يزيدون: عبير شغف الترجمة والتعليم
كان هذا اللقاء لنتعرّف على كتّاب زد بشكلٍ أقرب حتى تتقلّص المسافة التي تفصل بين الكاتب والقارئ: عبير علي.
add تابِعني remove_red_eye 414,635
وراء كل نجاح جهودٌ تُبذل، ووراء نهوض موقع زد كُتّاب ساهموا بشكلٍ فاعل في إثراء المحتوى العربي وتنوّعه وزيادة انتشاره بين القرّاء العرب، لكل مقال كان هناك أثرًا يتناقله الكثير ليظهر لاحقًا في تجاربهم ومناحي حياتهم. من هنا أنشأنا سلسلة يزيدون التي نُجري فيها عددًا من اللقاءات مع كتّاب زد ممّن جادت أقلامهم بكل مفيد وأثرَت موقع زد بكل جديدٍ ومختلف، هنا نتعرّف عليهم لنكتشف ذواتهم المختبئة خلف ما يكتبون.
المعلمة المخلصة المحبة لعملها الأستاذة عبير علي، معلمة روضة الأطفال، كتبت العديد من المقالات التي تصب في مجال تعليم الأطفال، تهتم بالطالب وتسعى دائمًا في تنمية مهاراته بابتكار واتباع طرق وأساليب جديدة كاللعب والأنشطة المختلفة التي تُسهم في إيصال المعلومة للطالب بشكلٍ مختلف حسب ما يناسب ذهنيته واستيعابه وسنّه الصغير، جرّبت أن تُترجم فأبدعت، انضمت لزد قبل 4 أشهرٍ فقط، لكنها كتبت 30 مقالًا أثرت بها قرّاء زد، للموظف والمجتمع وفي تطوير الذات، لكن ظلّ الطفل همّها وحبّها الأكبر.
أهلًا بالمعلمة الشغوفة عبير، سُعداء بتواجدك بيننا ونشر معرفتك على صفحاتنا. تكتبين في ملفك الشخصي “سعيدة لاكتشاف زد” أخبرينا كيف تعرّفتِ على زد؟ وما هي الجوانب التي عزّزها لديكِ؟
أشكركم على هذا اللقاء الفريد، تعرفتُ على زد من خلالِ تصفحي لتويتر، وجدتُ هناك سباقَ الخمسين فعلمتُ أن هذا السباق هو الذي سيجعلني أكتبُ بجديةٍ لأن تحديد فترةِ الكتابة بزمنٍ معينٍ يساعدُ على الإنجاز. فتحمستُ للكتابةِ وعلمتُ أنها فرصتي لتطويرِ تلك البذرة بشكلٍ منظمٍ. عدا أنّ التنافسَ الراقي بين الكتّابِ هنا يشجعُ على الكتابةِ.
عزّز زد عندي أمورًا كثيرةً منها الالتزام والحماس والشغف للكتابةِ واحترام آراءِ الآخرين واختلافاتهم، والأهم بالنسبةِ لي هو فتح باب للكتابة لأعبّر عما بخاطري وأنشر أفكاري.
نراكِ محبةً لعملك، لمهنتك كمعلّمة رياض أطفال، ولا شك أن لهذه المهنة فضلٌ عظيم لأنها توصل رسالة وتبني أُمة، ما الرسالة التي تعملين لإيصالها من خلال عملك؟
في الحقيقةِ عندما قابلني صاحب العملِ سألني لم اخترتِ الروضة فأجبته: “لأنَّ لدي رسالةً أريدُ إيصالها للمجتمعِ” والطفلُ هو أفضلُ من توصل إليه الرسالة لأنه لبِنة في المجتمعِ ولم يعكرْ صفوَ شخصيتِه شيءٌ بعد. أريدُ أنْ أزرعَ القيمَ والمبادئ والأخلاق العظيمة في الطفلِ لينشرها هو بطريقتِه البريئةِ لمن حوله، فالأطفال لديهم طاقات وقدرات في التأثيرِ على من حولهم.
تُنجز تلك المهمةُ بعدةِ أشكالٍ وهنا يظهر إبداعُ المعلمِ، المهم أن يكون الأساسُ موجودًا وهو نشرُ القيم. هذا إلى جانبِ تعليمِ الطفلِ بشكلٍ جديدٍ غيرِ وبوسائل تعليميةٍ مبتكرةٍ.
كتبتِ لنا مقالًا عن تجربتك مع الترجمة وأثرها الجميل عليكِ، ترجمتك جيدة وسلسة ومريحة في القراءة. من أين اكتسبتِ هذه المهارة؟ وكيف تعملين على تطويرها؟
لا أخفيك سرًا أن تجربتي مع زد في الترجمة هي أول تجربةٍ لي، لم أجربّ ترجمة المقالاتِ من قبل. ولكن عند التركيزِ على الإنجازِ فإنَّ أهمَّ ما يجعلُ الترجمة مميزةً هو إتقان اللغتين. من تجربتي وجدتُ أن تحوير عباراتِ اللغة الإنجليزية إلى العربيةِ يحتاج لفنٍّ في صياغةِ العبارة بما يتناسب مع القارئ العربي ومع اللغة العربية. وأنا ولله الحمد لغتي العربية جيدة.
نعم أسعى لتطويرها بقراءةِ المقالات المترجمة واكتساب خبرة ممن سبقني وقراءةٍ مستفيضةٍ في كيفيةِ تطويرِ الترجمةِ وكيف كتب المترجمون مقالاتِهم، وأقرأ في مهارات الترجمة كثيرًا.
ماذا تعني الكتابة بالنسبة لعبير؟ وهل من مواقع أو نصائح تقومين باتباعها للتعلم المستمر في هذا الجانب؟
الكتابة بالنسبة لي فن، عند تواردِ الأفكارِ عندي لا بد أن أسطّرها على الورقِ وأنظمها سريعًا قبل أن تضيع. أنصحُ كلَّ من أراد أنْ يكتبَ أنْ يقرأ ثم يقرأ ثم يقرأ. القراءةُ حياةٌ وعلمٌ ومعرفةٌ وسفرٌ إلى العوالمِ الأخرى. تُكسِبُ المرء سلاسةً في الكتابةِ وجزالةً في العباراتِ وقوةً في التعبير.
أما عن المواقعِ فزد موقعٌ رائعٌ للمقالاتِ. وهناك مواقعُ تحميلِ الكتب الإلكترونية. أنصح بالإبحار فيها وتحميل ما لذ وطاب من الكتب واستدامة القراءة.
ما هي طريقتك في كتابة المقال واختيار المواضيع؟
اختيارُ المواضيعِ حسب الحاجةِ لإيصال فكرة للآخرين، إن أردت إيصال فكرة فيكون الموضوع يدور حول تلك الفكرة، وفي بعض الأحيان تأتيني فكرة جميلة فيما يتعلق بتعليم الأطفال فأحوّلها لمقال. قبل أن أكتب أحدد عنوان الموضوع ومن العنوان تتوارد الأفكار وتسترسل. عندما أبدأ في الكتابةِ أتدرج بالأفكار وأرتبها بعناوين فرعيةٍ ليشعر القارئ بالتنظيم أثناء القراءة.
نهايةً؛ زد فخور كونه يضم أمثالك من تجود أقلامهم دائمًا بكل ما هو مميز وقيّم، كلمة عن الكتابة لأصدقائنا الكتّاب في العالم العربي؟
أشكركم جدًا وأنا فخورةٌ بانضمامي إلى زد، نصيحتي لكل من أراد أن يكتب أن يقرأ الكثير من الكتبِ دون توقف. ثم أن يضع قلمه على الورقِ ويبدأ. يقرأ تجارب الناجحين في الكتابةِ فهي المحفزة التي تشعلُ وقود الحماسِ لدى الكاتب. لكل كاتبٍ أقول لا بد أن تعيش مع النصِّ الذي تكتبه فتخرجُ كلماتك من القلبِ إلى القلبِ. لا بد أن يشعر القارئ أنْ في المقال حياة ولا بد أن يتأثر به. ولا يتأتّى هذا إلا إذا أسبغَ الكاتب على مقاله روحًا وأضفى عليه لمساتٍ مؤثرة.
الكتابة وسيلة تساعدنا دائمًا في فهم الآخر والتواصل معه، اللقاءات إحدى هذه الوسائل التي تأخذنا لعالم الكاتب الذي يستسقي منه إلهامه وتفكيره وتجاربه ليصيغها لنا لاحقًا في مقال، فحياة الكاتب مرتبطة بقلمه.
add تابِعني remove_red_eye 414,635
link https://ziid.net/?p=37074