ماذا جنيت من الزراعة المنزلية؟

لو كان كل ما جنيته من تجربة الزراعة المنزلية هو خروجي في هذا الوقت المبكر من الصباح لشرفة المنزل لأتفقد زرعاتي الصغيرة وأطمئن كيف أصبحت؟ فأستقبل زهرات الفُل الجديدة لتهديني جمالها وعطرها، وأقطف بعض اوراق النعناع لأنكّه بها كوب الشاي من أجل صباح أفضل. لو كان هذا كل ما أعطتني إياه الزراعة المنزلية لكان بالنسبة لي كافيًا جدًّا. لكنها في الحقيقة أعطتني وأضافت إليّ الكثير. لعل أهم ما أذكره من ثمارها الآتي:

علاقة مباشرة مع الطبيعة

إذا كنت مثلي ممن يعشقون الطبيعة ويحبون الاستمتاع بتفاصيلها التي لا تنضب أبدًا. فحتمًا ستجد ضالتك؛حتى لو لم تملك إلا إصيصًا صغيرًا من التربة التي تشقها جذور نبتتك؛ فهذا يكفي لتنشئ علاقة طيبة مع الطبيعة. تلمس التراب وأوراق النبات والزهور بيديك. وتُمتع نظرك برؤيتها، تعطيها جزءًا صغيرًا من وقتك لترويها وترعاها؛ فترى الجديد كل يوم، وتعطيك خيرها، وترضي شعورًا ما بداخلك يحب الطبيعة بالفطرة وقربه منها يمنحه دومًا شعورًا أفضل.

 شعور بالمسئولية لي ولأبنائي

النباتات كائنات حية أحيانًا تشعر نحوها شعورك نحو حيوانك الأليف وربما تعاملها كما تعامل طفلًا صغير؛ تحتاج للعناية والمتابعة؛ الري في أوقات معينة وبكمية تختلف من نبات لآخر، تمرض أحيانًا، وتمتنع عن النمو أحيانًا أُخرى، تُثمر بطريقة ما وتُقطف بطريقة ما؛ ليس عبئًا وإنما حياة كاملة تحت مسئوليتك وعطاءٌ منك وإليك. يروي أبنائي الزرع ويذكرونني بحاجتها للمياه، إلى جانب أنهم تعلموا الحفاظ عليها ومعاملتها برفق، أحب حين يسألني ابني ذو الخمس سنوات عن أنواع النباتات ونبحث معًا عن المعلومات، وأحب جدًّا اقتراب أخيه ذو العامين بحذر ليشم رائحة الورد. أظنها حل مثالي لمن لا يحبون اقتناء الحيوانات الأليفة في المنزل، ويريد أن يزرع بأطفاله مشاعر المسئولية مع بعض التسلية والمتعة.

ورود وثمار ببيتك

كما ذكرت في البداية أن تحصل على بعض الورود أو الثمار وأنت في بيتك، فهذا سبب يجعلك لا تتردد في اقتناء بعض النباتات المنزلية. فالقليل جدًّا من وقتك لمتابعة زرعك مع وجود الشمس والهواء بلا أيّ تكلفة تحصل على إنتاج ما حلُمت به. هناك تجارب عديدة للحصول على الخضروات من الزراعة المنزلية؛ إنها ملهمة جدًّا وتعتبر جزءًا من أحلام طفولتي أن أمتلك حديقة صغيرة أزرع بها كل نبات أحبه وزَرْع وفاكهة.
الآن أملك منها شجيرة صغيرة من النعناع أقطفه واستعمله، وصبار أقطع بعض من أوراقه لأحصل على هذا السائل في داخله للترطيب وتغذية البشرة. وبعض الورود التي تتضيف ليومي شعورًا أفضل، من يدري ربما هي خطوة نحو ذلك الحُلم.

اجْنِ السعادة

تربط الكثير من الأبحاث والنصائح بين السعادة وزراعة النباتات ولعل الأسباب عديدة وتختلف من شخص لآخر.

1. الإنتاج والإنجاز، أنا أرى مثلًا أن الزرع أسعدني حين شعرت بالإنتاج، كثير من ربات يعانين من جلد الذات وأنا واحدة منكن، قد تشعرين بأهمية وجودك حين تلبيّن احتياجات أسرتك وأحيانًا تنكرين على نفسك عظيم ما تفعلينه ربما إضافة عمل آخر خاص بك كهواية رعاية النباتات والحصول على نتيجة جيدة غالبًا ستتخلصين من هذا الشعور الكاذب بالتقصير.
2. المنظر الجمالي المتجدد، يمنح اللون الأخضر ونباتات الزينة مظهرًا حيويًّا وجميلًا للمنزل أوالشرفة أو سطح البيت تجد مع الوقت أنه المكان لتحسين مزاجك. سواء وحدك أو مع فنجان القهوة ويليق جدًّا بجلسة سَمر صباحًا أو وقت الغروب.
3. الزراعة المنزلية قد تشكل ونيسًا هادئًا لمن يقضي أوقاتًا طويلة بالمنزل. فرصة جيدة لملء الوقت برعايتها والتعلم عن طرق الزراعة وكيفية التسميد وتجربة الأنواع التي تفضلها هواية رائعة ومتجددة ومرتبطة بالراحة والسعادة.
4.  الزهور ورائحتها تزيل مشاعر القلق وتبعث على الاسترخاء والابتسامة. يمكنك أن تهديها للآخرين حينها تكون قد مُنحت السعادة وأهديتها للآخرين.
5. الشعور بالامتنان.

أجمل النعم أن تشكر الله سبحانه وتعالى على ما أعطاك من نعمه التي لا تعد ولا تُحصى، التأمل والتدبر في جميل خلق الله وقدرته في خلقه من أهم أسباب رقة القلب وإدراكه لقيمة الأشياء. كل شيء في الطبيعة يُحدثك عن عظمة الله ورحمته وعطائه الذي لا ينضُب، وحتى حين نتأمل أنفسنا كيف نسعى السعي القليل فيعطينا الخير الكثير.
سبحانه أحيا فينا الرُّوح من تراب وأحيا من الأرض كل شيء طيبًا حلالًا جميلًا “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ” 

إليك أيضًا

• 8 أمور تدفعك لتشجيع أطفالك على الزراعة المنزلية
• 10 أسباب لتبدأ الزراعة المنزلية و تزيين بيتك بالنباتات
• ٩ نصائح للمبتدئين في الحدائق المنزلية والعناية بها