4 خطوات لحل مشكلاتك مع الآخرين بفكرة “البديل الثالث” 

بعد (40) عامًا قضاها “ستيفن كوفي” في تدريس مبدأ “البديل الثالث” قرر تقديمه في كتاب يساعد في حل أصعب مشاكل الحياة، وجاء اختياره لهذا العنوان بناء على الصراع القائم بين رؤية الأول، ورؤية الثاني لاختيار الأفضل إلى البديل الثالث وهو الحل الوسط ويمثل هذا الحل الهدنة بين الاثنين، وفي نفس الوقت الجميع يكسب بأسلوب جديد، ومبتكر للتفكير . ويفيد هذا المبدأ لحل جميع اشكال المشكلات.

أيضًا اتبع “ستيفن كوفي” هذا الأسلوب أثناء عمله كمستشار للشركات ووثق ذلك كله في كتابه هذا حتى يساعدك في أن تحدث تغييرًا في حياتك وأكثر. ولقد أشار “ستيفن” إلى أن هذه الفكرة أو المبدأ وجده في حياة الشخصيات الفعالة والتي تطبقه أمام العقبات التي تواجههم بالإضافة إلى أنه يؤكد بأن هنالك أشخاصًا عاديين استطاعوا تطبيق هذا المبدأ لحل مشاكلهم.

عند تطبيقك لهذا المبدأ ستشعر بالحب والاحترام بينك وبين الآخر وستتجلى أمامك طرقًا لتقدمك مستقبلًا كونك لا تحل الصراع فقط. والأزمات تجبر على اللجوء لهذا الحل الثالث ولكن ينصحك الكاتب بأن تعمل على هذه الطريقة دون أن تنتظر أزمة كونها طريقة صحيحة في التفكير.

الخط الفاصل بين الأبيض والأسود

يذكر “ستيفن” بأن ما اسماه “البديل الثالث” هو بمثابة الفاصلة بين فريقين مثل: البيض مقابل السود، المؤمن مقابل غير المؤمن، المشتري مقابل البائع وغيرها من الأمثلة التي تتضمن الصراعات بين طرفين فالأمر ليس فوزك وخسارة الآخر فمن الممكن أن يكسب الجميع من خلال الجمع بين الحلول المختلفة قائلًا: “لنفكر في بديل ثالث لم نفكر به”.

وهو أكبر من حل الصراع فهو التوصل لحل أفضل مما يفكر فيه الطرفان وباختصار هو الاتحاد وفي الاتحاد قوة، وواحد زائد واحد لا يساوي اثنين في التعاون الإبداعي بل يساوي ألفًا أو يزيدون.

من نماذج التعاون الإبداعي في حياتنا:

الأغنية: فهي كلمة جميلة وموسيقى رائعة وأداء فنان نتج عن هذا التعاون عمل مبدع.

المولود: يعتبر بديلًا ثالثًا جاء من زوجين وحظي بموهبة وبصمة متفردة.

الوسط العظيم هو عبارة عن: طريقي + طريقك = طريقنا

الآخر .. إنسان أيضًا

اشعر بتقدير حقيقي للآخرين وافهمهم بدون رغبة في السيطرة عليهم أو التلاعب بهم فالآخر إنسان انبهر بشخصيته.. التمس له العذر إن اخطأ عليك فلكل شخص قصة وظروف وهذا ما فعله مانديلا وعندما سأل كم من الوقت استغرق أن يسامح من سجنوه قال: (4) سنوات. لذلك خذ وقتك ولكن انوي أن تسامح وتدرج في الأمر، وانظر للآخر بكرم وإنسانية وافهمه استمع لوجهة نظره استماع متفهم تفهم فيه أفكار الآخر ومشاعره بدون إصدار للأحكام، ومرتبط بالسلام والتعاون الإبداعي فلكل من نقاط قوة وضعف مثلك تمامًا.

وخلاصة التعاون الإبداعي كما يرى ستيفن كوفي هو: “أكبر عدد ممكن من الأفكار من أكبر عدد ممكن من الناس وبأكبر قدر ممكن من السرعة”.

 4 خطوات لحل مشكلاتك وهي “البديل الثالث”:

1- طرح السؤال

سؤال الطرف الآخر إذا كان لديه استعداد للتوصل لحل أفضل من الحل الذي توصلنا إليه كلانا ومن هُنا يبدأ البحث عن بديل من خلال فكرة البديل الثالث اسأل: هل لدي الاستعداد للبحث عن حل أفضل من الحلول التي يعتقدها كل منا؟ هذا السؤال إذا أجبت عليه بنعم فأنت متحرر من الصراع ولكن إذا ترددت فهذه الخطوة مهمة حتى تعيد تشكيل تفكيرك وتنظر للآخر باحترام وتقدير واضعًا في اعتبارك: (بأن المختلفين قد يكون كلاهما على صواب) لهذا لا بد من أن تكون منفتحًا ومستعدًّا حتى توجد مع الآخر حلًّا جديدًا ثالثًا لم يسبق لكما التفكير به من خلال أسئلة مثل: “ماذا يحدث لو …” لهذا من المهم أن تتدرب على هذه العقلية في التفكير.

“للفوز أكثر من طريقة، والحياة ليست مباراة تنس لا بد من فوز أحد لاعبيها” قد تواجه شخصًا آخر ليس لديه استعداد ينصحك الكاتب أن تتصرف معه بدافع الاحترام وأن تحرص على فهمه والاستماع له بتفهم وإلا فالآخر له الحق في رفض أي مبادرة منك.

2- تعريف معايير النجاح

أن يفهم كلا منكما فهمًا كاملًا تصلوا من خلاله لرؤية جديدة ومن تعريف معايير النجاح التي يقصد بها (أدوات التوافق على المبدأ). فكلا منكما يريد أن يخرج بأفضل نتيجة من هذا الصراع فيكون السؤال: وما أفضل نتيجة؟ بحيث يتم التراضي بالتوافق على المبادئ لكل طرف فيفوز الجميع.

لذلك ينبغي أن تكون لديك غاية واضحة قبل أن تتوصل للتعاون الإبداعي. أيضًا قد تظهر المعايير غير القابلة على التفاوض مثل: العدل، ويرى الكاتب على من يفكر بأسلوب الحل الثالث أن يتوصل لمعايير تتجاوز العدل والعدل نسبي فما تراه عادلًا قد يراه الآخر غير عادل. فإذًا تفكيرك كان بالبحث عن العدل لن تفكر بعقلية البديل الثالث التي تتطلب عليك إعداد قائمة بمعايير النجاح وحتى تعد هذه القائمة اسأل نفسك:

• هل يشارك الجميع في إعداد المعايير وهل نتوصل بأكبر قدر من الأفكار بأكبر قدر من الناس؟
• ما النتيجة التي تريدها أنت والآخر وما لمطلوب فعله؟
• وما النتائج التي تمثل مكسبًا للجميع؟ وهل تجاوزنا في التفكير طلباتنا للبحث عن الأفضل؟

يقول كلايتون إن: “ليس من المهم أن تحل سبب الصراع بل أن تغير النموذج الذي أدى إلى الصراع من البداية”.

3- ابتكار البديل الثالث

يكون ذلك من خلال شجاعتك للتعبير وقول ما ينبغي وهذا يجعل الذي أمامك يصدق معك فيؤدي نهاية للتفاهم والتعاون الإبداعي وهذا ما يفعله صانعو السلام، يستمعون للخصم ويتفهمون ليتحول الحرب إلى سلام. التعاون الإبداعي يحتاج شخصًا واحدًا هو أنت الذي سوف تقول للآخر أنت ترى بصورة مختلفة عني ينبغي أن أستمع لك بعد أن تستمع اسأل الآخر: هل أنت مستعد لنتوصل لحل بديل ثالث؟ اذا كانت الإجابة نعم انطلق بتجربة الحلول المحتملة التي تفي بمعايير النجاح التي وضعتها، حينها اسمح لنفسك بتجربة احتمالات كانت مستبعدة.

4- التوصل للتعاون الإبداعي

سنعرف أننا وصلنا للتعاون الإبداعي حين يتلاشى الصراع وتحل الإثارة علينا جميعًا بوصولنا لحل ثالث ونشعر بإلهام ناتج عن هذا البديل.

وفي النهاية “البديل الثالث” أو التعاون الإبداعي فكرة قديمة جدًّا موجودة في فلسفة الإغريق وحكماء الهند وفي الأديان إنها البحث عن القواسم المشتركة للتعامل مع أي خلاف.

إليك أيضًا:

• أسباب للبقاء حيًّا: مريض اكتئاب يروي رحلته
•  تخطي صعوبات السنة الأولى من الزواج .. الأخطاء والمشكلات
• ٧ طرائق تساعدك على حل المشاكل