هكذا تعلمت الرسم “تجربة شخصية”
ساقتني الأقدار إلى تعلم الرسم بالصدفة فكانت بداية أتعلم منها كيف يكون لي أثر وتأثير من خلال عالم الفن الجميل
add تابِعني remove_red_eye 102,609
عندما كنت طفلة كانت لدي العديد من الهوايات مثل ركوب الدراجة الهوائية، والقفز بالحبل، وقراءة الكتب، والموسيقى ولكن لم يكن الرسم من ضمن هواياتي كانت علاقاتي بالرسم في التلوين فقط مكتفية بذلك.. وكنت أتمنى حينها لو كنت رسامة حتى أرسم السحب بالأشكال التي أتخيلها.. وحين أصبحت في الخامسة عشر تعلمت الرسم بسبب معلمة متميزة آنذاك.
تعلمت الرسم مجبرة
في المرحلة الدراسية الثانوية اخترت قسم الرسم لأني اعتدت أن ترسم لي أختي الكبرى إلا أن المعلمة كانت تمنع أخذ الكراسة إلى البيت وتحرص على أن يكون رسمنا أمامها في الحصة من هُنا كانت البداية ولمحاولة تعلم الرسم لأجد بأن الرسم مهارة يمكن تعلمها وليست موهبة فقط حتى أصبحت تستهويني حصص الرسم والفنون الجميلة والأجواء الممتعة التي تخلقها لنا معلمة الرسم شدتني لهذا العالم الجميل.
من الحصة إلى المشاركة في المعارض
بعد أن أحببت هذه المهارة وبعد أن قامت المعلمة بنشر لوحاتنا في أرجاء المدرسة اعتدت على أن أرى لوحاتي تزين الممرات وفي الساحة، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد قررت أن التحق بدورات وورش العمل في المعاهد المتخصصة بالرسم والفنون حتى أصقل وأطور هذه المهارة وأتمكن أكثر، مثل: أعمال الجلد، والإيتان، والرسم على الحرير حتى أصبحت أشارك في المعارض، كل ذلك رغبة في التنفيس عن طاقاتي بما يعود علي بالفائدة.
وكذلك القضاء على وقت الفراغ وقد صانني الرسم وحماني من شر الفراغ خاصةً أنني في سن المراهقة، وهذا في حد ذاته كافٍ وصنع مني شخصية محترمة لذاتها، وفخورة، وواثقة من نفسها ومن خلال عرض اللوحات وتأثيرها على الغير فتح لي الرسم باب الحوار مع المجتمع، والتواصل مع الآخرين استمع لتعليقاتهم ونقدهم ويستمعوا لتفسيري أو وصف موقع المكان الأثري الذي اخترته ولماذا؟ وأكثر طلب يواجه كل من يرسم هو قول: “ارسميني”.
الطقوس
متى أرسم وكيف بالنسبة لي للرسم طقوس أعيشها أحب أن أرسم في الساعات الأولى من الصباح في الإجازة الأسبوعية وباقي الأيام أفضل الرسم عصرًا مع الاستماع للموسيقى الهادئة والسيمفونيات العالمية، مثل: بحيرة البجع لتشايكو فسكي، ومعزوفة حبيبتي، ومعزوفة مونامور.. ومن العازفين ياني وخالد وحيد وخالد البرزنجي ومؤخرًا ممدوح سيف.
التعبير عن المشاعر
في حالة الرسم أدخل في مرحلة الانسياب أو التركيز الشديد وهي مرحلة تجعلك تتعرف على ما في داخلك وترتبط بنفسك أكثر وتتعرف عليها وربما ظهر أمامك كل ما تخفيه، وكأن الرسم عبارة عن حصاد لتأمل ومعرفة وأفكار ومعتقدات كل ذلك يتفاعل لينتج عمل فني مبدع أيضًا، لهذا التركيز فائدة على التحصيل العلمي والتفكير. وجاء في كتاب العلاج بالفن لسوزان بوشالتر: بأن الرسم الحر يسمح للشخص بالتعبير عن مشاعره ومخاوفه ومشكلاته ورغباته بطريقة لا يشعر حيالها بالتهديد ويساعده الرسم على اتخاذ القرار وتطوير مهارات صنع القرار الذي يبدأ معه في اختياراته أثناء الرسم ما المواد المستخدمة والهدف.
الدوبامين
أرسم غالبًا للتنفيس عمّا في داخلي؛ لذلك لا شك أن للظروف التي أمر بها تأثيرًا، ولكن شعور الإنجاز بعد الانتهاء من اللوحة أو العمل الفني شعور يشبه الانتصار في معركة صغيرة فالعمل واللوحة يمثلان لي معركة مع النفس وإنجازه هو نجاح ونصر فبعد الانتهاء تغمرني سعادة وتدفعني الرغبة للدخول في معركة فنية جديدة.
المواضيع والرسالة
بعض رسماتي أهدف فيها إلى إبراز تراث أو شيء من الماضي أعيد تجديده، أو أن اكتب آية لتصبح رسالتي عن طريق الرسم والكلمة والبعض الآخر خيال يمدني بها وقبل كل ذلك لا يكون التعلم إلا من خلال التقليد للوحات المعروفة أو رسمات أعجبتني، أو صورة جميلة وقد كنت اعتقد أن الرسم لا بد أن يكون طبيعة أمامي أو شخصًا أرسمه مثلما كنت أرى من خلال المسلسلات وما يُعرض في وسائل الإعلام المختلفة، ولكن وجدت أن تعلم الرسم يكون بدايةً من خلال التقليد والمحاكاة خطوة خطوة من رسم الدائرة والأشكال المختلفة والخطوط وهو شيء مكتسب يمكن للجميع تعلمه من خلال التمرين والممارسة والتدريب المستمر.
بتخطيط وعشوائية
أمارس الحالتين، هناك رسمات نفذتها بشكل تلقائي، وهناك ما قمت بالتخطيط له بشكل مسبق، فكلا الحالتين نجحت معي ورسمت من خلالها وفي الرسم على الحرير كنت عشوائية أكثر وكانت النتائج مذهلة.
هواية فقط
من خلال استمرار التعلم شاهدت وعرفت الفرق بين الموهبة والهواية وأدركت أنني هاوية للرسم فقط أمارسه للمتعة ولست محترفة بحيث أعمل فيه بالرغم من أني جهزت مرسمي في البيت بحامل للوحة والأدوات المصاحبة، إعداد هذه البيئة كانت سببًا في العمل أكثر والإنتاج للوحات، بالإضافة إلى ذهابي المستمر للمعارض الفنية للمشاهدة والاستمتاع بتذوق الجمال والإبداع الفني.
وهذا يفيد بشكل عامٍّ، وحتى تحصل على الفائدة ليس بالضرورة أن تكون رسامًا وتنتج لوحات وأعمالًا أو حتى تصل للاحتراف، تعلم الرسم لنفسك لتجني الفوائد وهذا لا يتطلب منك أكثر من ورقة ومرسام، فالأمر أبسط مما تتخيل، وكلما وجدت الفرصة لترسم ارسم، ستجد أن مشاعرك أفضل وتوترك قلّ وتحسن تفكيرك أيضًا الرسم كالمشي يساعدك على تحسين حلّ المشكلات والحصول على طرق إبداعية.
وفي الوقت الحالي هنالك تطبيقات للرسم الرقمي بحيث ترسم في أي وقت وفي أي مكان من خلال جهاز “الآيباد” أو الهاتف المحمول وتتعلم من خلال اليوتيوب ومواقع الإنترنت بشكل مجاني.
وأخيرًا، بالنسبة لي دراستي المختلفة تمامًا عن مجال الرسم والأعمال الفنية أخذتني من هذا العالم الممتع بالإضافة إلى العمل، فلم تعد هنالك الساعات التي كنت أمضيها في المرسم كل ما أفعله حاليًا خربشة هنا وهناك لذلك أعتبر ما زلت في بداياتي.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 102,609
مقال وتجربة ملهمة حول تعلم الرسم
link https://ziid.net/?p=72109