ماذا يعني المثل الشعبي المصري (الله حي عباس جي)
كان عباس حلمي الثاني هو الخديوي الذي أحبه جميع المصريون وكانوا يهتفون باسمه ضد الاحتلال الإنجليزي.
add تابِعني remove_red_eye 20,905
في عام ١٩١٩م، خرج الشعب المصري في ثورة شعبية ضد الإنجليز، وكان من ضمن هتافات المصريين في هذه الثورة (الله حي عباس جي)، ولكن مَن عباس الذي كان الشعب المصري يهتف باسمه في مظاهراته ضد الإنجليز؟ وماذا يعني هتافهم (الله حي عباس جي)؟ وهل تحقق لهم ما يريدون؟
الخديوي عباس حلمي الثاني
هو ابن الخديوي توفيق، حاكم مصر، وأكبر أبنائه، سافر عباس ليتلقى تعليمه في سويسرا، ثم بعد ذلك انتقل إلى النمسا، ليدرس في المدرسة الحربية الملكية في النمسا. وقد حصل عباس على لقب الباشوية عندما كان في الثامنة عشر من عمره، وعندما توفي والده الخديوي توفيق في عام١٨٩٢، تم استدعاء عباس للعودة إلى مصر من أجل أن يتولى حكم البلاد خلفًا لوالده، فكان معروف في دستور الخديوية أن أكبر أبناء الخديوي هو من يتولى حكم المحروسة (مصر)، بعد وفاة الخديوي، وبالفعل عاد عباس إلى مصر من أجل أن يتولى حكم البلاد، ولكن ماذا حدث مع الخديوي عباس بعد عودته لمصر؟
الخديوي عباس يحكم مصر
بعدما تولى عباس حكم مصر، انتهج سياسة غير سياسة والده في حكم البلاد، فكان والده مواليًا للإنجليز، لكن عباس ومنذ بداية حكم كان معاديًا للوجود الإنجليزي في مصر، ووقف بجانب الحركة الوطنية، وأعلن ولاءه للسلطان العثماني سلطان المسلمين، على الرغم من أن الدولة العثمانية في ذلك الوقت كانت تلقب بالرجل المريض، كما سماها الأوربيون، حيث وصلت الدولة في ذلك الوقت إلى درجة كبيرة من الضعف والانهيار.
وعلى الرغم من ذلك فقد اختار عباس أن يظل على ولائه للدولة العثمانية، وأحبه الشعب المصري بشكل كبير، على عكس والده الذي كرهه الشعب المصري هو ووزراءه نوبار باشا، ورياض باشا، بسبب سياستهم الموالية للإنجليز، وكان الشعب المصري يود التخلص من الوجود الإنجليزي في مصر، وبدأت الحركات الوطنية في مصر تظهر من أجل النضال ضد الوجود الإنجليزي في مصر.
العداء بين الخديوي عباس والإنجليز
بعدما أعلن الخديوي عباس ولاءه للحركة الوطنية، وبعدما اتضح موقفه العدائي من الإنجليز، كانت أولى خطواته هي عزل وزارة مصطفى فهمي باشا، الموالية للإنجليز، ولم تكن خطوة عزل وزارة مصطفى فهمي باشا هي الخطوة الوحيدة التي اتخذها عباس وأثارت غضب الإنجليز، ففي عام ١٨٩٩ عارض عباس اتفاقية السودان، وأعلن موالاته لمصطفي كامل باشا زعيم الحركة الوطنية المصرية، والأكثر من ذلك أن عباس أبدي اعتراضه ورفضه للمحاكمات التي فرضها الإنجليز على المصريين بعد حادثة دنشواي.
ومن هنا اشتد العداء بشكل كبير بين الخديوي عباس، واللورد كرومر –المندوب السامي البريطاني–، ولكن تم تغيير المندوب السامي البريطاني في مصر بناء على رغبة المصريين، فقد سافر مصطفى كامل باشا إلى إنجلترا بعد حادثة دنشواي وبعد الأحكام القاسية التي فرضها اللورد كرومر على المصريين من أجل أن يشرح للإنجليز الظلم الواقع على المصريين من اللورد كرومر، وبالفعل تم عزل اللورد كرومر، وجاء آخر جديد يدعي كتشز. وعندما رحل اللورد كرومر عن مصر حذر الحكومة الإنجليزية من الخديوي عباس، وقال إنه سوف يعطل مصالح إنجلترا في مصر.
لم ينته الخلاف بين الإنجليز والخديوي عباس برحيل كرومر، بل استمر هذا العداء متأصلًا في وجود كتشز، ومن بعده المندوب السامي البريطاني غورست، وقد أثارت قرارات الخديوي عباس حفيظة غورست ومن هذه القرارات:
- أصدر عباس في عام ١٩٠٩م، قرارًا بالعفو عن المساجين المصريين الذين تم القبض عليهم بعد حادثة دنشواي.
- عندما أرادت إنجلترا مد امتياز قناة السويس رفض الخديوي عباس التصديق على هذا القرار، وتصدي له، فازداد حب المصريين له، وفي مرة من المرات خرج الخديوي لأداء صلاة الجمعة في مسجد في الحسين التف حوله الشعب المصري، وكانوا يدعون له ويهتفون له، ومن ناحية أخرى ازداد عداء الإنجليز له.
- في عام ١٩١٤، وعندما قامت الحرب العالمية الأولي وأرادات إنجلترا فرض الحماية البريطانية على مصر رفض الخديوي عباس هذا القرار، كذلك رفض الانفصال عن الدولة العثمانية، بل وقرر السفر إلى تركيا من أجل التحدث والتشاور مع السلطان العثماني في أوضاع الحرب. ولكن كان خروج عباس من مصر إلى تركيا خروجًا بلا عودة.
عزل الخديوي عباس حلمي الثاني
عندما سافر الخديوي إلى تركيا، استغلت إنجلترا ذلك وصدرت قرار بعزله من حكم البلاد لأنه يعادي حكومة جلالة الملك، وتم تعين عمه حسين كامل على مصر، ولقب بالسلطان، وكان أول حاكم مصري يلقب بالسلطان. وقد تعرض الخديوي عباس وهو خارج البلاد لمحاولة اغتيال ولكنه نجا منها، لكنه لم يستطيع العودة إلى البلاد ثانية.
وقد ظل الشعب المصري يهتف باسمه في مظاهراته ضد الإنجليز منذ عام ١٩١٩م، وحتى عام ١٩٢٣، على أمل عودة الخديوي عباس مره ثانية من أجل أن يتصدى للإنجليز، ويساند الشعب في مواجهته للإنجليز، وكانت آمال المصريين في عودة عباس لحكم مصر هي سر هتافاتهم في مظاهراتهم (الله حي عباس جي). وكان مصير الدولة العثمانية كمصير عباس حيث خرجت الدولة العثمانية منهزمة من الحرب العالمية الأولى، وتم تقسيم ممتلكات الدولة بين الدول المنتصرة في الحرب.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 20,905
القصة المثيرة للمثل المصري"الله حي عباس جي"
link https://ziid.net/?p=92473