النظارة البيضاء .. قصة نظارة تكشف الكذب والمشاعر!

النظارة البيضاء واحدة من أحدث المسلسلات المصرية القصيرة التابعة لسلسلة “نصيبي وقسمتك” الشهيرة، والتي سبق واشترك فيها العديد من نجوم ونجمات الفن في مصر، وهذا المسلسل عبارة عن قصص غير مترابطة يتم إذاعتها في خمس حلقات لكل قصة، وأحدث قصة تم بثها هي النظارة البيضاء بطولة أمير المصري، الممثل المصري الشاب الذي عرف بأدواره في هوليوود، والذي تمكن من تحقيق مكانة ممتازة لنفسه لدى الجمهور الأمريكي.

ويقدم المسلسل البطل “فخر” والذي تميز في دراسة التكنولوجيا وعاد إلى بلده بعد حصوله على الدكتوراه، ولكنه يجد أن الجميع يسيئون إليه ويعاملونه بشكل سلبي، حيث إنهم يعتقدون أنه ساذج ومن السهل أن يتم خداعه، لا يعامله بإنسانية وبرحمة إلا والدته فقط، وأخيها –خال فخر-، أما باقي أفراد الأسرة والمعارف والجيران يتعاملون معه بشكل سلبي.

يبتكر فخر نظارة بيضاء، هذه النظارة تمكنه من معرفة إذا ما كان المتحدث صادقًا أم كاذبًا، وكذلك يمكنها رصد ما يشعر به المتحدث من مشاعر؛ خوف، توتر، غضب، أو غيرها من الأمور، ولكن للأسف يكتشف فخر أن كل المحيطين به يكذبون عليه، خاصة حين يتم ترشيحه لمنصب مرموق فيبدأ الكل التملق له والتقرب منه من أجل الاستفادة بمنصبه الجديد، وهو ما يجعل فخر يشعر بأن هذا المجتمع الكاذب لا يصلح له، وبالتالي يختار البعد عن الجميع حتى والدته وخاله الصادقين معه، يحقق فخر نجاحه الشخصي ويصل إلى ما يريد ولكنه قرر أن يتجنب الجميع.

المسلسل يرصد أحد أبشع السلوكيات التي أصبحت أمرًا عادي في أيامنا الحالية “الكذب” وعلى الرغم من صحة ما جاء في المسلسل فإنني أشعر أن النظرة كانت سوداوية بشكل مبالغ بعض الشيء، فبالطبع هناك صادقون، وهناك من يحبونك حبًّا غير مشروط. ولكن في حقيقة الأمر أثار المسلسل فضولي لكي أبدأ في التفكير ورصد الأسباب التي يكذب الناس من أجلها وسأناقشها معكم فيما يلي:

يكذب الناس حين يشعرون بالخوف

نعم الخوف وانعدام الشعور بالأمان قد يدفع الناس للكذب، خاصة إن كانوا يتعرضون لأسلوب المحقق، أو يتوقعون عقاب أو نهر أو لوم أو صراخ، وبالتالي يلجؤون للكذب دفاعًا عن أنفسهم.

يكذب الناس لرغبتهم في إخفاء الحقيقة

تأتي بعض الأوقات التي يفضل فيها الناس الكذب من أجل إخفاء الحقيقة، كأن يخفي الطفل الأكبر أنه يشعر بالغيرة من شقيقه الأصغر، أو أن يخفي الطفل شهادة الدرجات حتى لا يفاجأ والده بمعدلاته السيئة، والأمر هنا غير حصري على الأطفال، فنحن أيضًا ككبار نلجأ لإخفاء الحقائق في كثير من الأوقات خاصة إن كان إخفاء الحقيقة سيحمينا من العواقب السيئة.

يكذب الناس حين يريدون ترقية الذات

ويحدث هذا حين يرغبون في تحقيق الفوائد، سواء على الجانب الشخصي، الاقتصادي، أو فقط من أجل تحسين صورتهم الشخصية أمام الآخرين. أو قد يكون السبب الرغبة في التأثير في الآخرين والحصول على التعاطف والدعم.

يكذب الناس حين يريدون إيذاء الغير

نعم يلجأ الكثيرون للكذب من أجل إيذاء البعض، وقد يصل الأمر إلى تلويث السمعة والشرف، ولكن يعتقد من يفعل ذلك أن من حقه الكذب حتى ولو على حساب الآخرين.

يكذب الناس لأنها عادة

للأسف الكذب من العادات السيئة والتي حذرت منها كل الأديان، ومشكلة الكذب الكبرى أن من يكثر استخدام الكذب يصبح الأمر عاديًّا بالنسبة له، حتى أنه في بعض الأحيان يفقد قدرته في السيطرة على كذبه، ويتحول الكذب من حدث عابر، إلى عادة مستمرة.

أخيرًا … أيًّا كانت أسباب أو مبررات الكذب، سيبقى كذبًا، وأيًا كان السبب الذي تكذب من أجله تأكد أنه سينكشف يومًا ما، فكما يقول المثل الشعبي المصري “الكذب مالوش رِجلين” أي أن الكذب يكشف بسرعة شديدة، إن كنت تعتقد أنك تعاني من هذه العادة السيئة فلا بد أن تحاول التخلص منها الآن وفورًا، عليك أن تبدأ في تحليل كذبك وأن تعرف الأسباب التي تدفعك إلى الكذب، ومن ثَم حاول أن تعالج الأسباب، وأن تواجه وألا تستسلم للكذب، وحاول أن تكافئ نفسك كلما اخترت طريق الصدق وقول الصراحة، أسرع الآن قبل أن تفقد احترام الجميع لك، وتفقد احترامك لذاتك.

إليك أيضا

• الكذبة التي نخدع أنفسنا بها بغية الخلود إلى الفراش مبكرًا
• أسباب الكذب عند الأطفال… وطرق علاجه 
• الكذب عند الأطفال: إشكالية سلوكية تؤرقنا، فكيف نحلها؟