ناقة صالحة : حكايات من تاريخ الكويت الشعبي
مراجعة لرواية بديعة تدور أحداثها في التاريخ الشعبي للكويت على يد الروائي الكويتي سعود السنعوسي
add تابِعني remove_red_eye 662
معلومات عن الرواية:
العنوان: ناقة صالحة
الكاتب: سعود السنعوسي
عدد الصفحات: 173
دار النشر : الدار العربية للعلوم ناشرون – تنمية
غلاف: علي القهوجي
رسم: مشاعل الفيصل
اقتباس من الرواية: “الوصول أكثر مشقة من الرحيل”
قصة الرواية
ديار صالحة هى بادية بإمارة الكويت شمال شرق شبة الجزيرة العربية بين ما كان يعرف بأراضي آل مهروس و بين محل إقامة عائلات من قبيلة الأسمر.
يأخذنا سعود السنعوسي هذه المرة لرحلة إلى الصحراء الشاسعة في أرض تقع في بادية الكويت أوائل القرن العشرين “لأرض صالحة” لتحكي لنا قصة “دخيل بن أسمر” الذي يتمنى في بداية قصته أن لا يكون هو قائل جملة أثرت فيّ جداً “كان علي ألا أكون أنا!”
الحكاية مستوحاة من قصيدة شهيرة للشاعر محمد بن عبد الله العوني وترجع بنا الحكاية لعام 1901 و أعاد علينا الحكاية الكاتب سعود من خلال روايته ناقة صالحة حيث نبدأ بمشهد الشيخ محمد في زمن الرواية الشفهية و هو يتحدث عن رحلة لإمارة الكويت بعيدا عن الصحراء متجها إلى سوق المدينة و عن زيارته للسوق ووصف ما فيه ثم نراه يمسك ربابته و يتغنى بقصيدة “الخلوج” وصاحبها دخيل بن أسمر.
و نسمع الشيخ محمد أو بالأصح يروي علينا قصة دخيل و صالحة لنرى قصة الحب التي نشأت بينهما منذ الصغر دون أن يتفوه كل منهما للآخر بذلك ونرى وصف الصحراء التي جمعتهما ولكن الأقدار و العرف عند أهل القبائل تأبى أن يجتمعا وكما كان يقال “العم أولى و الخال خالي “ أو كما نقول ” ليس كل ما يتمنى المرء يدركه ” و ” تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن“.
ومن ثم يختفي دخيل من الصحراء متجها إلى أمارة الكويت و من بعدها تحكي لنا صالحة عن حياتها و عن دخيل و عن ابن عمها و زواجها و عن ناقتها الأثيرة. نغوص مع الرواية في الزمان و حكاية من حكايات الكويت الشعبية ..حكاية ملئية بالمشاعر و الإنسانيات ..ورحلة داخل نفس دخيل و صالحة.
اقتباس من الرواية
“أحببتُ حماقتها وقتُ ترتكب فعلًا مجنونًا. أحببتُ غباءها وقت يتلبس عليها فهم أي شيء حتى مشاعرها؛ تُطلِق جنون ضحكاتها إذا داهمها خوفٌ أو حل بها كرب، وتذرف الدمع سخيًا في فورة فرح. أحببتُ وجهًا ما رأيت مثله قط، يؤاخي بين ملامح النحيب دمعًا، وتقطيبة حاجبين، وبين ثغرٍ يُكركر. “
وكما ذكرت فرواية ناقة صالحة مستوحاة من حكاية تاريخية انتقلت عبر العصور و الأزمان عن طريق أجيال القبائل فنقلها الروائي سعود بإبداعة المتقن حيث صيغت بلغة هذا الوقت و الزمان ومصطلحاته و رغم هذا فإنها غير معقدة وحتى لو وقفت أمام بعض الكلمات سوف تفهمها من سياق الأحداث.
فكانت اللغة المتقنة كما السرد والتعليق هما بطل الحكاية بشكل كبير جدا فكان دور الحوارات قليل للغاية و الراوي هنا متعدد. أما عن الوصف فكان في غاية الإتقان و تقريبا شمل أغلب مشاهد الرواية، والأحداث كانت جيدة وملائمة حيث رأيناها من كل الزوايا و استطاع سعود السنعوسي أن يكمل الصورة ويعرضها عرضا ماتعا جدا و كأنه يضع قدامك صورة أو رواية ثلاثية الأبعاد.
رغم أن القصة انتهت ولما تضع إجابات واضحة كثيرة وتمنيت أن تكون أحدثها أكبر وأكثر توضيحاً، لكن هذا لا يمنع إن تلك الرواية القصيرة أثرت فيّ جداً. إنها قصة تظل عالقة في الذاكرة، وقد تتركك لكنك لا تتركها أبداً.
add تابِعني remove_red_eye 662
link https://ziid.net/?p=41524