ونفقاته دون أن يعمل بشكلٍ مباشر”. وتأسيسًا على ما تقدم، يمكننا القول بأن الشخص الذي يتمتع بالحرية المالية هو الشخص الذي يملك رأس مال أو مشروع يُنتِج دخلًا بدون الالتزام بوظيفة محددة تستهلك معظم وقته، ولعل أفضل تعبير عن الشخص الذي يتمتع بالحرية المالية هو ذلك الفرد الذي تحوَّل من كونه يعمل من أجل المال إلى أن يصبح المال يعمل من أجله.
إن أي فردٍ منا يستطيع الوصول إلى الحرية المالية، شريطة امتلاك رؤية مستقبلية جَليَّة تساعد في تحقيق ذلك الهدف، ولا شك أن الوصول إلى الحرية المالية من شأنه أن يؤدي إلى التمتع بحرية الوقت، فَعِوضًا عن قضاء جُلّ الوقت في السعي خلف المال ومحاولة زيادة الدخل من خلال الالتزام بوظيفة محددة، فإننا سنتمكن من تكريس الوقت الكافي لخدمتنا، فنقضي أوقاتًا أطول مع عائلاتنا ومع أنفسنا؛ فنعمل على تطوير مهاراتنا وتوسيع مداركنا ودائرة معارفنا عن طريق التعلُم والتدريب واكتساب المهارات، كما يمكننا أن نمارس هواياتنا ونُرَفِّه عن أنفسنا، ونقوّي علاقاتنا الاجتماعية.
وقد يتبادر إلى أذهاننا سؤال مهم، وهو:
هل يمكن للوظيفة الحالية أن تساعد في تحقيق هدف الوصول إلى الحرية المالية؟ وما السبيل إلى ذلك على أرض الواقع؟
وللإجابة عن هذين السؤالين الحيويين نقول:
على كل فردٍ أن يعي حقيقة في غاية الأهمية، وهي أن الوظيفة ما هي إلا حل قصير الأجل لمشكلة طويلة الأجل؛ إذ أن الغالبية العظمى من الناس يؤمنون بأن الوظيفة هي الملاذ الآمن والوسيلة التي تحقق العيش الكريم، والضمانة لحياة مستقرة.
– أن التمسك بالعمل في وظيفةٍ معينة يُفضي إلى تحديد المُمكِنات؛ فمعظم الأفراد يتمتعون بقدرات ومهارات وإمكانات عديدة، إلا أنهم لم يتمكنوا من توظيفها لصالح أنفسهم نتيجة العمل في وظيفة رتيبة مملة لا ترتقي إلى مستوى تطلعاتهم وطموحاتهم، بل من الممكن أن تكون سببًا في إحباطهم وقتل روح المبادرة والتطور. هذا من جهة.
– ومن جهةٍ أخرى نقول: إذا كان الاعتقاد بأن الوظيفة هي ضمانة أكيدة للمستقبل وسببًا من أسباب الشعور بالأمان والاستقرار، فلماذا يسيطر شبح الخوف من فُقدان الوظيفة على نسبةٍ عالية من العاملين والموظفين؟ ألا يدل الواقع على أن الموظف يعمل كل ما في وسعه، ويبذل جهوده لإرضاء صاحب العمل، مقابل دُريهمات لا تكاد تسد الرمق؟ وفي الحقيقة فإن الإجابة عن هذه التساؤلات ستقودنا حتمًا إلى استنتاج مهم وهو: أن الخلل الحاصل في التعامل مع الوظيفة لا يَكمُن في الوظيفة ذاتها، بل في طريقة تفكير الموظف.
والآن لنَعُد إلى السؤال الذي طرحناه في مقدمة هذا المقال، وهو هل يمكن للفرد أن ينطلق من وظيفته صَوب الحرية المالية؟ وما هي الكيفية لتحقيق ذلك؟
يُجمِع الخبراء في هذا المجال على أن هنالك أربع خطوات عملية من شأنها أن تساعد في الوصول إلى الحرية المالية:
هل تبحث عن المال من خلال وظيفتك؟ إن كنت كذلك، فدعنا نخبرك -بكل صراحة- أنك لا تسير على الطريق الصحيح؛ لأن الهدف من أي وظيفة ليس تحقيق المال والثراء، وإنما التعلُم واكتساب الخبرات والمهارات. وبحسب الخبراء، فإنه يجب على الموظف أن يُغيِّر وظيفته كل سنتين؛ فالإنسان قادر على اكتساب كل المعارف والمعلومات المتعلقة بوظيفة معينة خلال ستة أشهر، ولا بأس من البقاء فيها لسنةٍ ونصف بعد ذلك. إذا كنت قد أمضيت سنتين في عملك الحالي ابدأ بالبحث عن وظيفةٍ أخرى في مكانٍ آخر لكي تكتسب خبرات ومهارات جديدة وتتغلب على الملل.
ابدأ بالتحضير للخطوة القادمة وأنت في وظيفتك، ولكي تعرف أنك مستعد للاستقلال المالي، يمكنك أن تطبّق معادلة سهلة، وهي تنصّ على أنه إذا كان لديك مبلغًا مُدَّخرًا قسِّمه على مقدار ما تنفقه شهريًا على نفسك وعائلتك؛ على سبيل المثال، إذا كان لديك ثلاثة آلاف دولار، وكانت نفقاتك الشهرية ٦٠٠ دولار، فهذا يعني أنه يمكنك أن تعيش لمدة خمسة أشهر بدون وظيفة. وبحسب خبراء المال، يُعَد الفرد مستقلًا ماليًا إذا كان يملك مبلغًا من المال يكفيه لمدة ستة أشهر على الأقل، من دون أن يكون موظفًا.
لا تتخذ قرارًا بترك وظيفتك حتى يكون لديك مصدر دخل إضافي جيّد، وتبدأ في تحقيق نوع من الاستقرار في مشروعك الخاص، وعليك أن تعلم أن هناك أصحاب مشروعات ناجحة لا يزالون يعملون في وظيفةٍ معينة، ولكن بصفةٍ مؤقتة.
حينما تشعر بالرضى عمَّا يحققه مشروعك الخاص، فكّر جديًا بتقديم استقالتك من الوظيفة، لكي تتفرغ لإدارة مشروعك؛ فأنت -عند هذه النقطة- لم تعد بحاجة وظيفتك، بل هي بحاجةٍ إليك، وفي حال حدوث ذلك تكون قد انعتقت من عبودية الوظيفة وأصبحت تتمتع بالحرية المالية.
– تغيير النظرة إلى الوظيفة وطريقة التفكير بها؛ فالوظيفة وسيلة وليست غاية.
– الاستعداد للمغامرة المحسوبة في سبيل تحقيق الاستقلال المالي والحرية المالية.
– التمرُّد على الواقع؛ فكل الذين وصلوا إلى الحرية المالية رفضوا رفضًا قاطعًا الخضوع لإملاءات الواقع، ولم يستسلموا له.
– توفّر خطة مالية، لا بد من تحديد الأهداف التي يسعى الفرد الباحث عن الحرية المالية إلى تحقيقها، ثم يجب ادّخار نسبة من دخلك من الوظيفة، وتحديد مقدار المبلغ اللازم لتأسيس المشروع الخاص.
– الخوف من الفشل، والذي يؤدي بدوره إلى ضياع الفرص الممكن استغلالها.
– كثرة الالتزامات المالية قد تؤدي إلى صعوبة الادِّخار، وعدم وجود رأس مال يمكن البَدء به واستثماره في مشروعٍ خاص؛ مما يُضطر الشخص إلى البقاء عبدًا لوظيفته إلى أجلٍ غير مُسمى.
add تابِعني remove_red_eye 34,969
صار كثير من الناس يفكر في الادخار والتوفير من أجل السيطرة على المصروفات و تلبية احتياجاتهم. ولكن المشكلة أن كثيرا من الأفكار حول أساليب الادخار ليست إلا أوهامًا
check_circle مقروءالإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2024 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
مقال هام يقدّم لك 4 خطوات تخطو بها نحو الحرية المالية.
link https://ziid.net/?p=21435