١١ سببا لكي تصبح رائد أعمال اجتماعي

ماذا نقصد بريادة الأعمال الاجتماعية؟ لا زال مفهوم ريادة الأعمال الاجتماعية في تطور مستمر منذ ظهوره بداية التسعينات إلى الآن. ويتميز، بشكل رئيس، بالرغبة في إخضاع الأداء الاقتصادي لمعايير المصلحة العامة، حيث لم يعد الربح المادي الهدف الأسمى للأعمال، بل هو، فقط، وسيلة لتحقيق أهداف أشمل ذات أولويات اجتماعية وتنموية وبيئية. وبالتالي غالباً ما تعتمد المؤسسات التي تتبنى هذا المفهوم إطارا قانونيا ينسجم مع طبيعتها، ويتضمن مبادئ المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة مثل الجمعيات أو التعاونيات، وهو الإطار القانوني الأكثر تفضيلا في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

كما يستجيب رائد الأعمال الاجتماعي لمشكلة أو حاجة مجتمعية أو بيئية محاولا إشباع إحساسه بالرضا عن الذات من خلال البحث عن التأثير عن طريق سلوكياته المسؤولة تجاه مجتمعه. ولكي تصبح رائد أعمال اجتماعي لا يتطلب منك الأمر الحصول على مقومات البطل، بل كل ما ستحتاجه حقا هو الوعي المسؤول بتأثير أفعالك وقراراتك المهنية على الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في مجتمعك.

ما هي الأركان الأربعة للمشروع الاجتماعي؟

ريادة الأعمال الاجتماعية تختلف عن ريادة الأعمال الكلاسيكية من حيث القواسم المشتركة والخصوصيات. والتي تتمحور حول أربع ركائز رئيسة هي:

الجدوى الاقتصادية للمشروع

يجب على المشروع تلبية حاجة حقيقية ويتم تحديدها من خلال دراسة السوق، مع وجود مخاطر محتملة كباقي المشاريع الاقتصادية، وأن يهدف إلى الربحية الإيجابية لزيادة الثروة من أجل خلق فرص العمل.

الأهداف الاجتماعية والبيئية

ومفتاح ذلك هو في إنشاء مؤسسة أعمال تهدف إلى خلق “قيمة اجتماعية”، سواء بالنسبة لأفراد معنيين أو للمجتمع ككل. كما أن العناصر التي تقوم عليها المؤسسة تتمثل في: الحصول على الخدمات الصحية، توفير الطاقة، نوعية السكن، الحد من البطالة، تعزيز الإنتاج والاستهلاك المحلي.

تأطير الأرباح

اعتمادا على الوضع القانوني للمؤسسة، يتم إعادة استثمار الأرباح في المقام الأول لتحقيق الإنجاز الأمثل للأهداف الاجتماعية والبيئية. أما بالنسبة للأرباح الشخصية فهي محدودة  ومراقبة بصرامة.

تقاسم المسؤوليات والحوكمة الجيدة

“المشاركة” هي المبدأ الرئيس في مجال التسيير في ريادة الأعمال الاجتماعية. فالمشاركة في اتخاذ القرار والحوكمة في التسيير يقلصان من الرؤية الفردية والانحياز للمصلحة الخاصة، حيث يتم إشراك جميع الجهات المعنية من مديرين وموظفين أو عملاء، وممولين خاصين أو عامين، وهيئات سياسية وإدارية محلية.

والآن، دونك عزيزي القارئ ١١ سببا يحفزك لكي تصبح رائد أعمال اجتماعي

1. تعمل المبادرة الاجتماعية عملا جيدا في أوقات الأزمات على خلاف الأعمال التجارية الربحية الأخرى. فكما نرى حاليا أننا أصبحنا نعيش في مجتمع الرفاهية وإشباع الرغبات، مجتمع يتميز بالأنا وحب الامتلاك وتراجع مجتمع التكافل والتضامن. لذلك، فالمبادرات الاجتماعية تُحيي وتصلح ما أفسدته الرأسمالية المتعطشة للربح المادي فقط.

2. تضفي ريادة الأعمال الاجتماعية معنى على كل ما تقوم به، وتجعلك تستمتع بأثر مبادرتك في حياة الناس.

3. تمنحك ريادة الأعمال الاجتماعية العديد من الفرص لإنشاء نماذج أعمال مبتكرة لكونها تقوم على الإنجاز والتأثير.

4- تستهوي ريادة الأعمال الاجتماعية الجيلين Y و X بحثاً عن المعنى؛ فهما جيلان يسعيان إلى ابتكار نماذج اقتصادية بديلة بغية تغيير العالم نحو الأفضل، كما يلعبان دورًا حاسمًا في المجتمع.

5.  تساعد ريادة الأعمال الاجتماعية في ظهور نماذج جديدة من الأعمال الهجينة، والتي تتميز بالجمع بين الربح المادي والمساهمة في التنمية المستدامة.

6. اختلاف وتنوع أصحاب المشاريع الاجتماعية يخلق تنوعًا في المشاريع، بما يتماشى مع احتياجات المجتمع ككل (أرباب عمل غير نمطيين).

7. التأثير على المشهد الدولي اعتماد على تدفق المعلومات وانتشار الفكرة لتُطبق في بلدان أخرى.

8. كونك رجل أعمال اجتماعي، ستعرف أخيراً كيف تعبّر عن حياتك المهنية لأطفالك بعبارات مبسطة ومباشرة مثل (سأقوم بإنقاذ العالم…)، مما يساهم في تربية أجيال واعية بسلوكها ومدى تأثيرها على محيطها.

9. بعيدا عن الركض والانغماس في الحياة العملية والسعي خلف الرغبة الجامحة في التملك، فإنك ستكتشف قيمة الحياة ومعناها في مشروعك الاجتماعي محاولا إيجاد التوازن بين الحياة المهنية والشخصية.

10- تدفع ريادة الأعمال الاجتماعية بإبداعك إلى أقصى حدوده، كما  تجعلك تفكر خارج الصندوق وتخرجك من قوقعة الأنا.

11. في غضون ١٠ سنوات أو ٢٠ سنة، سيصبح النموذج الاقتصادي للأعمال الاجتماعية الأكثر إقبالا مقارنة بالنماذج الاقتصادية الأخرى.