لطالما استحوذت القصص والروايات البوليسية على عقولنا ومشاعرنا كالمحقق كونان وهو من أشهر المسلسلات الأنمي التي تابعناها، وكذلك سلسلة أفلام ومسلسلات شارلوك هولمز، ولا ننسى أيضًا ملكة الغموض “أجاثا كريستي“. فهل فكرت يومًا في السبب الذي يجعلك تنجذب لذلك النوع من التشويق والإثارة؟ لماذا يحدث ذلك بداخلك؟ ما الذي يتملكك الشغف لمعرفة الجاني بهذه الدرجة الملحة؟!
لنلقي نظرة سريعة على الأسباب:
1. الأمر الذي يجعلك تعزم عدم تركك لهذا الأمر حتى تجد له حلًّا
فذلك بالنسبة لك كألعاب اللغز التي تثير العقل، أشبه بالكلمات المتقاطعة، فتجميع الأدلة عبارة عن قطع البازل المشوقة التي تحفزك لإنهائها.
2. تأثُّرك بشخصية المحقق
ذلك العبقري الذي يتمتع بذكاء خارق وقادر على كشف الغموض وحلّ الألغاز من أصعب القضايا، فتسعى لأن تكون مثله وتحلل شخصيته ومهاراته لتكتسب بعضًا من قدراته على تحليل القضايا.
3. تُصبح متعطشًا أكثر لكشف الجرائم
فما يثار في داخلك من غموض وحيرة ليس بالأمر الهين في حرصك وتركيزك على توقع الأحداث. وأن ما تتوقعه يتحقق، فذلك يؤكد لك علي ذكائك، فتشعر حينها بالسعادة وكأنك من انتصرت في النهاية.
4. تتحرق شوقًا لاكتشاف الأسرار
فقد تعرف شخصيات الرواية سرًّا ترغب بشدة في اكتشافه، أو ربما تشاهد جزءًا منه، وتشعر بالقلق من أن المحققين لن يكتشفوه في الوقت المناسب. فتوقيت المعرفة هذا أمر حاسم لخلق التشويق.
ونتيجة لشدة التشويق الذي يحدث لك تريد معرفة الأحداث ونهايتها سريعًا لكثرة تفكيرك عن الأمر، ولكن ذلك في باطن الأمر إعمالٌ للعقل، فتدمن على ذلك الأمر، ليصبح عقلك عبارة عن عملية تحليلية تتشوق إلى كل ما هو غامض لتبدأ في تحليله وكأنه رقعة شطرنج.
6. الذكاء في عرض ووصف وتفسير لغة الجسد
ذلك الهدف المحبب لك لتتعلمه؛ لقراءة ومعرفة من أمامك لكشف الغموض والستار عن الأحداث والشخصيات فتبتسم ابتسامة النصر لمعرفة من الجاني، وتتعامل مع الأمور بذكاء وطمأنينة لثقتك بنفسك لمعرفتك في كشف الأمور.
7. إذا انتهت حلقة ولكن لم تصل للنهاية بعد
إذا لم تشاهد حلقة أو مشهدًا معينًا يظهر عليك القلق اعتقادك أنك ستتخلف عن معرفة الجاني وسبب الجريمة مبكرًا قبل أيّ شخص. فتظل تتخيل وتتوقع الذي سيحدث وتنتظر الحلقة القادمة بفارغ الصبر، وفي داخلك تتمنى أن ما تتوقعه يتحقق حتى يؤكد ذلك على ذكائك وفطنتك.
8. إذا كنت ممن يهتم بعلم النفس الجنائي وعلم النفس التحليلي فذلك يجعلك تهتم بتلك الأمور والقضايا
فهو علم دراسة أفكار ونوايا وردود فعل المجرمين التي تلعب دورًا في ارتكاب الجريمة. وكلما مارست ذلك الموضوع أكثر تصبح بارعًا في حل المشكلات والقضايا. وتفضيلك لفكرة انتصار الخير على الشر.
9. عنصر المفاجأة
الذي يثير عقلك حين تلقى علامات الاستفهام على أكثر من متّهم، حتى تكتشف أنّ القاتل هو آخر شخصيّة يمكن أن تشك بها.
آراء ووجهات نظر العلماء والدراسات
- يقترح بوكر في كتابه (الحبكات السبع الأساسية) أن فكرة حب معرفة الجاني تتبع حاسة “التغلب على الشرير”.
- يقال إن السمة الأساسية للرغبة في معرفة الجاني هي أن المخبر الذي يحل الجريمة والصديق المخلص الذي يروي القصة محصنان ضد الموت.
- كشفت دراسة حديثة أن قراءة الروايات البوليسية بالتحديد تسهم في محاربة مرض الاكتئاب، وَفْقا لما نشره موقع «ديلي ميل» البريطاني.
- نشر باحثون في جامعة «تورينو» الإيطالية تحليلاً لـ(10) دراسات عن المعالجة «البيبليوجية» أيْ المعالجة بالقراءة. وأشارت النتائج التي توصلوا إليها والتي نشرت في مجلة علم النفس السريرية في إيطاليا إلى أن المرضى الذين تمكنوا من قراءة (6) كتب بوليسية تتعلق بالجريمة والأحداث السريعة، شعروا بتحسن ملموس أكثر بـ(3) مرات من غيرهم.
- يقول الدكتور ليز بروستر: إن بعض المرضى الذين تحسنت حالتهم النفسية بمجرد قراءة روايات، كانوا قد اختاروا قصصًا تتضمن مشكلات عدة وحتى جرائم، ذلك لأنهم يكونون على ثقة أن المشكلات ستحل بنهاية المطاف، ما يعطيهم أملًا بأن مصاعب حياتهم ستحل أيضًا.
آراء أحد الكُتّاب
- تجعلك تبدو مشدودًا ومنشغلًا بتتبع الأحداث المثيرة فيها، مما يمنحك سيلًا من المتعة غير المنقطع عن إعمال العقل.
- تؤدي إلى إشراكك في عملية التحري والبحث عن أسباب الجريمة ومرتكبها، مما يساهم في إعمال عقلك وتحويله من حالة سكونية إلى أخرى حركية تتسارع تدريجيًّا أثناء عملية التحليل.
- تعمل على تنشيط الخيال وارتفاع وتيرة الإثارة الناجمة عن سلسلة من التوقعات، التي تفاجئك في النهاية.
- تعمل على تزويدك بقدر كبير من المعلومات وأساليب التفكير العلمي.
إليك أيضًا
تاريخ النشر: الخميس، 23 يوليو 2020
قصص وحكايات تأخذ كل تركيزك وتجعلك متشوقًا للنهاية. ولكن لماذا تجذبنا القصص والروايات البوليسية؟
link https://ziid.net/?p=62404