الطريق إلى الحرية: مراجعة رواية (الباب المفتوح) للكاتبة لطيفة الزيات
الباب المفتوح من الروايات العظيمة التي تحولت إلى أعمال سينمائية عاشت وتعيش في وجدان الناس بل وكان لها أثرها العظيم في المجتمع
add تابِعني remove_red_eye 751
تتجلى وتتبلور الفكرة الرئيسية للرواية حول مفهوم الحرية، ليست الحرية الشخصية فحسب، فقد تم تصوير الحرية بمفهومها الواسع المتمثل في: التحرر من الاستعمار والنضال والسعي لنيل الحرية، والحرية بمفهومها الخاص المتمثل في: حرية الفرد التي لا تنفصل ولا تتجزأ عن حرية الوطن، فكلا المفهومين مكملان لبعضهما.
الحرية التي لم تكن يومًا طريقًا مفروشًا بالورود، بل هو طريق طويل به الكثير والكثير من الأشواك، سنتأذى ربما ولكن سنصل في نهاية هذا الطريق إلي كل ما نريد.
شخوص الرواية
ليلى: الشخصية الرئيسية، ومراحل تطور شخصيتها، ليلي الحالمة، الرقيقة، المحبة للحياة، والتحولات التي تطرأ على شخصيتها بين الانفتاح والتطلع إلى الغد المشرق وبعدها فقدان الرغبة في مواصلة واستكمال الحياة إثر صدمتها العاطفية التي قلبت الحياة بداخلها رأسًا على عقب وأحدثت هوة سحيقة بداخلها، ثم الصراع الذي تحياه الذي تسبب فيه “حسين” الصراع بين عقلها وبين قلبها، الصراع بين ما تريد وما لا تريد، الصراع بين ما يسمى الأصول وما تحلم أن تحياه يوما ما، ثم حالة من الركود إثر سفر حسين.
يرى من حولها أنها صارت رقيقة وهادئة الطباع و لكن الحقيقة أن تيار الحياة قد خَفَتَ بداخلها، لم يمت، ولكن صار أقل بزوغًا. تظل تصارع وتصارع، تتحدى ذاتها وتتحدى من حولها إلى أن تصل إلى ما تريد.
حسين: ذاك الحلم الوردي الذي ظل قابِعًا في ثنايا القلب، الذي ظَلَّت كلماته هي الوقود/المحرك الرئيسي لليلى لاستكمال رحلة الحياة، القنديل الذي أنار لها الطريق، لم يرسم لها طريقًا محددًا تسير فيه مثلما فعل فؤاد.
عصام: الحب الأول، المشاعر البكر التي تفتحت على أيدي عصام، ثم تحولت تلك المشاعر الرقيقة كابوسًا مدويًّا عَانَتْ من آثاره ليلى طويلا.
سناء: المُحِبة للحياة، الجريئة والواثقة في آن واحد، التي لم تجد غضاضة في إظهار لهفتها وفرحتها في حضور محمود، فقد منحها هذا الحب ثقة في ذاتها، وثقة في محمود وثقة في الحُبّ الذي جمع بين قلبيهما.
الدكتور فؤاد: ظل الجدار الذي ظنت أنه ربما يحميها ويقويها وحصرت تصرفاتها وأفكارها في النطاق الذي يرضي عنه، وأصبح الصواب بالنسبة إليها ما يرتئيه هو الصواب وما دون ذلك هو الخطأ.
- في فترة الحجر: تعرّف على كتب وروايات تحولت إلى أفلام رائعة!
- ٦ روايات عربية غير اعتيادية تستحق القراءة
المقارنة بين العمل الروائي والعمل المسرحي
تحولت الرواية إلى عمل سينمائي بمشاركة الفنانة فاتن حمامة والفنان صالح سليم. واللافت للنظر أن هناك الكثير من جوانب الاتساق والتقارب بين العمل الروائي والعمل السينمائي، بالتأكيد أن هناك بعض جوانب الاختلاف لكن في المجمل تتشابه الكثير من الأحداث بين العمل الروائي والسينمائي. جدير بالذكر أن الفيلم حصد جائزة أفضل فيلم في مهرجان جاكرتا السينمائي.
ربما لن يستغرق هذا العمل الكثير من الوقت، ستجد أنك لن تجد غضاضة في قراءة الصفحة تلو الأخرى، ربما بعد بضعة جلسات قراءة ستجد أنك أنهيت هذا العمل العظيم، أنهيت قراءته لكن آثاره العظيمة ستظل ممتدة بداخلك سيفتح أبواب عقلك للتفكير في ماهية الحرية، الحرية بمفهومها الخاص والعام.
[الفيلم الإماراتي “كيمرة” يخبرك كيف قتل الفضول القط!]
جوانب من حياة الكاتبة لطيفة الزيات
ليس غريبًا أن نجد أن من قام بكتابة هذا العمل الروائي هي الأديبة “لطيفة الزيات” فهي المناضلة التي شاركت في الحركة الطلابية في الأربعينيات، فقد تم انتخابها وهي طالبة سكرتيرًا عاما للجنة الوطنية للطلبة والعمال عام (١٩٤٦م) وهي اللجنة التي توَلَّت في هذه الفترة الكفاح ضد الاحتلال البريطاني، دافعت عن حقوق المرأة وناهضت التطبيع مع إسرائيل أثناء رئاستها للجنة الدفاع عن الثقافة القومية وكانت تلك اللجنة تعبيرًا عن موقف المثقفين من اتفاقية كامب ديفيد وأدى ذلك إلى اعتقالها عام (١٩٨١م) وعبرت عن تجربة الاعتقال تلك في السيرة الذاتية “حملة تفتيش”
مؤلفات أخرى
لم يقتصر الإنتاج الأدبي للأديبة لطيفة الزيات على رواية الباب المفتوح فحسب ولكن امتد ليشمل مؤلفات أخرى نذكر منها:
- “الشيخوخة وقصص أخرى -بدايات -الممر الضيق -الرسالة -على ضوء الشموع” مجموعة قصصية صدرت عام ١٩٨٦م.
- “الرجل الذي عرف تهمته” مجموعة قصصية، صدرت في نفس العام.
- “حملة تفتيش” أوراق شخصية، سيرة ذاتية للكاتبة صدرت عام ١٩٩٢م
- “بيع وشراء” مسرحية ١٩٩٤م.
- رواية “صاحب البيت” صدرت أيضا في عام ١٩٩٤م
*إلي جانب الأعمال الروائية والأدبية كان هناك بعض الدراسات النقدية*
نذكر منها
- من صور المرأة في القصص والروايات العربية، ١٩٨٩م.
- نجيب محفوظ. الصورة والمثال، مقالات نقدية، صدرت في نفس العام.
- أضواء. مقالات نقدية، صدرت عام ١٩٩٤م.
[ماذا قال مدير أعمال أكثر من 200 نجم سينمائي حول الطريق إلى النجومية؟]
*الجوائز التي حصدها العمل الروائي*
-وقع الاختيار على العمل الروائي “الباب المفتوح” عام ١٩٩٦م لينال جائزة نجيب محفوظ للأدب.
add تابِعني remove_red_eye 751
تعد هذه مراجعة لرواية الباب المفتوح لكاتبتها لطيفة الزيات من خلال تناول الفكرة الرئيسية والشخصيات
link https://ziid.net/?p=55481